لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

لماذا تحاول إسرائيل جر المقاومة إلى حرب جديدة؟!



محمود أبو عواد – كشفت التهديدات والإجراءات الإسرائيلية السياسية والميدانية العسكرية عن محاولات واضحة لجر المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة إلى حرب جديدة من خلال تكرار الإدعاءات بأن المقاومة تخطط لتنفيذ هجمات ضد أهداف إسرائيلية للرد على عملية تفجير النفق التي أدت لاستشهاد 12 مقاوما من حركتي الجهاد الإسلامي و"حماس".

وعمدت إسرائيل إلى نشر القبة الحديدية وزيادة عدد قواتها على حدود القطاع بعد مزاعم عن نوايا المقاومة تنفيذ هجمات، في وقت وجه فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزراء وضباط كبار تهديدات للمقاومة، ردت عليها الأخيرة بالتحذير من مخطط إسرائيلي لتوجيه ضربة استباقية لأهداف عدة من أبرزها محاولة إفشال تطبيق المصالحة.

وأجمع محللون سياسيون في حديث لـ "القدس"، على أن إسرائيل تحاول بكل السبل والطرق جر المقاومة إلى تصعيد عسكري كبير على غرار ما جرى عام 2014 بهدف إفشال جهود المصالحة التي تسعى جميع الأطراف الفلسطينية وبرعاية مصرية تطبيق خطواتها، إلى جانب العديد من الأسباب كالتحقيقات التي تجري مع نتنياهو والتي قد تدفعه لشن حرب من أجل الخروج من المأزق الذي يعيشه.

وأكد الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل ، أن إسرائيل تهدف إلى ضرب المصالحة الفلسطينية وتعتبر الانقسام ذخرا استراتيجيا بالنسبة لها كما عبرت عن ذلك عديد المرات خلال السنوات الماضية. مشيرا إلى أن إسرائيل تشعر بأن المصالحة تسير بشكل جيد وأن هناك إرادة فلسطينية قوية رغم حالة التلكؤ والتباطؤ التي تسير عليها.

وحذر عوكل من الصمت الإسرائيلي العلني تجاه المصالحة، لافتا إلى أنه عقب إعلان الشاطئ عام 2014 شنت حربا على القطاع، وأنها الآن بحاجة لأي ذرائع يوفرها الفلسطينيون لشن مثل هذه الحرب ، مشيرا إلى أن عملية تفجير النفق ووقوع شهداء كان بمثابة فخ لجلب رد فعل من الجانب الفلسطيني لتبرير عدوان جديد.

ولفت إلى أن الفصائل الفلسطينية تحرص على عدم خلق ذرائع لإسرائيل ولذلك اكتفت بالرد المعنوي من خلال التصريحات التي أطلقتها، ولذلك إسرائيل حاولت من جديد جر المقاومة إلى مربع الرد من خلال سلسلة اعتداءات في البحر والبر نفذتها بغزة خلال الأيام الأخيرة لجلب رد فعل فلسطيني يبرر لها التصعيد إلا أن المقاومة حتى الآن نجحت في التزام الصمت.

ونوه بأن إسرائيل تبحث عن ضربة استباقية ولذلك تحاول خلق الذرائع من خلال ابتزاز المقاومة بإثارة التناقضات بين الفصائل الفلسطينية التي ستتوجه إلى القاهرة بشأن ملف سلاح المقاومة ، مرجحا أن تلجأ إسرائيل للتصعيد أكثر خلال حوارات للقاهرة للتدخل بفرض أجندتها.

وأشار إلى أن نتنياهو يعاني داخليا بسبب التحقيقات وسيحاول التهرب إما بحرب على جبهة من الجبهات المتوترة، أو بانتخابات مبكرة وهو خيار أصعب ولذلك العمل العسكري هو الأرجح وقد يكون ذلك إما باتجاه حزب الله في الشمال ولكن ذلك بحاجة لحسابات كثيرة ولا يمكن لإسرائيل أن تقرر لوحدها، وإما في الجنوب باتجاه قطاع غزة وهي تستطيع اتخاذ القرار لوحدها تحت عنوان الدفاع عن النفس.

