استهداف بلا حدود: ذوو الإعاقة في مرمى انتهاكات الاحتلال
تلفزيون الفجر | مرام كنعان – تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي، يعيش الفلسطينيون واقعاً مليئاً بالانتهاكات اليومية، حيث يصبح كل شيء هدفاً، حتى الأشخاص الأكثر ضعفًا في المجتمع ذوو الإعاقة، الذين يعتمدون على المعدات الطبية مثل الكراسي المتحركة لتيسير حياتهم، يجدون أنفسهم في مرمى هذه الاعتداءات، ففي لحظات الاقتحام العشوائي، لا تفرق آلة الحرب بين مقاتل أو مدني، ولا بين سليم أو معاق، تُحطم الكراسي وتُمزق الوسائل المساعدة وكأنها جزءٌ من المخطط لزرع اليأس في نفوس هؤلاء الأفراد الذين يواجهون الحياة بتحدٍ وشجاعة فبالنسبة لعبد الكريم الحصري من مخيم نور شمس، لا يُعد الكرسي المكسور مجرد قطعة معدنية، بل هو رمز للحياة الكريمة والاستقلالية التي تسعى قوات الاحتلال لسلبها منهم، ليظلوا أسرى الألم والعجز في كل حركة وتفصيل من تفاصيل حياتهم.
أوضح علاء الحصري، والد عبد الكريم، خلال حديثه لتلفزيون الفجر، إن ابنه وُلد بتشوه خلقي، ما جعلهم يوفرون له كرسيًا كهربائيًا ليساعده على التنقل.
وأضاف أن الكرسي تعرّض للتدمير مؤخرًا بعد أن اقتحم الاحتلال منزلهم، ما أدى إلى كسره ضمن الأضرار التي ألحقها بالمكان، مؤكداً أن تصرفات الاحتلال تهدف إلى زيادة معاناة العائلات وتقييد حياتهم اليومية، مما يزيد من التحديات التي تواجه العائلة في تأمين وسيلة جديدة تمكّن عبد الكريم من متابعة تعليمه وحياته بشكل طبيعي.
وفي ذات السياق ، قال جمال عمر، مدير التنمية الاجتماعية الاحتلال الإسرائيلي يسعى لفرض هيمنته من خلال استهداف كل ما هو فلسطيني، ولم تسلم حتى الفئات الأشد ضعفًا من هذه الانتهاكات، حيث لم يكن ذوو الإعاقة بمنأى عن الاعتداءات المتكررة، فقد تم تدمير أجهزتهم المساندة وتحطيم الكراسي المتحركة، وحتى الطرقات التي يستخدمونها باتت غير صالحة بسبب تخريب البنية التحتية.
وأضاف عمر ان هذا الاستهداف لم يكن عشوائيًا، بل مقصودًا لخلق عوائق إضافية أمام ذوي الإعاقة، ما جعل حياتهم أكثر صعوبة، وكالعادة، تكون الفئات الأكثر تضررًا هي الفئات الفقيرة والمهمشة، من ذوي الإعاقة، والمسنين، والمرضى المزمنين، الذين يعتمدون على الخدمات الصحية وغيرها التي أصبحت شبه مستحيلة الوصول بسبب الاعتداءات المتواصلة حتى أجهزة الأطفال من ذوي الإعاقة لم تسلم من جرافات الاحتلال، ما أثر سلبًا على نفسياتهم وعرقل حصولهم على الرعاية الصحية والتعليم والترفيه الضرورية لحياتهم.”
وبدورها تحدثت نهاية الجندي، رئيسة جمعية نور شمس لتأهيل المعاقين اليوم نستقبل كرسيًا متحركًا كهربائيًا مقدمًا من وزارة التنمية لطالب عبد الكريم الحصري من ذوي الإعاقة، وذلك بعد استهداف كرسيه الخاص من قبل الاحتلال.
وأشارت الجندي ان عبد الكريم كطالب مدرسة في أمس الحاجة إلى هذا الكرسي ليتمكن من الذهاب إلى المدرسة بحرية واستقلالية.
وناشدت الجندي المجتمع الإنساني ومنظمات الحقوق العالمية أن ينظروا بعين الاعتبار إلى هذه الحالات التي يتم استهدافها من قبل جيش الاحتلال، سواء كانوا من ذوي الإعاقة أو المؤسسات التي تخدمهم، أو الأجهزة الخاصة بهم، خصوصًا في ظل استمرار اقتحام المخيمات واستهداف الشوارع والبنية التحتية، مما يُعِيقُ جدًا حياة ذوي الإعاقة.