لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

القبقاب النابلسي: حكاية حرفة تقاوم الزمن في أزقة البلدة القديمة



بين أحضان جبل النار وسط مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، وبين أزقتها العتيقة الضيقة التي تحتفظ بعبق التاريخ وسحره، يمكن للوافد أن يعيش تفاصيل مشاهد “عودة غوار” عن كثب، حيث كان الفنان السوري دريد لحام يتألق بالحذاء الخشبي “القبقاب”.

ففي  احد ازقة البلدة القديمة في نابلس حارة القيسارية يجلس الحاج السبعيني وليد خضير كحارس للتقاليد منذ أكثر من نصف قرن، وسط جدران ورشته المتها لكه التي تروي حكايات الماضي، يتوسطها ماكينة لتقطيع وتفصيل القبقاب ، تتناثر حولها نشارة الخشب  التي تفوح منها رائحة عتيقة تضيف للمكان لمسة سحرية تجذب كل من يمر من هناك.

يقول الرجل السبعيني  وليد أبو خضير لموقع الفجر الإخباري إن مهنة صناعة الأحذية الخشبية تواجه شبح الانقراض بسبب قلة صانعيها وتطور التكنولوجيا التي أصبحت  جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية.

 ويضيف أبو خضير أنه ورث المهنة عن والده حيث كان يرافقه منذ الصغر بين الآلات والأدوات اليدوية، وشاهد عن قرب إتقان والده لصناعة المنتجات الخشبية، وأبرزها الحذاء، وبعد سنوات قليلة، أتقن المهنة تمامًا كما كان والده.

ويتابع أبو خضير  بعد وفاة والدي رحمه الله، واصلت مشواره وعلّمت ابني صناعة القباقيب حتى لا تندثر هذه الحرفة التي ورثتها عن والدي وجدي قبل 55 عامًا خوفاً عليها من الانقراض، حيث إنني الوحيد الذي يمارسها حتى اليوم.

ويلفت خضير أن سعر القبقاب لا يتجاوز الأربعين شيكل، وما يميزه انه يدوم طويلاً مقارنة بالشباشب الجلدية.

موضحاً أن صناعة القبقاب شهدت تغييرات ملحوظة، حيث كان في السابق يتم تصنيعه لطلبات خاصة مثل حمامات المساجد والبيوت الفلسطينية في الضفة الغربية والأردن. إلا أن الطلب على القبقاب تراجع بسبب انتشار العمارات وتقلص عدد البيوت ذات الطابق الواحد، مما جعل استخدام القبقاب أقل شيوعًا وأحيانًا مزعجًا في ظل هذه العمارات.

وفيما يخص دخله اليومي، يقول خضير إنه بسيط جدا ويختلف من يوم لآخر مؤكداً أنه لا يسعى وراء الربح من مهنة صناعة القباقيب، بل يعتبرها جزءًا من حياته امتد معه على مدى 55 عامًا.”

وفي حديث مع السيدة ملك عسقلان احد سكان حارة القريون عبرت عن سعادتها لاستمرار مهنة صناعة القبقاب مشيرة ان منجرة خضير هي الوحيدة التي مازالت تصنع القبقاب وكل قبقاب يصنعه الحاج وليد يحمل بين ثناياه قطعة من تاريخ المدينة وأصالتها، وكل من يزور هذه الورشة يسترجع ذكريات الأجيال السابقة ويشعر بجمال الحرف اليدوية التي كادت ان تندثر.

تقرير:مرام كنعان وهنا خلايفة

الرابط المختصر:

مقالات ذات صلة