ارتدى عدد من نواب البرلمان الأوروبي عن حزب العمال المالطي، اليوم الأربعاء، اللون الأحمر، تضامنًا مع قطاع غزة، وذلك خلال الجلسة السنوية لخطاب حالة الاتحاد التي ألقتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في البرلمان الأوروبي بمدينة ستراسبورغ.
وشارك النواب أليكس أجييوس ساليبا، وتوماس باجادا، ودانييل أتيارد، المنتمون إلى مجموعة التحالف التقدمي للاشتراكيين والديمقراطيين، في وقفة صامتة استمرت دقيقة واحدة أمام القاعة العامة للبرلمان الأوروبي، حدادًا على أرواح الشهداء في قطاع غزة.
وجاءت هذه الخطوة التضامنية بتنظيم من مجموعة “اليسار” في البرلمان الأوروبي، وشاركت فيها أيضًا كتل من الحزبين الاشتراكي والخضر، تعبيرًا عن رفضهم للعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، وصمت المجتمع الدولي إزاء الجرائم المرتكبة.
وقال النائب توماس باجادا، في تصريح لصحيفة “Times of Malta”، “ارتدينا اللون الأحمر داخل البرلمان الأوروبي خلال خطاب حالة الاتحاد كرسالة احتجاج من أجل غزة، ولتكريم أرواح الأبرياء الذين فقدوا حياتهم، وللمطالبة بوقف فوري لسفك الدماء”.
من جانبه، أشار النائب أليكس أجييوس ساليبا إلى أن “هذه المبادرة تذكير للبرلمان الأوروبي بأن تقاعس الاتحاد الأوروبي قد تسبب في المزيد من إراقة دماء المدنيين الأبرياء”، مضيفًا: “لقد حان وقت التحرك”.
أما النائب دانييل أتيارد، فقد كان صريحًا في انتقاداته للبرلمان الأوروبي، متهماً إياه بـ”غضّ الطرف عن الإبادة الجارية في فلسطين”، مطالبًا بفرض حظر شامل على تصدير السلاح إلى إسرائيل وتعليق اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل.
وفي كلمتها خلال الجلسة، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين: “ما يحدث في غزة يهزّ ضمير العالم. أناس يُقتلون وهم يبحثون عن الطعام، وأمهات يحتضنّ أطفالهنّ الموتى. هذه الصور كارثية بكل المقاييس”.
وأعلنت خلال الخطاب عن نية المفوضية فرض عقوبات وتعليق جزئي للتجارة مع إسرائيل، الأمر الذي قوبل بتصفيق حار من جانب النواب الجالسين في الجناح اليساري من القاعة، الذين كانوا يرتدون الأحمر.
يُشار إلى أن بعض النواب المالطيين لم يشاركوا في هذه الوقفة، خاصة المنتمين إلى حزب الشعب الأوروبي (EPP)، ومن بينهم رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا، والنائبان ديفيد كازا وبيتر أجييوس.
ورغم عدم مشاركته، نشر النائب بيتر أجييوس تغريدة أيد فيها تصريحات المفوضة الأوروبية بشأن أوكرانيا، وأعرب عن أمله في أن تبدي فون دير لاين الموقف ذاته من العنف في فلسطين.
يُذكر أن رئيس الوزراء المالطي، روبرت أبيلا، كان قد صرّح في وقت سابق من هذا العام أن مالطا تعتزم الاعتراف رسميًا بدولة فلسطين في المستقبل القريب، مرجّحًا أن يتم ذلك خلال مؤتمر للأمم المتحدة عُقد في 20 يونيو الماضي.