
وفد الفنانين والإعلاميين العرب صدم من هول الاستيطان في بلدة الخليل العتيقة
الصدمة والذهول من هول ما يعيشه المواطنون في البلدة القديمة من الخليل جراء انتهاكات الاحتلال والمستوطنين والتمدد الاستيطاني داخلها، هي مشاعر وفد الفنانين والإعلاميين العرب الذي زار المدينة في “لحظات عجيبة” وتجولوا في أزقة البلدة القديمة والحرم الإبراهيمي الشريف، والذين لم يتمكنوا من الوصول إلى الشوارع المغلقة والمناطق المتاخمة للبؤر الاستيطانية بفعل منع الاحتلال للوصول إلى تلك المناطق.
فرحة بغصة
وغالبت الدموع الفنان المصري احمد بدير، عندما زار الحرم الابراهيمي، واختلط فرحته في زيارة أبو الأنبياء عليه السلام، إلى غصة، موضحا أنه يوم من أسعد أيام حياته أن يأتي لزيارة الحرم الابراهيمي وزيارة قبر سيدنا إبراهيم، مؤكدًا أن فرحته فيها غصة.
وأشار، إلى أن الحرم الابراهيمي، ملوث بأجناس دنسه، متسائلا كيف يدخلوا ويدنسوا ويقيموا حفلات صاخبة، وأصحاب الأرض يدخلون إلى هذا المكان المقدس عبر بوابات الكترونية، انها مأساة حقيقة، قائلا: “ربنا ينتقم منهم، ربنا ينتقم منهم”.
وأضاف بدير، هنا في الخليل تجلت الحقيقة، فالواقع أكثر مرارة من رؤية الاحداث وتصور مجرياتها عن، وهو ما جعله يوقن بلا ريب أن الشعب الفلسطيني كله في سجن بيد الاحتلال.
ظلم كبير
وبدت الاعلامية التونسية، وداد محمد، من هيئة الإذاعة والتلفزة التونسية، مذهولة مما تشاهده حقيقة على أرض الواقع من حالة استيطانية وإجراءات احتلالية وتضييق الخناق على المواطنين، وقد سبق ألمها فرحتها: “لم أكن أتخيل حجم المعاناة بهذا الشكل، والظلم الذي يعيشه المواطنون هنا أكبر بكثير مما تصورت.
وحملت هذه الصورة الواقعية و”الزخم من المشاعر” التي تولدت من رؤية الحرم الإبراهيمي الشريف ومعاناته، الإعلامية وداد، إلى الدعوة بأحداث “انتفاضة إعلامية” تتبناها وسائل الإعلام العربية خصوصا وان الإعلام الأجنبي لا يزال ينظر بعينه ويسمع بإذنه الخاصة.
وتجول وفد الفنانين والإعلاميين العرب في أزقة وحارات البلدة القديمة، قبل أن يصل إلى الحرم الإبراهيمي الشريف، معربين عن مشاعر تضامنية مع الشعب الفلسطيني في ظل ما يعيشه من حصار واحتلال ينهش كل معاني الحياة فيها، وهو ما عبرت عنه الإعلامية وداد التي وعدت باستمرار دعمها للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ونقل معاناته إلى الشارع التونسي والعربي والدولي بصورة حية عايشتها للحظات، موضحة أن زيارتها إلى الخليل والقدس فيها رونق واحساس وعمق تاريخي وروحاني، مشيرة أنها عاشت الظروف الصعبة عندما زارت مقام خليل الله ابراهيم، ورأت اناس من ديانة أخرى يوصدون أبواب الحرم الإبراهيمي، وهذا ما أثر فيها كثيرا، مؤكدة انها تنقل هذه الصورة الى العالم، وخاصة أنها تعتبر أن الخليل مظلومة إعلامية.
