كشفت صحيفة يديعوت احرنوت عن فحوى الاجتماعات السرية بين ممثلين سوريين وإسرائيليين في السكن الخاص لأحد كبار المسؤولين الإماراتيين في أبو ظبي.
وضم اللقاء اثنين من الأكاديميين الإسرائيليين من ذوي الخلفية الأمنية، وثلاثة من مساعدي الرئيس السوري الجديد، حيث ناقش الطرفان مستقبل العلاقات بين دمشق وتل أبيب. فقد ركز الجانب السوري على المطالبة بوقف الغارات الإسرائيلية، فيما شدد الإسرائيليون على ضرورة عدم التعرض للدروز في المنطقة.
وعقدت حتى الآن ثلاثة اجتماعات، جلس الإسرائيليون والسوريون في غرفة واحدة حول طاولة واحدة وضعت عليها مرطبات، بهدف خلق أجواء مريحة.
واشتكى المفاوضون السوريون، بحسب يديعوت احرنوت ، في تلك المحادثات من نشاط الجيش الإسرائيلي داخل الأراضي السورية واحتلال التلال التسعة التي ترفض إسرائيل إخلائها حالياً. وطالبوا إسرائيل بالسماح للرئيس السوري “بإقامة نظام داخلي جديد في سوريا”، واشتكوا من الوضع الاقتصادي الصعب.
وفي المحادثة الأخيرة، نقلوا أيضاً عن الرئيس السوري، الذي يؤكد أن سوريا ليس لديها أي مصلحة في إثارة صراعات مع جيرانها، ولا مع إسرائيل.
وبادرت وزارتا الخارجية والمخابرات في أبو ظبي، اللتان يديرهما شقيقا الشيخ محمد بن عبد الرحمن حاكم الإمارة – الشيخ عبد الله (وزير الخارجية) والشيخ طحنون (المخابرات) إلى اللقاءات بين الإسرائيليين والسوريين.
وفي الجولة الحالية من المحادثات، التي أفادت التقارير أنها افتتحت في أعقاب زيارة الرئيس السوري الشرع إلى أبو ظبي في 13 أبريل/نيسان، تركز الأطراف بشكل رئيسي على القضايا الأمنية. ومن الجانب السوري، يحرصون التأكيد على قضية: “لقد قضينا على الإيرانيين”.
ومن المقرر أن تستمر المحادثات، كما سيتم الانتقال إلى القضايا الاقتصادية، والمقترحات التي ستقدم بموجبها إسرائيل المعرفة الطبية وتدعو الطلاب للتدريب الطبي، وغيرها من القضايا التي تقلق الحكومة والسكان في سوريا.
لقاءات في أوروبا
وبالتوازي مع المحادثات السرية في أبو ظبي، جرت أيضاً اتصالات أولية بين خبراء إسرائيليين ومسؤولين اقتصاديين وأمنيين ومستشارين للرئيس السوري الجديد ووزير الخارجية. وجرت المحادثات مؤخرا في مؤتمرين في أوروبا، وفي أحدهما احتضن أعضاء الوفد السوري الإسرائيليين وأظهروا لهم دفئا.
وقدم أعضاء الوفد السوري الستة الذين حصلوا على موافقة رسمية في دمشق لحضور الاجتماع، صورة صعبة عن الوضع في سوريا، لكنهم أصروا على القول: “دعوا الرئيس الجديد وفريقه يعملون وسوف تكتشفون أنه يسعى إلى السلام مع كل الجيران، بما في ذلك إسرائيل”.
وفي الاجتماع الأخير في أبو ظبي، أثار الجانب الإسرائيلي مسألة تعرض أفراد الطائفة الدرزية في سوريا للخطر. وأكد الجانب الإسرائيلي بشكل قاطع أننا “لن نتسامح مع أي أذى يلحق بأفراد المجتمع الذين هم إخوتنا في الدم”.