لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

الدكتورة مي عطية: إرادة العلم تتحدى الحرب في غزة



رغم 15 شهرًا من القصف والنزوح والدمار الذي طال كل مناحي الحياة في قطاع غزة، لم تستسلم الطالبة الدكتورة مي عطية للواقع الأليم، بل أصرت على مواصلة طريقها الأكاديمي حتى نالت درجة الدكتوراه من جامعة القدس المفتوحة.

لم تكن رحلتها سهلة، بل كانت مليئة بالتحديات، لكنها تمكنت من اجتيازها لتقديم أول أطروحة دكتوراه في برنامج الإشراف التربوي والنفسي، مما جعلها نموذجًا ملهمًا في الإرادة والتحدي.

تحدثت مي عطية طالبة ماجستير من جامعة القدس المفتوحة خلال حديثها لتلفزيون الفجر عن الصعوبات التي واجهتها أثناء إعداد أطروحتها، مشيرة إلى أن ظروف الحرب جعلت كل خطوة في مسيرتها أكثر تعقيدًا ومع ذلك، لم تتراجع بل واصلت بحثها وسط القصف والنزوح والخسائر اليومية، لتثبت أن العلم قادر على الصمود حتى في أحلك الظروف.

وعبرّت عن فخرها بكونها أول طالبة من محافظات غزة الجنوبية تناقش أطروحتها في ظل هذه الأوضاع القاسية، مؤكدة أن هذا الإنجاز ليس مجرد نجاح شخصي، بل رسالة أمل لكل من يواجه الصعوبات ولا يجد طريقًا للمضي قدمًا.

وشددت على أهمية موضوع أطروحتها، التي تناولت الإشراف النفسي باستخدام نموذج متخصص لدعم الأخصائيين النفسيين الذين يعملون في الخطوط الأمامية أثناء الأزمات، موضحة أن هذا الجانب لم يحظَ باهتمام كافٍ في الدراسات السابقة، رغم أهميته الكبيرة في ظل الظروف التي يعيشها قطاع غزة.

وبينت أن العمل على هذه الأطروحة كان تحديًا بحد ذاته، حيث تطلب تنفيذ البحث وسط الحرب تضحيات كبيرة، خاصة أن الباحثين والأخصائيين النفسيين أنفسهم كانوا يعانون من الصدمات، وكانوا بحاجة إلى استراتيجيات دعم نفسي تمكنهم من تقديم المساعدة للآخرين دون أن ينهاروا تحت وطأة الضغط النفسي الهائل.

وأضافت أن نموذج الإشراف التمايزي الذي قدمته في دراستها أثبت فاعليته في تخفيف آثار الصدمات النفسية التي يتعرض لها الأخصائيون، وساهم في رفع كفاءتهم في تقديم الرعاية المستنيرة بالصدمات للمتضررين، مشيرة إلى أن هذا النهج يمثل خطوة مهمة في تطوير أساليب الدعم النفسي في مناطق النزاع.

وأوضحت أن اختيارها لهذا الموضوع جاء من رحم المعاناة التي شهدتها في غزة، ووجدت أن الأخصائيين النفسيين يواجهون تحديات هائلة أثناء تعاملهم مع الحالات المتضررة من الحرب، مما دفعها إلى البحث عن حلول علمية يمكن أن تساعدهم في أداء دورهم بشكل أفضل.

ووجهت الدكتورة مي عطية رسالة لكل الطلبة والباحثين في فلسطين والعالم، مؤكدة أن الظروف القاسية لا ينبغي أن تكون عائقًا أمام تحقيق الأحلام، بل يجب أن تكون دافعًا للاستمرار.

واختتم حديثها بشكرها لجامعة القدس المفتوحة على دعمها، ولكل من ساندها في رحلتها الأكاديمية، متمنية أن يكون بحثها خطوة نحو تطوير أساليب الدعم النفسي في مناطق الصراع.

الرابط المختصر:

مقالات ذات صلة