السيسي يحذر من “بث الفرقة” بين العرب ويدعو لتجاوز الخلافات
حذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأربعاء، من محاولات بث الفرقة بين الشعوب العربية عبر وسائل الإعلام، مؤكداً على أهمية الوحدة والتكاتف في مواجهة التحديات الراهنة. جاء ذلك خلال زيارته التفقدية للأكاديمية العسكرية المصرية في العاصمة الإدارية الجديدة شرقي القاهرة، حيث شدد على ضرورة تجاوز الخلافات بين الدول العربية لتعزيز التضامن.
وأشار السيسي إلى أن مصر واجهت تحديات أمنية جسيمة منذ أكثر من عقد، إلا أن الدولة استطاعت التغلب عليها وتحقيق تقدم ملموس رغم الظروف الإقليمية الصعبة، ومنها الحرب في قطاع غزة التي أثرت سلباً على عائدات قناة السويس، حيث أعلنت الرئاسة المصرية أن الإيرادات فقدت 7 مليارات دولار خلال عام 2024 بسبب تطورات البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
وفي سياق الحرب المستمرة على غزة منذ 7 أكتوبر 2023، والتي خلفت أكثر من 61 ألف شهيد فلسطيني و151 ألف جريح، أكد السيسي أن مصر تواصل جهودها لوقف العدوان وإيصال المساعدات الإنسانية، رغم حملات التشويه التي تستهدف دورها الإقليمي. وأوضح أن مصر تعمل على إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين والإسرائيليين، مع استمرارها في تقديم المساعدات الإنسانية رغم التحديات.
وفيما يخص الوضع في قطاع غزة، قال السيسي إن التدمير غير المسبوق جراء العدوان الإسرائيلي يهدد حياة الفلسطينيين، مضيفاً أن مصر تبذل جهوداً كبيرة لوقف الحرب، وتسهيل دخول المساعدات، والتعاون لإطلاق سراح الأسرى، رغم الحملات الإعلامية التي تحاول تشويه صورة مصر ودورها الإنساني.
وتقدر تل أبيب وجود 50 أسيراً إسرائيلياً في غزة، بينهم 20 على قيد الحياة، بينما تحتجز إسرائيل أكثر من 10 آلاف فلسطيني يعانون من التعذيب والجوع والإهمال الطبي، مما أدى إلى وفاة العديد منهم. يأتي ذلك في ظل توجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإعادة احتلال القطاع بالكامل، بعد فشل مفاوضات غير مباشرة مع حركة حماس بشأن تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.
وفي استطلاع حديث، أظهر أن أكثر من نصف الإسرائيليين يحملون حكومتهم مسؤولية عدم التوصل لاتفاق مع حماس، فيما تؤكد حماس استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة مقابل إنهاء الحرب، وإعادة الاحتلال الإسرائيلي للقطاع، والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين. ويخشى نتنياهو من انهيار حكومته إذا انسحب الجناح الأكثر تطرفاً الرافض لإنهاء الحرب، خاصة مع تهم الفساد الموجهة إليه من قبل المحكمة الجنائية الدولية التي تطالب باعتقاله بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وفي سياق الاحتلال المستمر، ترفض إسرائيل الاعتراف بحق الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة على حدود 1967، مع عاصمتها القدس الشرقية، وتواصل احتلال الأراضي الفلسطينية وسوريا ولبنان منذ عقود، مما يزيد من تعقيد المشهد الإقليمي ويهدد استقرار المنطقة.