Site icon تلفزيون الفجر

خاتم الوفاء: أسير يخفي خاتم زواجه في الأسر لـ 24 عامًا حفاظًا على رمزه المقدس

على مدار 24 عامًا من الأسر، لم يفارق خاتم الزواج يد الأسير المحرر علي يوسف نجيب صبيح من قرية كفر راعي قضاء جنين، لكنه لم يكن في مكانه المعتاد، بل ظل مخفيًا عن أعين السجانين طوال فترة اعتقاله.

تحدث علي صبيح الاسير المحرر لتلفزيون الفجر عن القصة التي تحمل في طياتها الصمود والوفاء والحب الذي لم يغيّبه الزمن، كاشفًا عن الطرق التي استخدمها لحماية الخاتم من المصادرة، وكيف بقي حلمه الوحيد أن يلبسه لزوجته من جديد لحظة الإفراج عنه.

وأوضح صبيح عن لحظة اعتقاله الأولى، أنه فور وقوعه في الأسر قرر ابتلاع خاتمه الذهبي حتى لا تتم مصادرته أثناء التحقيقات، مشيرًا إلى أنه احتفظ به داخل جسده لفترة طويلة، قبل أن يتمكن لاحقًا من إخراجه وإخفائه بطرق أخرى داخل السجن.

وبين أن إدارة السجون الإسرائيلية أصدرت في 7 أكتوبر قرارًا بمصادرة كافة المقتنيات الشخصية للأسرى، بما فيها الخواتم والساعات والمقتنيات الثمينة، ما دفعه إلى البحث عن وسيلة جديدة لإخفائه بعيدًا عن أعين إدارة السجون.

وأوضح أنه لجأ إلى إخفائه داخل كابل كهربائي داخل الزنزانة، إلا أنه لم يستطع تركه هناك طويلاً خوفًا من اكتشافه، ليقرر أخيرًا العودة إلى الطريقة التي بدأ بها رحلته وإخفائه داخل فمه.

وعبر صبيح عن لحظة الإفراج عنه ووصفها بأنها كانت لحظة ميلاد جديدة مؤكدًا أن أكثر ما كان ينتظره طوال تلك السنوات هو أن يرى عائلته ويلبس زوجته الخاتم مجددًا.

وأضاف: “عندما التقيت بزوجتي، لم تنتظر الكلمات لتعبّر عن شوقي، بل أخرجت الخاتم من فمي ووضعتُه في إصبعها مباشر، واستغربت وسألتني عنه، فأجبتها: راح تتذكريه وتعرفي قصته وعندما أخبرتها بها، لم تتوقف دموعها.”

وأكد صبيح أن هذا الخاتم لم يكن مجرد قطعة ذهب، بل رمزًا للصبر والوفاء الذي رافقه في كل لحظة داخل السجن، مضيفًا أنه لم يكن ليسمح للسجان بأن يسلبه هذا الرمز الذي كان يعني له الكثير.

وشدد على أن السنوات الطويلة في الأسر لم تكن سهلة، إذ واجه تحديات جسدية ونفسية كبيرة، مشيرًا إلى أنه كان يمارس الرياضة داخل السجن، لكن وزنه انخفض 20 كيلوغرامًا بسبب الظروف الصعبة التي عاشها، ورغم ذلك أكد أن إيمانه القوي وعائلته التي انتظرته لسنوات، كانا الدافع الأكبر وراء صموده.

Exit mobile version