![](https://i0.wp.com/alfajertv.com/wp-content/uploads/2025/02/img_4275-1.jpg?resize=780%2C470&ssl=1)
المحلل السياسي لتلفزيون الفجر: العدوان الإسرائيلي على شمال الضفة يهدف إلى تهجير الفلسطينيين وتوسيع الاستيطان
يشهد شمال الضفة الغربية تصعيدًا إسرائيليًا غير مسبوق، يستهدف المخيمات الفلسطينية والمناطق السكنية بشكل واسع، في ظل عمليات عسكرية مكثفة ترافقها إجراءات استيطانية متسارعة.
في هذا السياق، تحدث الباحث والخبير الإعلامي والمحلل السياسي خليل شاهين لتلفزيون الفجر مؤكدًا أن العدوان الإسرائيلي المتواصل على شمال الضفة الغربية، وخاصة جنين، طولكرم، طوباس، ونابلس، ليس مجرد عمليات عسكرية عابرة، بل يأتي في سياق مخطط ممنهج يهدف إلى تقليص الوجود الفلسطيني، وفرض واقع جديد يخدم التوسع الاستيطاني.
وأوضح شاهين أن هذه العمليات العسكرية ليست جديدة، لكنها اكتسبت زخمًا خاصًا في ظل حكومة بنيامين نتنياهو الحالية، التي تضم تيارات الصهيونية الدينية المتطرفة، والتي تسعى إلى القضاء على الفلسطينيين وجوديًا من خلال إنكار حقهم في البقاء في وطنهم، وتكثيف سياسات التهجير القسري.
وشدد على أن الهدف الأساسي لهذا العدوان هو إفراغ المناطق الفلسطينية من سكانها، خصوصًا في المخيمات، مثل مخيم جنين، الذي تعرض لتدمير واسع خلال الأشهر الأخيرة.
وأضاف أن العدوان الإسرائيلي لا يقتصر فقط على التدمير المادي للمخيمات والمنازل، بل يشمل منع إعادة إعمارها من خلال شق طرق تفصل الأحياء عن بعضها البعض، مما يجعل إعادة بناء المخيمات أمرًا صعبًا، ويؤدي إلى إضعاف البنية المجتمعية الفلسطينية.
وأوضح أن بعض الأصوات المتطرفة في إسرائيل تدعو إلى توسيع نطاق عمليات التدمير لتشمل جميع المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية، وهو ما يشكل تهديدًا مباشرًا للوجود الفلسطيني.
وتحدث شاهين عن التوسع الاستيطاني المتسارع في شمال الضفة الغربية، والذي شهد زيادة ملحوظة منذ السابع من أكتوبر 2023، حيث تعمل إسرائيل على بناء مستوطنات جديدة، وتوسيع المستوطنات القائمة، وزيادة عدد البؤر الاستيطانية.
وأكد أن العمليات العسكرية الإسرائيلية تتكامل مع التوسع الاستيطاني، حيث تهدف إلى خلق بيئة آمنة للمستوطنين، ما يسهل ضم المناطق الفلسطينية بشكل غير معلن. وأضاف أن هذا التوسع الاستيطاني يهدد بشكل خطير أي إمكانية لإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وشدد شاهين على أن الاحتلال يسعى إلى تدمير حوالي 200 منزل في بعض المخيمات مثل نور شمس وطولكرم، إلى جانب تدمير ما بين 150 إلى 200 منزل بشكل جزئي، مما يدفع العائلات الفلسطينية إلى النزوح الداخلي، وإعادة توزيع السكان في المدن والقرى المجاورة.
وبيّن أن بعض المنازل يتم تدميرها عدة مرات، ما يعكس سياسة إسرائيلية تهدف إلى إرهاق الفلسطينيين ودفعهم لمغادرة مناطقهم بشكل نهائي.
وأوضح أن الاحتلال الإسرائيلي يتبع سياسة ممنهجة لمنع إعادة بناء المنازل المدمرة أو ترميم البنية التحتية للمخيمات، مثل الطرق وشبكات المياه والكهرباء، وذلك لفرض واقع جديد يمنع الفلسطينيين من العودة إلى مناطقهم.
وأضاف أن هذه الاستراتيجية تندرج ضمن مخطط أوسع لإحداث تغيير ديمغرافي في الضفة الغربية، عبر تهجير الفلسطينيين إلى مناطق أخرى أو إجبارهم على العيش في ظروف صعبة تجعل البقاء في هذه المناطق شبه مستحيل.
وأشار شاهين إلى أن الاحتلال ينفذ سياسة العزل والتقسيم داخل الضفة الغربية، حيث تعمل إسرائيل على تقسيم الضفة إلى مناطق معزولة عبر الحواجز العسكرية، مما يمنع التواصل الجغرافي بين المدن والقرى الفلسطينية، ويؤدي إلى إضعاف الاقتصاد الفلسطيني والمجتمع المدني.
وفيما يتعلق بمخطط ضم الضفة الغربية، أوضح شاهين أن الخطط الإسرائيلية باتت أكثر وضوحًا في السنوات الأخيرة، خاصة بعد تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي وصف الضم بأنه “فكرة محبوبة” لدى الكثير من الإسرائيليين.
وأضاف أن هذا التوجه يشمل فرض “السيادة اليهودية” على الضفة الغربية، وهو ما يؤدي إلى إلغاء أي إمكانية لإقامة دولة فلسطينية.
وتحدث شاهين عن محاولات إسرائيل القضاء على وكالة الأونروا، مشيرًا إلى أن الاحتلال يسعى إلى إحلال وكالات دولية أخرى مكانها، مما يهدد هوية اللاجئين الفلسطينيين ويضعف قضية حق العودة.
واختتم حديثه مشددًا شاهين على أن مواجهة هذه المخططات تتطلب استراتيجية فلسطينية موحدة، تقوم على تعزيز الوحدة الوطنية بين مختلف القوى السياسية، وإشراك المجتمع المدني في بلورة رؤية وطنية شاملة لمواجهة التهجير القسري والتوسع الاستيطاني.
وأضاف أن تصعيد الضغط الدولي بات أمرًا ضروريًا، من خلال ملاحقة إسرائيل قانونيًا أمام محكمة الجنايات الدولية، والعمل على فرض ضغوط دولية لوقف الجرائم الإسرائيلية.
ودعا إلى تحرك عربي ودولي واسع لدعم الفلسطينيين في معركتهم ضد الاحتلال والاستيطان، مشيرًا إلى أن المرحلة المقبلة تتطلب وحدة فلسطينية حقيقية وخطة استراتيجية واضحة لمواجهة هذه التحديات الوجودية.