ما معنى “اقتربت الساعة وانشقّ القمر” في القرآن؟
تلفزيون الفجر الجديد- هناك ألفاظ كثيرة موجودة بالقرآن الكريم نقرأها ولا نفهم معناها ولا المقصود منها، ونحن هنا قرّاء "بص وطل" الأعزاء نريد أن نعي ما نقرأ من القرآن ونتدبّر ونفهم معانيه؛ قال تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ}؛ فتعالوا معنا مع هذه الآية القرآنية الكريمة:
يقول الله تعالى:
{اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ} [القمر – 1 : 5]
يُخبر الله تعالى في هذه الآية الكريمة باقتراب يوم القيامة حيث يقول: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ}؛ أي اقترب يوم القيامة وآن أوانه وحان وقت مجيئه.
وأمّا قوله تعالى: {وَانشَقَّ الْقَمَرُ}؛ ففي كُتب السنة يُروَى أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يُهاجر من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة جاءه نفر من قريش، وقالوا له: يا محمد إن كنت حقّا نبيا ورسولا فأتنا بمعجزة تشهد لك بالنبوة الرسالة، فسألهم: ماذا تريدون؟ قالوا: شق لنا القمر، على سبيل التعجيز والتحدّي؛ فوقف المصطفى صلى الله عليه وسلم يدعو ربه أن ينصره في هذا الموقف؛ فألهمه ربه تبارك وتعالى أن يُشير بإصبعه الشريف إلى القمر، فانشقّ القمر إلى فلقتين، تباعدتا عن بعضهما البعض لعدة ساعات متصلة، ثم التحمتا؛ فقال الكفار: وقالوا: سحرنا محمد، ولكن علامة ذلك أنكم تسألون مَن قَدِم إليكم من السفر؛ فإنه وإن قدر على سحركم، لا يقدر أن يسحر مَن ليس مشاهدا مثلكم، فسألوا كل مَن قدم، فأخبرهم بوقوع ذلك.
وقوله تعالى: {وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ} "الآية" الدليل والحجة والبرهان، والمعنى أنهم إن يروا برهانا ودليلا على صدق محمد صلى الله عليه وسلم يعرضوا عنه ويتركونه وراء ظهورهم، و"السحر المستمر" أي السحر الدائم الذي لا ينقطع.
{وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ}؛ أي كذّبوا بالحق إذ جاءهم واتبعوا ضلالاتهم وأهواءهم مِن جهلهم وسخافة عقولهم، وقوله: {وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ} أي أن الخير مستقر بأهله في الجنة، والشر مستقر بأهله في النار.