وحول إمكانية أن تلجأ المقاومة في نهاية المطاف إلى الرد على جرائم الاحتلال في حال تصاعدت، قال المحلل السياسي أن حسابات الفصائل ستكون دقيقة جدا خاصةً وأن خيارها يتجه نحو المصالحة والعلاقة الجيدة مع مصر وهذا قد يدفعها لعدم المبادرة بالرد وستكون منضبطة جدا ومعنية بمصداقية تصريحات قياداتها حول قرار السلم والحرب بأن يخضع لقرار وطني.

ونوه بأن مصر ستتدخل عند أي تصعيد، ولكن المقاومة لن تتوانى في الدفاع عن أي محاولات إسرائيلية لفرض معركة عليها، ولكن خيار التهدئة سيكون الأكثر حضورا في الوسط الفلسطيني. مشيرا إلى أن مصر معنية بالهدوء للمضي قدما بالمصالحة وأنها لن تسمح بإفشالها خاصةً وأن الإدارة الأميركية والمجتمع الدولي يدعم هذه المصالحة.

وبشأن إمكانية اندلاع مواجهة على عدة جبهات منها غزة وجنوب لبنان، قال عوكل أن الأوضاع في المنطقة متقلبة وأن دخان الحرب قد يتصاعد نتيجة التطورات الحاصلة سواء في الملف اليمني- السعودي، أو السعودي- الإيراني وما يجري في سوريا من خلافات بين أميركا وروسيا والاتهامات بشأن تقديم الدعم لداعش ومحاولات المايسترو الأميركي- الإسرائيلي لتفكيك المنطقة ومحاولة إسرائيل لعب دور المنقذ.

وأضاف "إسرائيل لديها مصلحة في تفكيك المنطقة، ولكن لا تريد أن تستعجل، لأنها ترى بأن الحرب مسألة وقت، ولكن في المقابل تتساءل عن الثمن الذي سيدفع لها مقابل ذلك".

من جانبه يرى مخيمر أبو سعدة أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر، أن التهديدات الإسرائيلية الصادرة عن المستويين السياسي والعسكري قد تشير إلى وجود معلومات استخبارية لديهم بأن الجهاد يخطط لعملية انتقامية ردا على تفجير النفق.

وقال في حديث لـ "القدس"، أن نشر القبة الحديدية واستمرار حالة التأهب بشكل كبير يتضح من خلاله أن هناك معلومات دقيقة لدى إسرائيل عن عملية قادمة إما من غزة أو الضفة أو أي مكان وهذا سبب إطلاق التهديدات.

ولفت إلى أن"حماس" وإسرائيل غير معنيتان بالتصعيد حاليا، مشيرا إلى أن المقاومة ليست معنية بهذا الاتجاه حاليا وإسرائيل لديها مشاكل أخرى منشغلة فيها مثل حزب الله وسوريا.

ورجح في حال قيام حركة الجهاد الإسلامي بعمل عسكري ضد إسرائيل ردا على عملية تفجير النفق قد يحدث تصعيدا محدودا سيكون تحت السيطرة ولكن لن يصل إلى ما حدث في حرب 2014.

وعن إمكانية اندلاع حرب على عدة جبهات، أشار أبو سعدة إلى أن إسرائيل لديها القدرة على ذلك وقد نجحت في ذلك خلال حرب 1967 ضد ثلاث جبهات، مشيرا إلى أنه ليس لديها أي مشكلة في خوض حرب ضد حماس ولبنان معا ولكن المأزق لديها ما يمكن أن تحققه بعد أن فشلت في الوصول إلى حلول نهائية ضد المقاومة بعد ثلاث حروب خاضتها في غزة، ولذلك قد لا تلجأ للحرب دون معرفة ما ستحققه.

وفيما إذا كانت المقاومة ستبادر بالرد ودور مصر في ذلك، أشار أستاذ العلوم السياسية الى دور القاهرة في إقناع الجهاد الإسلامي بعدم الرد بعد عملية تفجير النفق ، مشيرا إلى أن أي رد من المقاومة سواء من غزة أو الضفة سيكون له ارتدادات في غزة وحركة الجهاد تدرك ذلك وأن ردها سيكون مكلفا لغزة، ولذلك من المتوقع أن يكون لمصر و"حماس" دور في عدم الانجرار خلف رد الفعل.

الرابط المختصر: