Site icon تلفزيون الفجر

بين حربين: هل تفتح الحرب الإسرائيلية الإيرانية نافذة للحل الفلسطيني؟

بقلم: علاء كنعان.. صحافي فلسطيني

رغم أن نيران الحرب الإسرائيلية الإيرانية لا تشتعل مباشرة على الأرض الفلسطينية، إلا أن ارتداداتها حاضرة بوضوح. فالتزامن بينها وبين الحرب على غزة، إلى جانب الحصار المفروض على الضفة الغربية، يكشف هشاشة الواقع الفلسطيني، ويطرح سؤالاً استراتيجياً: ما موقع فلسطين في هذا المشهد المتغيّر؟

ونحن كفلسطينيون، نراقب الحدث، ولكن المطلوب اليوم إعادة تفعيل الدور السياسي لمنظمة التحرير، واستثمار اللحظة الدبلوماسية كخيار متاح فالعالم يحتاج إلى عنوان فلسطيني، وشرعي قادر على التحرك بلغة المصالح والقانون الدولي.

وفي زمن التحولات الكبرى، لم تعد فلسطين “قضية إنسانية” تبحث عن المساعدات، بل قضية سياسية تحتاج إلى حل عادل وربما لن تغير الحرب الإسرائيلية الإيرانية خريطة الشرق الأوسط دفعة واحدة، لكنها تفتح نوافذ سياسية، وإن لم تُستثمر هذه اللحظة لتعزيز الاعتراف بدولة فلسطين، فمتى؟

هذا التحول يجب أن يُستثمر، لا بالمواجهة، بل بالدبلوماسية المسؤولة، السلطة الفلسطينية، ومن خلفها منظمة التحرير، تظل العنوان الشرعي الوحيد، والقادر على مخاطبة العالم بلغته.

المطلوب اليوم تعزيز المسار الدبلوماسي، والسير بثبات نحو اعتراف دولي أوسع بدولة فلسطين، والانضمام إلى المنظمات الدولية فقد لا تغيّر الحرب الجارية خرائط الجغرافيا، لكنها تعيد ترتيب الأولويات الإقليمية. وإن لم تتحرك القيادة الفلسطينية لاغتنام هذه اللحظة، فسيتم تجاوزها مجددا.

ما يحدث إقليميا يعيد تسليط الضوء على مركزية القضية الفلسطينية، ويستدعي بلورة مشروع و موقف فلسطيني واضح، يقدم رؤية للحل، ويعيد التأكيد على أن القضية الفلسطينية هي قضية تحرر وطني، لا مجرد ملف مساعدات إنسانية كما يتطلب صياغة خطاب سياسي يربط بين العدالة وحق تقرير المصير.

Exit mobile version