رغم الجوع والدمار… أمهات غزة يُرضعن الحياة في خيام النزوح

سجود جيوسي – يتزامن الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية، والذي يُصادف في الفترة ما بين 1 إلى 7 آب/أغسطس من كل عام، مع ظروف استثنائية وصعبة تعيشها النساء في قطاع غزة، حيث الجوع والدمار والنزوح المستمر، لكن رغم كل ذلك، لا تزال الأمهات يُرضعن الحياة لأطفالهن في الخيام، وسط بيئة قاسية تفتقر لأدنى مقومات الخصوصية والدعم.

وخلال مقابلة لها عبر برنامج “طلة فجر”، أكدت طبيبة الأطفال والمواليد وأخصائية الرضاعة الطبيعية لبنى عزايرة، أن النساء في غزة يحتجن إلى من يسمعهن، يرشدهن، ويوفر لهن المعلومات الصحيحة حول الرضاعة، في ظل واقع خانق لا يتوفر فيه الطعام ولا الخصوصية، حيث تكتظ مدارس النزوح بعشرات العائلات، ويعيش الأطفال في بيئة مهددة بسوء التغذية.

وأشارت إلى أن النساء رغم هذا الواقع الصعب، لا يربين فقط، بل يُجاهدن لمحاربة الخوف والمجاعة والدمار، من أجل أطفالهن.
وأضافت عزايزة أن إصرار الأمهات على الرضاعة لا يأتي فقط من الحاجة، بل من الحب، ومن إرادة الاستمرارية بالحياة، فحليب الأم هو الغذاء الوحيد المتاح، خاصة مع ندرة حليب الأطفال وارتفاع أسعاره إن وُجد.

وقالت لبنى أن عيادتها قد قُصفت خلال الحرب، لكنها لم تستسلم، بل أقامت خيمة، وأطلقت مبادرة “أنتم أهلنا”، والتي من خلالها تواصل تقديم خدمات التوعية والدعم في موضوع الرضاعة الطبيعية بشكل مجاني منذ بداية العدوان وحتى اليوم.

وتقوم المبادرة بتنظيم ورشات توعوية داخل المخيمات، وتوفر دعماً نفسياً للنساء والأطفال، بالإضافة إلى خدمات طبية متكاملة، تشارك فيها أخصائيات تغذية وطاقم طبي متخصص، في محاولة لتخفيف معاناة الأمهات وتوفير أقل الحقوق لأطفالهن.

واختتمت عزايزة حديثها بتوجيه رسالة للنساء في غزة، قالت فيها:
أنتِ قوية، بطلة، مجاهدة، مرابطة
كان الله بعونكن.