لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

ابنة محافظة طولكرم … أسيل عنبتاوي.. عالمة فضاء فلسطينية في وكالة "ناسا" الأمريكية



في الصور التي بثت لفريق "كاسيني"، وهو يتابع من على الأرض نهايات هذا المسبار، برز وجه عربي الأصل يعتبر صاحبه من الدعائم الرئيسية للمشروع كله.

المقصود هنا أسيل عنبتاوي، وهي أمريكية من أصل فلسطيني، اختارت مجالاً صعباً لإثبات ذاتها وتفوقها وحضورها وسط نخبة متميزة من علماء وباحثي العالم، لاسيما في وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا". تعمل عنبتاوي في "ناسا" منذ أكثر من 12 عاماً، ونالت جوائز تقديرية عدة، من أحدثها ميدالية العمل المتميّز عن عملها بالمسبار الفضائي "كاسيني" الذي كان يدور حول زحل، وترأست الفريق الذي وضعه في المدار حول الكوكب، كما عملت قبل ذلك على برامج أخرى كالمسبار "جاليلو" الذي زار المشتري، و"مارس جلوبال سرفايفر" الذي درس الغلاف الجوي لكوكب المريخ وسطحه في الفترة من 1997 إلى 2006.

وأجرت صحيفة "الخليج" حواراً مع عنبتاوي، تحدثت فيه عن مسيرتها في عالم الفضاء وعلاقتها الوثيقة بمشروع "كاسيني".

كيف بدأ مشوارك نحو الفضاء؟

– كنت وأنا صغيرة أهتم بمشاهدة أفلام الفضاء سواء للكبار أو للصغار وكان أحبها لدي "جرانديزر"، ولم أكن أتخيل يوماً أن أصبح عضواً في وكالة كبيرة مثل "ناسا".

هل كانت لك اهتمامات فضائية أيام المدرسة، أم هي الصدفة التي قادتك إلى هذا المجال؟

– درست أولاً الهندسة الكهربائية ونلت درجة البكالوريوس بتفوق من جامعة كاليفورنيا ستيت في 1992، ومن بعدها حصلت على درجة الماجستير في التخصص نفسه من جامعة ساوثرن بكاليفورنيا في 1996، لتبدأ أولى خطواتي العلمية مباشرة بانضمامي إلى مختبرات الدفع النفاث في "ناسا" بولاية كاليفورنيا.

والصدفة، أو المكتوب كما نقول نحن العرب، لعبت دوراً في ذلك، فقد كان مركز الدفع النفاث بحاجة إلى مهندس كهربائي متخصص في مجال هندسة الفضاء وعرض علي أحد الأصدقاء العمل لمدة 3 أشهر في المركز وأثبت خلالها نفسي، مما شجعهم على تشغيلي بدوام كامل وبدأت المهمات تتوالى وهكذا أصبحت في "ناسا".

هل عملت ببرامج فضائية أخرى قبل برنامج كاسيني؟

– بالطبع "كاسيني" كان هو النتيجة، فقد أوكلت إلي برامج قبل ذلك مثل برنامج المسبار "جاليلو" الذي زار المشتري و"مارس جلوبال سرفايفر" الذي درس الغلاف الجوي لكوكب المريخ وسطحه في الفترة من 1997 إلى 2006 من خلال الدوران في مدار متزامن مع الشمس حوله. وترأست فريق جمع المعلومات من خلال مراقبة المركبتين وتوجيه الهوائيات كما تعاونت مع وكالة الفضاء الأوروبية في المشروع نفسه.

ما المهمات التي أوكلت إليك بعد النجاح الذي حققته؟

– كانت مهمة غوص "كاسيني" بنجاح بين حلقات زحل من المهمات الصعبة التي أوكلت إلي وفريق عملي منذ انضمامي إليه في 2003 وحتى اليوم، إذ تحملت خلال هذه الفترة المسؤولية كاملة لاختيار مجموعة العمل وتنظيمها، وإجراء الدراسات الدقيقة اللازمة بكل ما يتعلق بمجموعة نظم علوم الراديو، والحسابات الخاصة بالاتصالات بين المركبة ومقر المراقبة الأرضية وغيره الكثير المتخصص بدقة متناهية في علم الهندسة الكهربية. أضف إلى ذلك تنسيقي الدائم مع مجموعة Deep Space Engineers المختصة بتنظيم الاتصال بين كل المهندسين على كل المستويات في كل مهام "ناسا"، والمهتمة بجمع البيانات، والتأكد من جودة الاقتراحات والدراسات المقدمة الخاصة بكل مهمة على حدة.

