لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

مؤتمر في نابلس يوصي بمقاومة حل “الاونروا”



تلفزيون الفجر الجديد | عماد سعاده ـ أوصى المشاركون في مؤتمر "الأوضاع الراهنة وأثرها على قضية اللاجئين في فلسطين" الذي نظمته كلية العلوم التربوية في جامعة القدس المفتوحة، ودائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير، وعقد في نابلس بضرورة مقاومة الاتجاهات التي تدعو إلى حل الأونروا أو إنهاء أعمالها قبل إيجاد حل عادل ودائم لقضية اللاجئين لضمان عدم ضياع قضيتهم.

وعقد المؤتمر برعاية رئيس دائرة شؤون اللاجئين الدكتور أحمد أبو هولي، وحضور محافظ نابلس اللواء أكرم الرجوب، ورئيس مجلس أمناء الجامعة المهندس عدنان سمارة، ورئيس الجامعة الدكتور يونس عمرو، ورجل الاعمال منيب رشيد المصري.

وشدد البيان الختامي للمؤتمر على ضرورة التنبه إلى نص الفقرة الثانية من المادة "د" من الاتفاقية الخاصة بوضع اللاجئين لعام 1951، "بأنه إذا ما تم حل الأونروا قبل الوصول إلى تسويه نهائية تضمن حقوق اللاجئين استنادًا إلى قرارات الأمم المتحدة، فإنه يجب عندئذ المطالبة بإعطاء المفوضية العليا للاجئين دوراً رئيساً في توطين اللاجئين الفلسطينيين في فلسطين.

ورأى المؤتمرون أن نجاح الولايات المتحدة وإسرائيل في تغيير أو تحوير "تفويض" الأونروا المحدد بالقرار 302، عبر الحصول على موافقة من الأمم المتحدة على دمج هذا التفويض ضمن صلاحيات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، يعني إلغاء القرار، وإن ما يغري الولايات المتحدة وإسرائيل للمضي قدماً في هذا السيناريو هو وجود سابقة في هذا الصدد، حين تمكنتا سنة 1991 من إلغاء قرار الجمعية العامة رقم 3379/1975، الذي ساوى الصهيونية بالعنصرية.

وشدد المشاركون على ضرورة وضع خطة استراتيجية وطنية وعربية لمواجهة سياسات الإدارة الأمريكية وصفقاتها التي تمس الحقوق الفلسطينية، مع ضرورة قيام الدول العربية بمسؤولياتها من أجل رفع نسبة الدعم التي تقدمها للأونروا، حيث إنها تقدم ما نسبته (7.8%) من إجمالي موازنة الأونروا التي تعهد بها مجلس الجامعة في عام 1987، وكذلك التنسيق مع دول البريكس (BRICS)، بزيادة إسهاماتها في موازنة الأونروا.

كما شدد المشاركون على الحاجة الملحة والأساسية للضغط على الأطر العليا التي تخطط لسياسة الأونروا، من أجل إيجاد مورد دائم وميزانية كافية للأونروا.

وطالبوا بتحقيق الالتفاف الوطني الكامل حول حق العودة باعتباره حقاً ثابتاً في وجدان وأدبيات الكل الفلسطيني، وهو لن يسقط بالتقادم كما أُريد له، كما طالبوا بتفعيل العمل التكاملي بين المؤسسات من مختلف القطاعات لتحقيق جدوى أكبر للمجهودات الوطنية لخدمة قضايا اللاجئين.

كما طالبوا بالبحث عن إجابة للأسئلة التالية: ما هي الأسس القانونية لحماية اللاجئين الفلسطينيين؟ وما هي الآليات التي يمكن اتباعها لحمايتهم وفقاً لقواعد القانون الدولي؟ وهل تملك قرارات الأمم المتحدة القوة القانونية اللازمة فيما يخص قضية اللاجئين.

ودعوا إلى متابعة تنفيذ قرار الجمعية العامة بتوفير حماية دولية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، الصادر بتاريخ 14/6/2018.

وكان الدكتور ابو هولي قد أشار إلى أن هذا هو المؤتمر الثالث الذي يأتي في إطار سياسة الدائرة الرامية إلى الحفاظ على الحقوق الفلسطينية والدفاع عنها.

وأعرب عن أمله بأن بتطوير اتفاقية الشراكة مع جامعة القدس المفتوحة لتشمل الجامعات الفلسطينية الأخرى لتقديم أفضل خدمة لقضية اللاجئين.

وقال أبو هولي إن المشاريع التي تتحدث عن التوطين والتهجير وتخفيض تمويل وكالة الغوث وحث كثير من الدول على وقف المساعدات لها، مروراً بإعادة تعريف اللاجئ واختصار عدد اللاجئين إلى 40 ألفاً، هي جزء من صفقة القرن الأمريكية كمدخل لتصفية قضية اللاجئين في عدوان على كل المعاهدات والقوانين الأممية التي تنص على حق اللاجئين بالعودة إلى ديارهم التي هجروا منها.

بدوره، أكد المحافظ الرجوب أن قضية اللاجئين هي عنوان سياسي ووطني للقيادة الفلسطينية التي تصر على أن هذه القضية ستبقى من أولويات شعبنا.

