استهداف إسرائيلي للرجل الثاني في حزب الله
استهدفت جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، شقةً سكنية في الشارع العريض بالضاحية الجنوبية لبيروت (موقف الضاحية)، وفق ما أفادت به تقارير محلية لبنانية، مما أدى إلى أضرار واسعة في المبنى ومحيطه.
ولم تُعلن الجهات الطبية في بيروت حتى الآن حصيلة الاستهداف ، وسط انتشار مكثّف لطواقم الإسعاف في المكان. في حين ذكرت تقارير إسرائيلية أن الغارة استهدفت القيادي البارز في حزب الله، المعروف باسم أبو علي الطبطبائي.

ووصفت التقارير الإسرائيلية أبو علي الطبطبائي بأنه الذي تصفه التقارير الإسرائيلية بأنه الرجل الثاني في حزب الله بعد نعيم قاسم و”رئيس أركان حزب الله فعليًا” وأحد أبرز المسؤولين العسكريين في الحزب خلال السنوات الأخيرة.
وبحسب تلك التقارير، يُعدّ الطبطبائي من الشخصيات العسكرية الأكثر نفوذًا داخل حزب الله، وتولّى مسؤوليات مركزية في إدارة الملفات القتالية وإعادة بناء القدرات الميدانية للتنظيم، كما نُسبت إليه أدوار قيادية في عمليات سابقة على الجبهة مع إسرائيل.
وتشير الوسائل الإسرائيلية إلى أن الطبطبائي كان يقيم داخل الشقة التي طاولها الاستهداف، وأنه كان يعمل في الآونة الأخيرة على تعزيز القدرات العسكرية لحزب الله وعلى صياغة خطط ميدانية تعتبرها تل أبيب تهديدًا مباشرًا لأمنها.
وتزامنت الغارة مع تحليق مكثّف للطيران المسيّر الإسرائيلي في الأجواء اللبنانية، فيما لم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من حزب الله حول طبيعة الاستهداف أو هوية الضحايا.
بدوره، أعلن جيش الاحتلال، في بيان مقتضب، أنه هاجم عنصر “مركزي” في حزب الله داخل بيروت، من دون الكشف عن هوية المستهدف، مكتفيًا بالقول إن “تفاصيل إضافية ستُنشر لاحقًا”.
وفي جنوب لبنان، استشهد مواطن لبناني جراء قصف نفذته مسيّرة إسرائيلية أثناء عمله على ترميم أحد المنازل في بلدة عيتا الشعب بقضاء بنت جبيل، وفق مصادر محلية ووزارة الصحة اللبنانية.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن الضحية هو الأسير المحرر محمد صالح، مشيرة إلى أنه كان يستقل سيارته في حيّ الرجم متجهًا لإحضار معدات يستخدمها في ترميم منزله، عندما استهدفته المسيّرة بصاروخ موجّه.
وأضافت الوكالة أن الغارة وقعت بالتزامن مع تحليق منخفض لمسيّرة إسرائيلية فوق مدينة الهرمل.
وفي بلدة العديسة، ألقت مسيّرة إسرائيلية قنبلة صوتية، ما أدى إلى حالة هلع بين السكان، من دون تسجيل إصابات.
كما شهدت أجواء قرى وبلدات شرق صور تحليقًا مكثفًا للطائرات المسيّرة الإسرائيلية، امتدادًا حتى البلدات الجنوبية في القطاع الغربي، وسط مخاوف من توسع دائرة الاستهدافات.
وجاءت هذه التطورات فيما جدّد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، خلال جلسة حكومته اليوم، القول إن إسرائيل “ستواصل القيام بكل ما يلزم لمنع حزب الله من إعادة بناء قدرته التهديدية ضدنا”.
وتندرج الهجمات ضمن الخروقات الإسرائيلية المتواصلة لاتفاق وقف إطلاق النار، الذي أنهى العدوان الواسع الذي شنّته تل أبيب على لبنان في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، قبل أن يتوسع في أيلول/ سبتمبر 2024 إلى حرب شاملة أسفرت عن استشهاد أكثر من 4 آلاف لبناني وإصابة نحو 17 ألفًا آخرين.
والخميس، أعلنت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) تسجيل أكثر من 10 آلاف انتهاك جوي وبري داخل الأراضي اللبنانية منذ بدء سريان الاتفاق.
كما لا تزال إسرائيل تحتل 5 تلال لبنانية في الجنوب، نصّ الاتفاق على الانسحاب منها خلال 60 يومًا، إلا أنها تنصلت من التزاماتها، إلى جانب استمرارها في احتلال مناطق لبنانية أخرى منذ عقود.