لماذا تم التخلص من "كاسيني" علماً بأنه كان يعمل حتى النهاية بشكل جيد. وهل المسالة متعلقة بالتمويل؟

– كان "كاسيني" غير مؤهل للعمل أكثر من ذلك بعدما تم التمديد له مرتين الأولى كانت في 2008 الذي كان أصلاً موعد خروج المسبار عن العمل، ولكنه فاق التوقعات لأنه بني في الثمانينات وكانت الأجهزة فيه قديمة ولكنها فائقة العمل، وربما الهواتف التي نحملها الآن أكثر منها تطوراً، لكن هذا لا يعني أن كل قديم غير جيد، والدليل أنه عمل حتى آخر لحظة، وحين سقط في جو زحل كان لا يزال يرسل إلينا المعلومات.

لماذا لم يتم التخلص من المسبار على أحد أقمار زحل مثل "تيتان" أو "إنسيلادوس"؟

– المسبار كان غير معقم للقيام بهكذا مغامرة، وكنا لا نريد أن نلوث هذين القمرين بآثار من الأرض كالبكتيريا أو أية جراثيم أخرى. واختيار زحل كان الأفضل، خاصة أننا ما زلنا نجهل الكثير عن طبيعته الداخلية، وربما دخول "كاسيني" خلال لحظة تدميره وإرساله لنا معلومات عنه سيجيب في المستقبل عن الكثير من التساؤلات حول طبيعته الداخلية والرياح العاتية التي تهب عليه. كانت مهمتي جمع المعلومات بشكل مباشر أو من خلال الرصد في الوقت الحقيقي.

كيف جرت عملية إنزال "كاسيني" في الغلاف الجوي لزحل؟

– بدأ "كاسيني" بالهبوط وبدأ العطب يظهر فيه عندما بلغ خط الاستواء متجهاً من فوق القطب الشمالي للكوكب ومن جهة الحفرة السداسية الغامضة في السحب المحيطة به، والتي اكتشفها المسبار. في النصف ساعة الأخيرة، عملت جاذبية زحل على زيادة سرعة "كاسيني" من 50 ألف كم في الساعة إلى أكثر من 104 آلاف كم في الساعة. وكل ثلاث دقائق كانت السرعة تزيد بمعدل 1000 كم في الساعة.

هل هناك اكتشافات جديدة حققها "كاسيني"؟

– أكيد، وأعتقد أنها هدية لأجيال المستقبل. والأيام المقبلة ستكون حبلى بالكثير من الأسرار حول القمرين "تيتان" و"إنسيلادوس"، لكن على محللي المعلومات الاطلاع عليها، وهذا ربما يحتاج لكثير من الوقت، فالمعلومات المخزنة كثيرة جداً.

كيف عشت اللحظات الأخيرة لانقطاع الاتصال عن "كاسيني"؟

– بقيت أكثر من 30 ساعة أراقب عملية الهبوط وكانت مفعمة بالعاطفة والانفعالات التي لا توصف، فمجرد التفكير في أنها النهاية لهذه المركبة كان يفوق أحاسيسي في بعض الأحيان، خاصة أنني كنت الأولى بين أعضاء فريقي التي شاهدت آخر إشارة راديوية تصل من "كاسيني". كان ذلك في صبيحة 15 سبتمبر/أيلول، والإشارة الأخيرة جاءتني من جهاز الاستقبال الراديوي الذي ركبته في نورسيا الجديدة في العام 2016. وكانت الشاشة أمامي تظهر إشارة الراديو الثابتة لتحطم "كاسيني" في الغلاف الجوي.

الرابط المختصر: