آخر المستجدات حول مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة
رفعت تصريحات نقلتها وسائل إعلام عربية وإسرائيلية خلال اليومين الماضيين سقف التوقعات مرة أخرى بشأن إنجاز صفقة تبادل، إذ نقلت تقارير إعلامية أن حركة حماس مستعدة لقبول “اتفاق تدريجي” على غرار اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه مع حزب الله في لبنان.
كما تحدثت مصادر سياسية إسرائيلية عن أن تل أبيب وحركة حماس قريبتان من التوصل إلى صفقة “صغيرة” تشمل وقفا لإطلاق النار لمدة شهرين وإفراج الجانبين عن أسرى “حالات إنسانية” من مسنين ونساء وجرحى ومرضى، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من أجزاء من قطاع غزة.
وفي تصريحات خاصة للجزيرة نت قال القيادي في حركة حماس محمود مرداوي إن الحركة كانت منفتحة في كل المراحل من أجل التوصل إلى اتفاق، وكان هذا على رأس أولويات الحركة “كهم وطني للتخلص من مبررات العدو باستمرار عمليات الإبادة والتجويع والتهجير، وللسماح لشعبنا بعد عقد الصفقة بالعودة من نزوحهم إلى منازلهم، أو ما تبقى منها بالأحرى، وكذلك انسحاب الجيش الإسرائيلي، وإعادة البناء، والإغاثة”.
وأضاف مرداوي أن الحركة تسعى للتوصل إلى صفقة مشرّفة، وكانت تدفع باتجاه تحقيقها ولم تقم بالإعاقة إطلاقا “ولم يُعرض على المقاومة والحركة عرض إلا ودرسته وقدمت رؤيتها حوله، وقد فاجأت الوسطاء بقدرتها على التعامل مع كل الطروحات بمرونة”.
وقال إن “العدو متردد في دفع استحقاق أي صفقة، أي الانسحاب وعودة النازحين والإغاثة والإعمار، وهذه الأمور هي الحد الأدنى”، مضيفا أن الاحتلال “حتى هذه اللحظة يتذرع بمبررات ليس لها أي انعكاس حقيقي في الواقع، إنما يخضع لإرادة التيار الدين القومي السياسي، والذي يهدده بإسقاط الحكومة إذا ذهب باتجاه عقد الصفقة”.
وأوضح مرداوي أن التقديرات في الحركة أن إسرائيل حتى اللحظة لم تتخذ قرارا بشأن الاتفاق أو تنفيذ صفقة تبادل، وقال “نأمل أن يثمر ضغط الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب وعلى ما يبدو من رغبة الإقليم في هذا الاتجاه”.
وتابع أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو غير جاد في عقد صفقة “لكن الآن هناك عوامل ضغط وتأثير ننتظر نتائجها ونختبر نواياه واستعداده من خلال الواقع العملي وليس النظري، فتصريحاته لا تترجم إلى حقائق في النهاية”.
وكشف مرداوي أن الجانب الإسرائيلي ممثلا بنتنياهو كان قد وافق في يناير/كانون الثاني الماضي على صفقة اعتبرتها المقاومة والوسطاء “مقبولة”، ولكنه تراجع في اللحظات الأخيرة وانتكست بعد ذلك، وهذا ما صرح به عضو مجلس حرب في حينه غادي آيزنكوت.
وقال “الآن ليس لدى نتنياهو أي مبرر يقدمه لا للبيئة الداخلية الصهيونية ولا البيئة الإقليمية، فبالتالي هو في الزاوية وليست أمامه خيارات كثيرة”، خصوصا مع تآكل قدرة الجمهور الإسرائيلي على تحمّل أعباء الحرب المتراكمة، والتي باتت تشكل مع مرور الوقت ضغطا متواصلا على قيادة الاحتلال.
وشدد مرداوي على أن “الأثمان التي تؤكد عليها المقاومة وتصر عليها أن تنتهي العملية السياسية التفاوضية في التبادل في تحقيق جوانب مهمة: أولها إعادة النازحين وكذلك إغاثة الفلسطينيين، والانسحاب الإسرائيلي من غزة، وأن يتم ذلك في إطار وقف إطلاق النار وصفقة تبادل شاملة يتوافق عليها الجانبان”.
ولم تتوقف التسريبات والتصريحات التي رفعت سقف الآمال بعد التوافق بين حركتي حماس وفتح خلال مباحثات القاهرة بشأن لجنة الإسناد المجتمعي التي رعتها مصر رغم رفض إقرارها لاحقا من قبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس واللجنة التنفيذية لحركة فتح.