لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

محمد أبو الرب: 23 عامًا من الأسر وحب تلاشت أمامه كل القيود



في لحظات تختلط فيها مشاعر الفرح بالدهشة، وتتجلّى فيها معاني الصبر والأمل، جاءت لحظة الحرية للأسير محمد فاروق شريفة، الذي قضى 23 عامًا في الأسر ليجد أن الحب الذي صمد كل هذه السنوات لم يخبُ، بل ازداد قوة.

تحدث محمد أبو الرب الأسير المحرر خلال حديثه لتلفزيون الفجر عن سنواته الطويلة في الأسر قائلاً: تم اعتقالي في 18 يوليو 2002، وكنت أواجه سنوات طويلة من المعاناة والانتظار، لم أكن أعرف متى ستنتهي هذه الفترة، لكن رغم كل الظروف القاسية، مضيفًا كنت مؤمنًا أن الفرج قادم في الوقت المناسب كان هناك لحظات صعبة بين الأمل واليأس، ولكن اليقين بأن الله سيمنحني الفرصة للخروج كان دائمًا يرافقني.

وتابع حديثه في أحد الأيام اكتشفت أن ابنة خالتي هبة، لا تزال غير مرتبطة في البداية، لم أعتبر الأمر أكثر من مجرد صدفة، ولكن مع مرور الوقت، أدركت أن الله كان يرسم لي طريقًا جديدًا، طريقًا لم أكن أتوقعه أبدًا، شعرت أن القدر كان يخطط لي قصة مختلفة عن التي كنت أعيشها في السجن.”

وعبر أبو الرب عن مشاعره المتخبطة في تلك الفترة، فقد كان يشعر بالتردد، كيف يمكن له أن يطلب من فتاة أن تنتظره وهو لا يعرف متى سينتهي أسره؟ كيف يمكنه أن يبني حلماً بينما يقضي أيامه خلف القضبان؟ لكنه بيَّن أن الأمر لم يكن بيده، فهبة كانت مختلفة، كانت صبورة ومؤمنة، وكانت مستعدة للانتظار مهما طال الزمن.

وأضاف أن عائلتها تقبلت الأمر أيضًا، مما جعله يدرك أن هذه العلاقة لم تكن مجرد فكرة عابرة، بل كانت قدرًا مكتوبًا له.

وأكد أبو الرب أنه لم يكن يعدها بوعود زائفة، بل كان يؤمن من أعماقه بأن هذه القصة ستنتهي كما أراد لها، بالنهاية السعيدة التي يستحقانها طوال سنوات الأسر، لم يفقد يقينه وكان يكرر لرفاقه في السجن: “ستأتي اللحظة التي أخرج فيها وأجدها بانتظاري، لن تنتهي هذه القصة هنا”.

ومن جانبها تحدثت هبة عن لحظة الإفراج عن محمد قائلة: “كانت لحظة لا تُنسى بالنسبة لي، في الليلة التي سُمح فيها بنشر الأسماء لم أستطع النوم، كنت أعلم أن محمد قد يكون من بين الأسماء، لكن القلق كان ينهش قلبي”.

وأوضحت عندما رأيت اسمه في القائمة، لم أستطع تصديق عيني كنت في حالة من الصدمة، بقيت صامتة لفترة طويلة، غير قادرة على استيعاب أن انتظاري الطويل قد انتهى، لم أكن أصدق أن هذا هو فعلاً محمد، وأننا سنكون معًا بعد كل هذه السنين.

وأضافت: ابنة أختي هي من كسرت حاجز الصمت، عندما بدأت تقفز من الفرح وتخبرني بالخبر، أما أنا كنت بين البكاء والضحك، بين الذهول والتصديق، بين الفرح والخوف من أن يكون مجرد حلم، لم أكن أصدق أن هذا اليوم قد جاء أخيرًا.

محمد أبو الرب خرج من السجن، لكنه خرج وهو يدرك أن الزمن لم يسلبه كل شيء، بل منحه حبًا لم يتغير، وامرأة لم تتخلَّ عنه يومًا.

وأوضح أن هذه التجربة علمته أن الحب الحقيقي لا تهزمه السنوات، ولا تنكسر عزيمته مهما طالت المسافات.

وشدد على أن الصبر والإيمان هما مفتاح كل شيء، وأنه لا يوجد مستحيل أمام من يثق بأن الله معه، مضيفًا أن اللحظة التي التقى فيها بهبة بعد خروجه كانت من أكثر اللحظات تأثيرًا في حياته، فهي لم تكن مجرد لقاء، بل كانت تتويجًا لسنوات من الصبر والكفاح.

الرابط المختصر:

مقالات ذات صلة