العيش بواقع المعاناة
شوق ولهفت المطربة والفنانة المغربية صباح زيداني، وحلمها بزيارة فلسطين، بدده المعاناة التي شاهدتها، مؤكدة رغبة الوفد الصادقة في الوقوف إلى جانب الفلسطينيين ودعم القضية عن قرب من معاناته التي يتجرعها كل يوم.
وأعربت زيداني، عن سعادة تغمرها بهذه الزيارة إلى الوطن والتي مكنتها من زيارة المدن الفلسطينية والعيش في حياة الشعب الفلسطيني ولو للحظات، معبرة عن تحيات عميقة تنقلها من الشعب المغربي إلى مختلف فئات شقيقه الفلسطيني.
وممارسات الاحتلال وعدوانه ضد الشعب الفلسطيني دفعت الفنانة المغربية برغبة صادقة ونفذت اغنية قبل مجيئها للقدس، تبين شعور عززه واقع المعاناة والظلم الذي يعيشه الشعب الفلسطيني والوقوف إلى جانبه رغم كل الصعاب والظروف الصعبة التي تحيط به، حتى تحقيق كافة طموحاته وعلى رأسها الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، مؤكدة الحرص دوما على تكرار مثل هذه الزيارات التي تدعم صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
الحقيقة المرة
ولمس المصور احمد إسماعيل، من مصر، حلمه بزيارة فلسطين، الذي كان يراوده منذ صغره وخاصة أن والده شارك بحرب 48، واصفا شعوره بزيارة الحرم الابراهيمي والبلدة القديمة بشعور لا يوصف، مؤكدًا أننا داخل الحرم الإبراهيمي لامسنا الحقيقة المرة التي يتجرعها المواطنون جراء التقسيم الذي حل بالحرم الإبراهيمي، وما صحبه من اجراءات وانتهاكات متواصلة، مؤكدا انه سينشر كل ما صوره، فالواقع غير ما نراه خلف الشاشات، وتسليط الضوء على ما تتعرض له البلدة القديمة في الخليل من حصار واستيلاء وعرقلة للحياة الفلسطينية.
زيارة جريئة
وهذه الزيارة بكل ما حملته من إشارات ودلائل فإنها تعزز الصمود وترفع المعنويات، إلى درجة أن محافظ الخليل جبرين البكري، وصف هذه الزيارة من فنانين وإعلاميين عرب وبرلماني تركي، بأنها “نوعية وجريئة وتشكل اختراقا نوعيا وتقدما كبيرا”، مثمنا هذه الزيارة والوقوف عن كثب على واقع معاناة الشعب الفلسطيني ورؤية حجم الاستيطان الذي يلف الحياة الفلسطينية، وزيارة مدينة الخليل لاسيما البلدة القديمة والحرم الإبراهيمي الشريف فيها الذي يشهد عمليات تهويديه واضحة، مؤكدا بأن الخليل بالنسبة للاحتلال مستهدفة ويعتبروها لهم وكل الوجود الفلسطيني غير مقنع بالنسبة لهم ويهدف لتهجير المواطنين من أراضيهم وإغلاق محالهم التجارية والاستيلاء على باقي الحرم الإبراهيمي والبلدة القديمة، مؤكدا بأن المواطنين في المحافظة صامدين وسيستمر صمودهم في مواجهة الاحتلال.
ليست تطبيعا
وانتهز المحافظ البكري، هذه الزيارة لدعوة كل الناشطين من فنانين واعلاميين وادباء إلى زيارة فلسطين والأماكن المقدسة فيها وتكريس التعاون مع الشعب الفلسطيني الذي يعيش في سجن كبير، مشددا أن مثل هذه الزيارات تعبر عن التضامن الحقيقي بالدرجة الأولى وترفع من أزر الفلسطينيين وتعزز صمودهم، وأنها تحدث تأثيرا ايجابيا على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.
ويطالب محافظ الخليل، الوفد بنقل الحقيقة كما رأوها على ارض فلسطين من معاناة وصمود يخوضه شعبها في الدفاع عن الحرم الإبراهيمي والمقدسات وترسيخ الهوية الفلسطينية.