كشفت صحيفة “صاندي تايمز” البريطانية عن خطط داخل رئاسة الحكومة البريطانية للاعتراف بدولة فلسطين خلال سبتمبر المقبل، وذلك استجابة لضغوط داخلية متزايدة من قواعد حزب العمال والمعارضة اليسارية. وأوضح التقرير أن رئيس الوزراء كير ستارمر يشترط مقابل هذا الاعتراف أن يوقف الاحتلال الإسرائيلي الحرب في غزة، ويسهل دخول المساعدات الإنسانية للمحاصرين هناك.
تأتي هذه الخطوة في ظل تزايد الانتقادات داخل حزب العمال، خاصة بعد إدارة الحزب للحرب على غزة، حيث أثارت موجة من الانتقادات من قواعد الحزب وناشطين يساريين، مما أضعف تماسك الحزب الحاكم وأظهر شرخاً في شعبيته، خاصة في الدوائر الانتخابية التي فاز بها العام الماضي بفارق ضئيل.
كما أن هناك ضغوطاً من نواب مستقلين جدد وداعمين للقضية الفلسطينية، بالإضافة إلى حزب جديد أسسه زعيم حزب العمال السابق جيرمي كوربن، يُعرف حالياً باسم “حزبكم”، والذي يضم نواباً مؤيدين لفلسطين. وأظهرت استطلاعات رأي أن جيل الشباب يميل بشكل كبير إلى دعم الحزب الجديد، حيث يفضل 29% منهم الحزب مقابل 27% لحزب العمال، خاصة مع منح ستارمر حق التصويت للفئة العمرية بين 16 و17 عاماً، مما يعزز قاعدة كوربن الانتخابية في مناطق ذات غالبية مسلمة وشبابية.
وتتجاوز مظاهر الدعم لفلسطين حدود الجاليات العربية والمسلمة، حيث أظهر استطلاع أن دعم القضية الفلسطينية أصبح يشمل قطاعات واسعة من البريطانيين، خاصة من اليساريين البيض من الطبقة المتوسطة، الذين يرون أن دعم فلسطين يعبر عن مظلة أوسع من القضايا الاجتماعية التي تعاني تراجعاً، مثل أزمة السكن وتكاليف المعيشة.
وفي سياق السياسة الخارجية، يُذكر أن السياسات الحالية تذكر بسياسات توني بلير خلال حرب العراق، حيث تآكلت ثقة الجمهور بالحزب الحاكم، مع تعرض نواب ووزراء لضغوط وانتقادات، خاصة من مؤيدين لفلسطين، مثل وزيرة العدل جمانة محمود ووزيرة الداخلية جيس فيليبس، اللتين كادتا أن تخسرا مقعديهما في الانتخابات الماضية.
أما خطة ستارمر، فهي من إعداد مستشار الأمن القومي جوناثان باول، وتستند إلى ثلاثة عوامل رئيسية: الرغبة في تحقيق نتائج ملموسة على الأرض، خاصة وقف المجاعة في غزة؛ غياب الدعم الأمريكي، مما دفع لندن للتحالف مع دول مجموعة السبع والدول العربية؛ وتحركات أوروبية، حيث أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن نية فرنسا الاعتراف بدولة فلسطين، تلاه إعلان كندا عن توجه مماثل، مع تنسيق دبلوماسي عربي لدعم نزع سلاح حماس كشرط لقيام دولة فلسطينية.