لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

إرث روحي وتاريخي متجذّر..مقام الشيخ زريق في عتيل



رؤيا أبو ناصر، رماح عمر | يُشكّل مقام الشيخ أحمد أبو زريق العتيلي الرفاعي الحسيني، المعروف بين أهالي عتيل بـ”مقام الشيخ زريق”، أحد أبرز المعالم الدينية والأثرية في البلدة الواقعة شمالي طولكرم، يعود المقام إلى شخصية علمية وصوفية بارزة، إذ كان الشيخ أبو زريق قاضي قضاة صفد ونقيب الأشراف في شمال فلسطين، كما يُنسب إلى آل البيت النبوي الشريف من ذرية الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما. وقد توفي عام 844 هـ ودُفن في عتيل، ليصبح قبره مقاماً يتوارثه الأهالي جيلاً بعد جيل.

معلم ديني وزاوية صوفية

منذ نشأته، ارتبط المقام بالطرق الصوفية، حيث كان مركزاً للزاوية الرفاعية التابعة لعائلة العتيلي، وهي زاوية عُرفت بمجالس الذكر والعبادة.

يقع المقام في الجهة الجنوبية من عتيل، قرب مبنى البلدية والمدرسة الثانوية للبنين، يتميز ببناء حجري قديم يتماشى مع الطابع المعماري التقليدي للبلدة، إلى جانب المقامات الأخرى والبيوت التراثية التي تُعرف بـ”العقود”، وبعضها يعود لأكثر من مئتي عام.
كما أن عتيل تحتضن أرضيات فسيفسائية وأحواضاً صخرية ومقامات متعددة، ما يعكس التاريخ العريق للبلدة وعمق جذورها الحضارية.

لا يقتصر الحضور الديني في عتيل على مقام الشيخ زريق وحده، إذ تضم البلدة سبعة مساجد وزاويتين صوفيتين، هما: الزاوية الرفاعية التي يعود إليها مقام الشيخ زريق، وزاوية أخرى للشيخ القواسمي من الطريقة الخلوتية، وقد أسهم هذا التنوع الديني في جعل البلدة مركزاً للعلماء والمتصوفة وأعلام الدين على مر العصور.

البعد الاجتماعي والرمزي

يُعتبر المقام وقفًا لعائلة العتيلي، ويُنظر إليه كرمز للانتماء والبركة في الوعي الجمعي للأهالي، كما أن نسب الشيخ الشريف إلى آل البيت جعله موضع احترام وتقدير خاص، إذ يُنظر إليه على أنه شاهد على استمرارية الصلة الروحية بين الأجيال وميراثهم الديني والثقافي.

على مر القرون، ظل مقام الشيخ زريق شاهداً حياً على تاريخ عتيل، ومعلماً يختزن بين أحجاره عبق الصوفية ومكانة العلماء. واليوم، لا يزال المقام يُشكّل حلقة وصل بين الماضي والحاضر، ومعلماً بارزاً يعكس الهوية الدينية والثقافية للبلدة، ويؤكد أن الإرث الروحي هو جزء لا يتجزأ من الذاكرة الفلسطينية.

الرابط المختصر:

مقالات ذات صلة