مؤلف باب الحارة: “أم جوزيف” واقعية.. و”النمس” فاق التوقعات
أكد كمال مرة -مؤلف المسلسل السوري الشهير “باب الحارة”، الذي عُرض جزؤه الرابع خلال شهر رمضان الماضي- أن شخصية “أم جوزيف” التي لفتت انتباه المشاهدين مستوحاة من شخصية واقعية، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن شخصية “النمس” حققت نجاحا فاق التوقعات .
وكشف مرة أنه تعمد اختيار النهاية المفتوحة للجزء الرابع من المسلسل ليترك لنفسه الحرية في صياغة الجزء الخامس من العمل. بحسب صحيفة الشرق الأوسط اللندنية 1 أكتوبر/تشرين الأول.
وأضاف أن الجزء الخامس لن يكون امتدادا للجزء الرابع، فهناك بداية جديدة قد تعيد بعض الشخصيات التي غابت، وقد تخرج شخصيات أخرى، وهذا أمر طبيعي في الأجواء الدرامية، ومن الممكن أن يعتذر بعض الممثلين، كما من الممكن أيضا أن يدخل ممثلون جدد إلى العمل عبر شخصيات جديدة.
ودافع مؤلف “باب الحارة” عن الصورة الجديدة التي ظهرت عليها المرأة في الجزء الرابع من المسلسل، وقال إن المرأة لم تحمّل أكثر مما تحتمله، وتصرفت في الجزء الرابع ضمن حدود قدراتها؛ إذ لم تخرج عن طبيعة المكان والزمان.
وأضاف: المرأة لم تحمل السلاح، وقدمت المساعدة لرجال الحارة، وحملت المشاعل، بينما المرأة في الواقع في تلك الفترة الزمنية حملت السلاح.. لا أظن أننا بالغنا في رسم صورة المرأة.
وردا على سؤال حول حمل شخصية “أم جوزيف” السلاح وإخفاء المقاومين في منزلها، وهو ما اعتبره البعض غير منطقي، أوضح مرة أن شخصية أم جوزيف تكاد تكون الشخصية الوحيدة في العمل التي اعتمد فيها على نموذج موجود في الواقع ولم يفترضها، وكانت امرأة أعرفها، موجودة في ذاكراتي وذاكرة آخرين، وهناك نساء كثيرات يشبهنها.
وتابع قائلا: أم جوزيف مستوحاة من شخصية المرأة المناضلة بالفطرة، وضمن طبيعتها الدرامية، لديها إحساس مرهف بكل ما يحيط بها، وبما يحصل في حارتها والحارات المجاورة.
وعما إذا كانت شخصية “أم جوزيف” ستظهر في الجزء الخامس أم لا، رد قائلا: “ممكن.. منى واصف كارت رابح”.
وتطرق مؤلف “باب الحارة” إلى شخصية “النمس” التي حققت شعبية كبيرة في أوساط الجمهور، وقال: النمس شخصية جديدة دخلت العمل لتعويض غياب أبو غالب، وقد كتبت هذه الشخصية لمصطفى الخاني، ومع ذلك فاجأني على الشاشة وفاق التوقعات، فقد اجتهد في تقديمها، ونجح في إضفاء بصمته الخاصة عليها، وهو أمر ليس سهلا.
حصار الحارة
ورفض مرة ما ذهب إليه البعض باعتبار ملامسة الجزء الرابع للجانب السياسي قد أثر سلبا على الجوانب الاجتماعية التي تميز بها العمل في أجزائه السابقة، وأوضح أن هذا كلام غير دقيق، بدليل أن حجم مشاهدة الجزء الرابع كانت أكبر من الأجزاء السابقة. ثم هل البيئة الاجتماعية هي فقط: حفر الكوسا محشي، وتحضير الكبة، واللغو والثرثرة النسائية؟، الحالة الاجتماعية في العمل فرضتها الحالة الدرامية، ومع ذلك لم نبتعد كثيرا عن موضوع البيئة الاجتماعية والعديد من القصص استمرت، لكن كان هناك تطور للشخصيات.
وفيما يتعلق بالانتقادات الموجهة للعمل بدعوى عدم ملائمة فكرة الحصار للبيئة الجغرافية للحارة الدمشقية التي تتميز بأزقتها الضيقة وتراكب أسطح منازلها، رد المؤلف قائلا: إن هذا كلام غير منطقي، فحصار الحارة قصة حقيقية جرت أيام الاستعمار الفرنسي في حي الميدان، واستشهد عدد من أبناء حارات الميدان على باب الحي.