وأضاف أن تساوق الإدارة الأمريكية مع الحركة الصهيونية التلمودية في موضوع اللاجئين والقدس سيفشل،

وتابع: "إن هذا الطاغية في واشنطن الذي نصب نفسه متحكماً بأمور الشعب الفلسطيني سيفشل لا محالة".

من جانبه، قال المهندس سمارة أن قضية اللاجئين هي جوهر الصراع العربي الإسرائيلي منذ أكثر من سبعة عقود، وأن الأونروا تمثل معاناة الشعب الفلسطيني وتسهم في بقاء قضية اللجوء حية، وعلى العالم العربي والإسلامي دعمها والوقوف إلى جانبها.

بدوره، قال الدكتور عمرو ان قضية اللاجئين لا تزال ماثلة أمامنا، بآلامها القديمة وجراحها النازفة، وتداعياتها التي لا تنتهي إلى اليوم، وأي حديث عن معاناة شعبنا دون التعريج على قضية اللاجئين هو حديث أبتر.

وأضاف: إن 700 ألف لاجئ هجروا من فلسطين إبان إقامة دولة الاحتلال أصبح عددهم اليوم يربو على 5 ملايين لاجئ، والأونروا هي الإطار الرسمي الدولي الناظم لهؤلاء اللاجئين والدليل الناصع على وجودهم، لذلك يسعى الاحتلال والإدارة الأميركية لإنهاء وجودها.

من جانبه، بين رئيس اللجنة التحضيرية، وعميد كلية العلوم التربوية في الجامعة الدكتور مجدي زامل، أن المؤتمر بأوراقه العلمية يعالج ثلاثة محاور رئيسة، أولها دور وكالة الغوث وقضية اللاجئين، وثانيها التحديات السياسية والقانونية التي تواجه اللاجئين ، وثالثها أوضاع اللاجئين الاقتصادية والاجتماعية، ومعرضاً للصور يوثق المراحل التي مر بها اللاجئ الفلسطيني منذ نكبته عام 1948م وما تلاها من مراحل.

وتخلل المؤتمر ثلاث جلسات، الأولى بعنوان "وكالة الغوث وقضية اللاجئين"، ترأسها الدكتور عبد الرحمن المغربي، وتقدم خلالها الدكتور بيسان مصطفى موسى من جامعة (الجزائر 3) بورقة حول "عراقيل تفويض الأمم المتحدة للاونروا". ثم تحدث الدكتور أحمد حسن أبو جعفر من جامعة الاستقلال عن وضع استراتيجية وطنية لمواجهة التحديات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني. وتحدث الدكتور محمد منصور أبو ركبة من جامعة الأزهر عن الدور الإسرائيلي في تفكيك الوكالة . كما تحدث الدكتور حسام محمد يونس من فرع جامعة القدس المفتوحة بخان يونس عن سياسة الولايات المتحدة تجاه الأونروا منذ تولي ترامب.

وفي الجلسة الثانية التي عقدت تحت عنوان: "التحديات التي تواجه اللاجئين (سياسية وقانونية)، وترأسها ياسر أبو كشك، قدم الدكتور كايد شريم من جامعة الاستقلال ورقة بعنوان "اللاجئون: ممكنات الحل من منظور جذري". ثم تحدث إسماعيل الأفندي من فرع جامعة القدس المفتوحة بالقدس عن "واقع الخدمات التعليمية في المخيمات الفلسطينية (دراسة ميدانية – مخيم الدهيشة). وتحدث الدكتور نادر حلس من فرع الجامعة بغزة عن "مسيرة العودة التي نُظمت على الحدود الشرقية لقطاع غزة إحياءَ لذكرى يوم الأرض 30/3/2018: الأبعاد والنتائج". كما قدم أحمد صوالحة من مديرية التربية والتعليم العالي بنابلس وفتحية ياسين من مديرية التربية والتعليم العالي في جنوب نابلس ورقة بعنوان"تحليل مضمون صحيفة (حق العودة) ودورها في مواجهة التحديات والضغوط التي تواجه قضية ".

وفي الجلسة العلمية الثالثة والأخيرة، التي حملت عنوان: "أوضاع اللاجئين الاقتصادية والاجتماعية"، وترأسها محمد عليان، قدم الدكتور يحيى ندى والدكتور فخري دويكات من جامعة القدس المفتوحة بنابلس، دراسة حالة عن "الممارسات الثقافية في المخيمات الفلسطينية لدعم الطفولة". ثم قدم الدكتور زيـاد الجرجـاوي من فرع جامعة القدس المفتوحة بغزة والدكتور عبد الفتاح الهمص من الجامعة الإسلامية، ورقة عن "احتياجات الإنسان الفلسطيني في مخيمات اللجوء". وتحدث الدكتور عبد الرحيم غانم من فرع الجامعة بطولكرم والدكتور مقبولة اليحيى من جامعة فلسطين التقنية بطولكرم عن "البطالة في المخيمات الفلسطينية: مخيم طولكرم نموذجا". وقدمت منيرة معالي وسعاد الحجاجرة من مدرسة بنات مسقط الثانوية ببيت لحم، ورقة تناولت "البطالة هاجس الشباب في المخيمات الفلسطينية: مخيم الدهيشة أنموذجا".

وتخلل المؤتمر افتتاح معرض يجسد معاناة اللاجئين من خلال صور فوتوغرافية توثق مختلف مراحل اللجوء منذ بدئها حتى اليوم.

الرابط المختصر: