Site icon تلفزيون الفجر

مدبولي: مصر بدأت تدريب قوات أمن فلسطينية وتدعو لإطار شامل لليوم التالي في غزة

أكد رئيس مجلس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، أن بلاده شرعت في اتخاذ خطوات عملية لتدريب قوات الأمن الفلسطينية، معلناً استعداد القاهرة للتوسع في هذا الملف بدعم من المجتمع الدولي.

جاء ذلك خلال كلمة ألقاها في اجتماع أممي بعنوان “اليوم التالي ودعم الاستقرار في غزة”، عُقد في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، بمشاركة الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ووزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبد العاطي، إلى جانب مسؤولين عرب وأجانب.

وشدد مدبولي على استعداد مصر لمساندة أي جهد دولي يرمي إلى إنشاء بعثة لدعم عودة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة، تمهيداً لبناء الدولة الفلسطينية.

وقال: “نرى ضرورة لتحقيق توافق سياسي بين إسرائيل والولايات المتحدة قبل الدخول في تفاصيل ومهام البعثة، والتي ستُحدد بطبيعة الحال وفقاً لما سيتم الاتفاق عليه سياسياً”.

وأضاف أن القاهرة ترحب بكل المبادرات الهادفة إلى تسوية سياسية شاملة للقضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن ذلك يتطلب دعم جهود الوسطاء للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وحقن الدماء وتكثيف المساعدات الإنسانية لسكان القطاع.

وأدان مدبولي أي محاولة لتهجير الفلسطينيين، محذراً من أن ذلك قد يؤدي إلى “توسيع نطاق الصراع وامتداده لدول المنطقة بصورة يصعب السيطرة عليها”.

وأكد أن نجاح أي خطة للتعامل مع “اليوم التالي” في غزة يتوقف على معالجة جذور الصراع، وعدم الاكتفاء بالمقاربات الأمنية، مشيراً إلى الخطة العربية-الإسلامية لإعادة الإعمار، ومؤتمر حل الدولتين الذي ترأسته فرنسا والسعودية، باعتبارهما إطارين واضحين للتحرك.

وشدد مدبولي على أن أي مقترحات بشأن مستقبل غزة يجب أن ترتبط بمسار واضح لتجسيد الدولة الفلسطينية، مؤكداً أن القطاع “جزء لا يتجزأ” من هذه الدولة.

كما دعا إلى وقف فوري لإطلاق النار، وإطلاق سراح الأسرى ضمن صفقة تبادل مع الأسرى الفلسطينيين، مع ضرورة أن تخضع الضفة الغربية وغزة لمنظومة حكم واحدة تحت مظلة السلطة الفلسطينية.

وفي هذا السياق، قال: “نشدد على أن يكون لأجهزة الدولة الفلسطينية الحق الحصري في امتلاك السلاح، وندعم وجود ضمانات أمنية للطرفين الفلسطيني والإسرائيلي عبر دعم دولي.”

وينسحب هذا على استبعاد أي دور لحركة حماس أو غيرها من الفصائل المسلحة في حكم غزة، على أن تسلم جميع الفصائل سلاحها للسلطة الشرعية.

ورأى مدبولي أن التجارب الميدانية أثبتت استحالة نزع سلاح حماس بالقوة، قائلاً: “التدمير الكامل لقطاع غزة والانتهاكات الجسيمة من قبل إسرائيل لعامين كاملين لم يؤدي إلى اختفاء حماس أو نزع سلاحها، وبالتالي لا نتوقع نجاح أي طرف إقليمي أو دولي في تحقيق ذلك بمعزل عن رؤية سياسية.”

ورحب رئيس الوزراء المصري بوجود بعثة دولية على الأرض، تحدد مهامها بقرار من مجلس الأمن، شرط أن تكون جزءاً من حزمة سياسية متكاملة تستهدف تجسيد الدولة الفلسطينية في غزة والضفة الغربية بما فيها القدس.

وأوضح أن الهدف الرئيسي لهذه البعثة يجب أن يكون تمكين السلطة الفلسطينية، مع ضمان عدم اتخاذ أي خطوات تعمّق الفصل القانوني أو السياسي أو الجغرافي بين الضفة وغزة.

وختم مدبولي بالتشديد على ضرورة التوصل إلى اتفاق سياسي بضمان الولايات المتحدة وأعضاء مجلس الأمن الدائمين، مؤكداً أن أي مسار أمني أو عسكري منفصل عن هذا الإطار سيواجه عراقيل على الأرض ويطيل أمد الصراع.

كما دعا إلى مشاركة أمريكية فاعلة على الأرض لضمان التزام إسرائيل بما يتم الاتفاق عليه.

Exit mobile version