لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

المناظرات الشبابية تصقل مهارات طلبة خضوري



تقرير: مجدولين أبو موسى- طالبة إعلام في جامعة فلسطين التقنية "خضوري"

"في ظل موجة التعّصب التي نشهدها الآن والقيود التي طوّقت بها حريّة الرأيّ والتعبير، أصبح لزاماُ علينا أن نحرّر هذه الحرّية ونكسر القيود" بهذه الكلمات عبرت طالبة الاقتصاد شذا برهوش (21 عاما) والتي تدرس في جامعة فلسطين التقنية "خضوري" عن أهمية برامج المناظرات للشّباب التي تشكل المأوى والملجأ لهم لإطلاق العنان لأفكارهم وإعلاء صوتهم بالمنطق والدليل.

تمييز منذ البداية..

أنهت شذا دراستها في الثانوية العامة عام 2015م بمعدل %97 في فرع العلوم الإنسانية، والتحقت على الفور ببرنامج صوت الشباب العربي التابع  للمجلس الثقافي البريطاني، والذي حمل عنوان "صوتك مسموع "، لتعزز مهاراتها بالمناظرات بعد أن خاضت هذه التجربة للمرة الأولى في المدرسة لعامي 2013-2014.

"ثمة أفكار كثيرة وساعات تدريبية طويلة  أمضيناها في مركز العودة في محافظة طولكرم نستمع للرأي والرأي الآخر نناقش قضايا سياسية واجتماعية واقتصادية نتمرد على المألوف وننقد الموجود ولا ننظر للأمور بمسلمات مطلقة بل نمرّ بسلسلة طويلة من البحث والتنقيب ما بين مؤيد ومعارض ومهارات كثيرة  في الخطابة وفن الالقاء وصياغة الخطابات والاقناع" حسبما ذكرت برهوش.

لم تكن تجربة شذا عابرة ولا سهلة، إذ كانت أصغرالمشتركين عمراً فمنهم من أنهى دراسته الجامعية ومنهم من التحق بسوق العمل، أما هي فكانت تنتظر بدء العام الدراسي الأول في الجامعة، وعلى الرغم من ذلك تمكنت من تكوين  سلسلة كبيرة من العلاقات الاجتماعية وفهم أراء المشاركين وأفكارهم.

وتابعت شذا بفخر: "سياسة البرنامج تعتمد على اختيار أفضل ثمانية مشتركين من كل محافظة لعقد الدوري النهائي على مستوى محافظات فلسطين، لم أتوقع أن أكن من ضمن الثمانية الذين تأهلواعلى مستوى محافظات فلسطين، والذي انعقد في أريحا بتاريخ 18-19-من عام 2016، لنحقق درجات لا بأس منها ونلتقي بأفضل المناظرين من مختلف محافظات الوطن".

الشغف والمناظرات..

ووصفت شذا مشاركتها قائلةً: "إنٍّ مشاركتي بالبرنامج كانت عميقة ومثمرة، وبالرغم من أنني أدرس الاقتصاد لكنني لم أجد المناظرة أمراً صعباً ومستحيلاٌ، الشّغف للأشياء كفيل أن يوصلك لما تريد".

البحث عن الحقيقة، وحب النظر للأشياء بمنظور يختلف عن الآخرين، والخوض في مواضيع حساسة تمس الشارع الفلسطيني بكل حرية كالانقسام مثلا، كانت كفيلة بجعل شذا تنشد للمنظارات وتبدع فيها.

بالإضافة لامتلاكها مهارات مميزة تجعلها مؤهلة لذلك كالقدرة على الخطابة والكتابة، وحصولها على جوائز عدة في مجال الأدب كجائزة أفضل قصة قصيرة على مستوى الوطن العربي بعنوان "من أطوارها" التي أعدتها مجلة الإبداع العربي في الجزائر، وأفضل مقال على مستوى الجامعة بعنوان "في زمن الصمت" يحاكي الصمت العربي اللاذع على واقع الأمة العربية.

اجتهدت فاستفادت..

 بعد ثلاث تجارب في عالم المناظرات كانت آخرها عام 2017م عن طريق الجامعة بالشراكة مع مؤسسة فلسطينيات، لم يكن لشذا إلا أن تتأثر بشكل إيجابي و تغرف من هذا المجال كل ما هو جميل لتردف عن هذا الموضوع بقولها "المناظرة أضافت لمعلوماتي من عالم الصحافة والسياسة الفلسطينية الكثير فنحن أبناء هذا الوطن وقضاياه حقٌ لنا وواجبُ منا وضعها على محور الإهتمام".

مضيفةً أن "هذه التجربة عززت فيّ شعورالثقة بالنفس الذي يكفي للحوار والنقاش،  وغيرت وجهة نظري للأمور، فاكتشفت أن كل قضية لها حجة وبرهان، والكثير من البحث سيوصلك لنتائج مفيدة ومثمرة".

"التمييزعن الأقران بطريقة التفكير، وكسرالحدود والحواجز بين مشتركين من مختلف محافظات الضفة الغربيّة اجتمعوا  بأيام معدودة  للتدريب والتجربة أثّرت علي كثيراً، و قانون المناظرات الذي يعطيك وقتاً محدوداً لإلقاء الخطاب هي كفيلة لتعطيك درساً قاسياً باحترام الوقت وقول ما هو مفيد بمنطق وفصاحة لتلاقي ترحيب من المستمعين" حسبما ذكرت.

و عن نصيحتها للشباب قالت شذا "إن المناظرات أسلوب حياة فكل شيء معرض للنقد ولا شيء ثابت، الوعي يحتاج أن تنظر للقضايا بأكثر من زاوية فمقولة هذا ما (ورثنا عليه آباءنا وأجدادنا مقولة لا مكان لها بيننا اليوم)، حرر أفكارك واخرج من منظومة الحدود المصطنعة سترى نفسك متقبلا لأي شيء، القراءة وحدها لا تكفي فأنت بحاجة لمناقشة أفكارك مع الغير بسلسلة حوار منظمة وهذا ما تصنعه المناظرات".

المناظرات في خضوري…

 وضح أ.خليل أبو علبة مشرف الأنشطة الطلابية في جامعة خضوري أهمية المناظرات في تطوير مهارات اكتساب المعرفة، وتشجيع الطلبة على القراءة والخوض في حقول المعرفة بعيدة عن اهتماماتهم اليومية.

وأضاف أبو علبة أن عمادة شؤون الطلبة تسعى إلى إنماء ثقافة ديمقراطية مشاركة، والتربية على نبذ العنف واستعمال وسائل الإقناع والنقاش بعيدًا عن التشنجات والعصبية واللجوء إلى وسائل قمع الرأي الأخر.

إضافة لتركيز العمادة على خلق برامج للطلبة يستطيعون من خلالها استخدام الحجج وتعميقها وتفنيدها من فريقي المناظرة، والاستجواب أثناء تنفيذ المناظرة مع مراعاة مهارات التحدث ولغة الجسد، وأنماط التفكير، وحاجة الطلبة إلى المناظرة وانتهاجها كـ "أسلوب حياة".

الرابط المختصر: