الصين تكسب المعركة.. إخفاق أميركي في نشر الأسلحة الذكية
تعثر برنامج “ريبيليكاتور” الذي أطلقه البنتاغون عام 2023 بهدف نشر آلاف الطائرات المسيّرة والأنظمة الذاتية التشغيل لمواجهة الصين، حيث واجه مشكلات تقنية وبيروقراطية في التصنيع والتشغيل والتكامل بين المنصات.
وبسبب هذه التحديات، نُقل البرنامج إلى قيادة العمليات الخاصة عبر وحدة جديدة تسمى DAWG في محاولة لتسريع تنفيذه، وسط ضغوط زمنية مرتبطة بالاستعداد لاحتمال صراع في المحيط الهادئ خلال السنوات المقبلة، بحسب مصادر مطلعة.
أسلحة أميركية (تعبيرية من آيستوك)
وتعكس الخطوة حالة الإحباط من الانتكاسات التي واجهها البرنامج، وهو مشروع بارز في عهد إدارة الرئيس السابق جو بايدن بالبنتاغون كان يهدف إلى تسليم آلاف الأنظمة الجوية والبرية والبحرية العاملة بالذكاء الاصطناعي بحلول أغسطس 2025.
“تكنولوجيا صغيرة وذكية ورخيصة”
وكانت نائبة وزير الدفاع آنذاك كاثلين هيكس قد أعلنت البرنامج عام 2023 متعهدة بأن تكون التكنولوجيا “صغيرة، ذكية، ورخيصة”، وفق تقرير نشرته “وول ستريت جورنال”.
ورغم أن هيكس طلبت مليار دولار على عامين لصالح البرنامج، إلا أن بعض المشرعين طالبوا بزيادة التمويل إلى مليارات الدولارات، مؤكدين أن المبلغ المطلوب أعلى بكثير لضمان النجاح.
لكن بعض الأنظمة في إطار “ريبيليكاتور” تبيّن أنها غير موثوقة، أو مكلفة وبطيئة التصنيع بحيث لا يمكن شراؤها بالكميات اللازمة.
كما واجه البنتاغون صعوبة في تطوير برمجيات قادرة على التحكم بعدد كبير من الطائرات المسيّرة، المصنعة من شركات مختلفة، للعمل بشكل منسق للبحث عن أهداف محتملة وربما ضربها، وهو عنصر أساسي لنجاح رؤية البرنامج.
ونقل البنتاغون عمل “ريبيليكاتور” إلى قسم جديد تحت قيادة العمليات الخاصة يُعرف باسم “مجموعة الحرب الذاتية الدفاعية” (DAWG)، على أمل تسريع البرنامج والتركيز على الأسلحة الأنسب.
إلى ذلك قدم المشاركون في البرنامج تفسيرات مختلفة للتأخير، لكنهم اعتبروا أن الجهود كانت ناجحة عموماً.
كاثلين هيكس، نائبة وزير الدفاع (أ ب)
البرنامج بين منتقد ومدافع
فيما ألقى البعض باللوم على القوات العسكرية التي أصرت على شراء أنظمة لم تكن جاهزة ميدانياً، بينما رأى آخرون أن العقبات طبيعية في أي محاولة طموحة لتسريع إدخال التكنولوجيا.
وفي رسالة بريد إلكتروني، قالت هيكس إن البرنامج كان “على المسار الصحيح” عندما غادرت البنتاغون في يناير الماضي، وقد ساعد بالفعل في تسريع عملية شراء الأنظمة الذاتية.
والهدف الأساسي من “ريبيليكاتور” هو الاستعداد لصراع محتمل مع الصين في المحيط الهادئ.
فبكين عززت ترسانتها من السفن والطائرات والأسلحة المتطورة خلال السنوات الأخيرة، ويعتقد مسؤولون أميركيون أنها قد تكون مستعدة للاستيلاء على تايوان بحلول عام 2027.
وأي صراع على الجزيرة سيحمل تحديات تقنية ولوجستية، تتطلب من الطائرات المسيّرة والسفن أن تعمل لمسافات طويلة بشكل ذاتي حتى في حال تعطل الاتصالات عبر الراديو أو GPS.
مسيّرة أميركية (أب)
أهمية الطائرات المسيّرة
وتقول وزارة الدفاع الأميركية إن الطائرات المسيّرة ستتيح توسيع ساحة المعركة، وإرباك العدو، وإغراق دفاعاته، وضرب أهداف من دون خسائر بشرية كبيرة أو معدّات باهظة.
ومع ذلك، يبقى أمام “DAWG” أقل من عامين لتسليم الطائرات المسيّرة التي يحتاجها البنتاغون، وهو جدول زمني يعكس حجم الاستعجال في الاستعداد لحرب محتملة بالمحيط الهادئ.
ويرى المدافعون عن “ريبيليكاتور” أنه حقق إنجازات مهمة خلال عامين، أبرزها تسريع عملية شراء واختبار أنظمة جديدة، ودفع التكنولوجيا الذاتية خطوات إلى الأمام، وتقصير سنوات من الدورة التقليدية لشراء الأسلحة.