
الإعلام العبري: سقوط سياسي مدو لإسرائيل في الأمم المتحدة
تشهد إسرائيل حالة ارتباك سياسي وإعلامي بعد الاعترافات الدولية الأخيرة بالدولة الفلسطينية، حيث وصفت وسائل الإعلام العبرية التطورات بأنها “هزيمة دبلوماسية” لإسرائيل وخسارة كبيرة في معركة الرأي العام العالمي.
موقع “واي نت” التابع لصحيفة يديعوت أحرونوت كتب أن ما جرى في الأمم المتحدة يمثل سقوطا سياسيا مدويا لإسرائيل أمام المجتمع الدولي، إذ فشلت الحكومة في منع موجة الاعترافات، وهو ما يكشف عن ضعف القدرة الإسرائيلية على التأثير في الساحة الدولية مقارنة بالقوة الفلسطينية المتزايدة في المنظمات الأممية.
صحيفة “هآرتس” ركزت على الانقسام داخل الحكومة الإسرائيلية بشأن كيفية الرد، مشيرة إلى أن نتنياهو ووزراؤه يدرسون خيارات مثل فرض السيادة الإسرائيلية على بعض المستوطنات أو اتخاذ خطوات عقابية ضد قيادات السلطة الفلسطينية، لكن في المقابل هناك مخاوف جدية من أن تؤدي هذه الردود إلى نتائج عكسية تزيد عزلة إسرائيل.
وأكدت الصحيفة أن الحكومة تتأرجح بين الرغبة في الرد الصارم والقلق من التورط في أزمة أعمق مع أوروبا والولايات المتحدة.
من جانبها، حذر موقع “واللا” من أن الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية يشكل “تسونامي دبلوماسي” ضد إسرائيل، معتبرة أن التطورات الأخيرة قد تكون بداية لانهيار شبكة الدعم الدولي التقليدي لإسرائيل، خصوصا إذا ترافق ذلك مع تراجع في التزام واشنطن بالدفاع عن تل أبيب في المحافل الدولية.
وأشارت إلى أن هذا المسار قد يقود إسرائيل إلى عزلة متزايدة ويشجع دولا أخرى على الاعتراف بفلسطين.
أما صحيفة “جلوبس” الاقتصادية فسلطت الضوء على الأبعاد المالية والسياسية، محذرة من أن الاعترافات تفتح الباب أمام خطوات عقابية أوروبية مثل فرض عقوبات اقتصادية أو تجميد اتفاقيات تجارية وبحث مسألة حظر بضائع المستوطنات.
واعتبرت الصحيفة أن هذه التطورات قد تمس بشكل مباشر الاقتصاد الإسرائيلي وتضعف ثقة المستثمرين الدوليين.
سياسيا، أجمعت وسائل الإعلام العبرية على أن الرفض الإسرائيلي شبه كامل، فقد وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاعتراف الدولي بأنه “مكافأة للإرهاب”، فيما أكدت المعارضة أن الخطوة تشكل تهديدا استراتيجيا لإسرائيل، لكنها في الوقت نفسه لم تقدم بديلا أو خطة مواجهة واضحة.
المراكز البحثية الإسرائيلية دخلت على خط التحليل، حيث اعتبر المعهد الإسرائيلي للديمقراطية أن الاعتراف بدولة فلسطين يشكل خرقا لاتفاقيات أوسلو التي نصت على أن الدولة الفلسطينية لا تقوم إلا عبر مفاوضات مباشرة.
بينما رأى مركز القدس للشؤون العامة أن الخطوة الأحادية تمثل “خطأ تاريخيا” ينسف أي فرصة لتسوية سياسية مستقبلية.
إلى جانب ذلك، دعا بعض المحللين في الصحافة العبرية إلى رد عقلاني ومدروس، محذرين من اتخاذ قرارات متسرعة قد تؤدي إلى نتائج عكسية.
وأكدوا أن الاعترافات رغم رمزيتها لن تغير الواقع على الأرض، لكنها تمثل تحولا سياسيا خطيرا يضعف صورة إسرائيل الدولية ويعزز الشرعية السياسية والقانونية للموقف الفلسطيني.
معا