
انهيار قطاع المياه في غزة: 75٪ من البنية التحتية للمياه في حالة دمار
أدى عدوان الاحتلال على قطاع غزة إلى أضرار كارثية في البنية التحتية للمياه والصرف الصحي، مما أعاق بشدة قدرة المنطقة على توفير مياه نظيفة وإدارة خدمات الصرف الصحي. وقد وثقت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية للبيئة (أصدقاء الأرض فلسطين – PENGON) حجم الدمار الذي لحق بمحطات تحلية المياه ومحطات معالجة مياه الصرف الصحي العاملة بالطاقة الشمسية، وقدمت خارطة طريق استراتيجية للتعافي.
أهم النتائج:
أدت الحرب في غزة إلى شلل تام في الأنظمة الحيوية لتوفير المياه، مما فاقم من الأزمة الإنسانية الحادة. وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن الحد الأدنى من المياه اللازمة في حالات الطوارئ الإنسانية هو 15 لترًا للفرد يوميًا (للشرب، والطهي، والنظافة). أما في غزة، فلا يتجاوز توفر المياه حالياً 1 إلى 3 لترات للفرد يومياً.
محطات تحلية المياه:
● محطات متوسطة الحجم: 75٪ منها أصبحت غير عاملة أو تعمل بشكل جزئي. تم تدمير 7 من أصل 16 محطة بشكل كامل، وتعرضت 3 محطات لأضرار بنسبة تتراوح بين 60 و70٪، في حين تعمل 6 محطات فقط بقدرة منخفضة.
● محطات كبيرة الحجم: ما زالت محطتان من أصل ثلاث تعملان، لكنهما تعرضتا لأضرار بنسبة 10–30٪، في حين أن المحطة الثالثة أصبحت غير صالحة للعمل تمامًا نتيجة أضرار هيكلية لم يتم تقييمها بالكامل بعد.
محطات معالجة مياه الصرف الصحي:
جميع المحطات الست إما غير عاملة أو تعمل بأدنى طاقتها. تم تدمير ثلاث منها بالكامل، وتعمل محطة رفح بنسبة 14٪ فقط من قدرتها التشغيلية ما قبل العدوان.
أنظمة الطاقة الشمسية:
● فقدت 7 من أصل 13 محطة تحلية متوسطة الحجم أنظمتها الكهروضوئية (PV) بالكامل.
● تم تدمير الألواح الشمسية والبطاريات بشكل كامل في محطتين، كما تضررت العاكسات بنسبة 50٪ و25٪ على التوالي.
● أنظمة الطاقة الشمسية في محطات معالجة الصرف الصحي تعرضت للدمار الكامل، مما تسبب في خسائر تتجاوز 10 ملايين دولار.
وقالت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية للبيئة في بيان لها، وصل وطن، إن هذا الدمار أجبر المنشآت الحيوية على الاعتماد على مولدات الديزل (حيثما توفرت)، مما أدى إلى عجز في الطاقة وتعطل العمليات. وفي ظل تركيز المبادرات العالمية على التحول نحو الطاقة المتجددة وتقليل الانبعاثات، فإن تدمير البنية التحتية للطاقة الشمسية في غزة يتناقض بشكل مباشر مع أهداف إزالة الكربون الدولية.
إن توقف عمل محطات معالجة مياه الصرف الصحي يعني تصريف المياه العادمة غير المعالجة إلى البيئة البحرية والبرية، مما يشكل مخاطر صحية وبيئية حادة وطويلة الأمد. وقد زاد انهيار محطات تحلية المياه والمعالجة من تفاقم أزمة شُح المياه القائمة في غزة.
وقد تضررت شبكة الكهرباء في غزة بشكل بالغ خلال العدوان، حيث تشير التقارير إلى تدمير 90٪ من المعدات والآليات. ومنذ 11 تشرين الأول 2023، توقفت الشبكة تمامًا عن العمل عندما نفد الوقود من محطة الكهرباء الوحيدة في غزة بعد أن قطعت إسرائيل إمدادات الكهرباء. ويتوقع أن تكون عملية إعادة تأهيل الشبكة طويلة ومعقدة.
وقالت الشبكة إن إعادة تأهيل محطات تحلية المياه ومعالجة الصرف الصحي أمر عاجل وحيوي لاستعادة الوصول إلى المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي. يجب إعطاء الأولوية للمحطات المتوسطة الحجم، التي تعتبر ضرورية لتوفير مياه الشرب وتعرضت لأكبر حجم من الدمار، من أجل تلبية الاحتياجات الفورية بالاعتماد على البنية التحتية القائمة. تشمل الحلول القصيرة المدى أنظمة طاقة هجينة، إصلاحات عاجلة، ووحدات متنقلة لضمان استقرار الإمداد. أما على المدى البعيد، فهناك حاجة إلى دمج الطاقة المتجددة، وتطوير أنظمة المراقبة، وتوسيع القدرات. معًا، يمكن لهذه الخطوات أن تُمكّن من إعادة بناء نظام المياه في غزة لتكون قادرة على مواجهة التحديات المستقبلية وحماية الصحة العامة.