فلسطيني يحصل على الدكتوراه بامتياز من جامعة الإسكندرية في بحث حول شهداء مقابر الأرقام
تلفزيون الفجر الجديد – حصل الباحث الفلسطيني أحمد جميل أحمد قعدان على درجة الدكتوراه بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى في بحثه المتعلق بأسر شهداء مقابر الأرقام، وذلك من كلية الآداب بجامعة الإسكندرية في مصر.
وحصل قعدان وهو من دير الغصون قرب طولكرم، على الدرجة عن بحثه بعنوان "تصور مقترح لدور مدخل العلاج الأسري في مواجهة مشكلات أسر الشهداء الأسرى الفلسطينيين (أسر شهداء مقابر الأرقام)" وذلك ضمن مقتضيات الحصول على درجة الدكتوراه في الخدمة الاجتماعية.
وقال الباحث إنه اختار الموضوع لأنه لم يطرح سابقا ولأنه يتناول فئة مهمشة، كما أن كثيرين على الصعيد المحلي يهملون هذه القضية أو لايلمُّون بالكثير حولها، إضافة إلى أنها قضية مغيَّبة عربياً يجهلها كثير من العرب.
ولخّص قعدان مشكلة الدراسة في أن الأسرة امتداد للحياة البشرية والأسرة الفلسطينية تتعرض كوحدة أساسية للمجتمع إلى سلسة من النكبات وحالات الفقدان على مدى سنوات الاحتلال الطويلة، وأن إسرائيل ضربت بعرض الحائط كل القوانين الدولية والأعراف الإنسانية، وإنها الوحيدة في العالم التي لا تحترم الإنسان فحسب، بل تعتقل جثامين الشهداء في مقابر سرية، وتحرم ذوي الشهيد من إلقاء النظرة الأخيرة عليه، الشهيد أنتقل إلى خالقه ونجا من عقوبة الأسر، وإسرائيل تصر على معاقبته ومعاقبة ذويه.
وهدفت الدراسة إلى التوصل إلى تصور مقترح لدور مدخل العلاج الأسري في مواجهة مشكلات أسر الشهداء الأسرى الفلسطينيين(أسر شهداء مقابر الأرقام)، إضافة إلى التعرف على مشكلات اجتماعية واقتصادية وتعليمية وأخرى غيرها تواجه الأسر هذه.
وناقشت الباحث قعدان لجنة مكونة من أربعة أساتذة دكاترة بالجامعة.
وحضر النقاش القنصل الفلسطيني بالإسكندرية محمود الأسدي والمحلق الثقافي الفلسطيني بالإسكندرية محمد حماد.
وخلصت الدراسة إلى نتائج أهمها:
1- كشفت نتائج الدراسة أن اغلب العظم أفراد العينة من قاطني المدن، ويمتلكون سكن، وحجم أسرهم بين (3-6)، ودخولهم بين (1001-2000) شيقل، وتعليم شهدائهم المرحلة الجامعية .
2- كما كشفت نتائج الدراسة أن اغلب شهداء أفراد العينة ممن قاموا بعمليات استشهادية، وبلغت عدد سنوات احتجاز جثامينهم بين 8-10 سنوات، ولم يكن لهم مهنة بل كانوا من الطلاب، وينتمون لحركة حماس، ولم يكونوا مطاردين من قبل قوات الاحتلال.
3- كما كشفت نتائج الدراسة أن الغالبية العظمى من أفراد العينة سبق وأن اعتقل احد أفراد أسرهم ، ولم يتم استشهاد أي احد منهم من قبل.
4- أوضحت نتائج الدراسة أن أفراد العينة يعانون مجموعة من المشكلات، حيث كانت على التوالي، (الأساليب التعسفية)، يليها (المشكلات الاقتصادية)، يليها (المشكلات النفسية)، يليها (المشكلات التعليمية)، يليها (المشكلات الاجتماعية).
5- أظهرت نتائج الدراسة أن اسر الشهداء الأسرى تواجه أساليب تعسفية يمارسها الاحتلال الصهيوني تجاه أفرادها، حيث وصلت نسبه من اقر بذلك90.1% من أفراد العينة، وأكثر هذه الأساليب التعسفية هي (منع امني لأحد أفراد هذه الأسرة)، يليها (زيارات مفاجئة للمنزل)، ( وهدم منازلهم).
6- أظهرت نتائج الدراسة أن اسر الشهداء الأسرى عندهم مشكلات اقتصادية بنسبة 62،7%، ومن أهم هذه المشكلات هي (المعاش الذي يصرف من قبل السلطة لا يكفي)، وكان أهم الآليات التي تتبعها الأسرة لمواجهه هذه المشكلات هي (الاكتفاء بالضروريات وترك الكماليات).
7- كما أثبتت الدراسة أن هذه الأسر تعاني من مشكلات نفسية بشكل واضح بلغت نسبتها 54%، واغلب هذه المشكلات النفسية تتمثل في (التوتر والقلق لأفراد الأسرة)، وكان أهم الآليات التي تتبعها الأسرة لمواجهه هذه المشكلات هي (الذهاب لطبيب نفسي) .
8- كما بينت الدراسة أن اسر الشهداء يواجهون مشكلات تعليمية بنسبة 46%، وأكثر هذه المشكلات التعليمية هي (تراجع في التحصيل الدراسي )ومن ثم (تسرب أو تعثر في التعليم عند أفراد الأسرة) ، وكان أهم الآليات التي يلجأ إليها أفراد العينة لمواجه هذه المشكلات هي (ألجوء للأخوال من الأقارب).
9- كما أظهرت الدراسة انه حوالي نصف اسر الشهداء الأسرى تواجه مشكلات اجتماعية، ومن أهم هذه المشكلات كانت (تدني العلاقات الاجتماعية للأسرة)، وكان أهم الآليات التي تتبعها أفراد الأسر للتغلب على هذه المشكلات (بتوجه للأهل الخير في المجتمع).
10- وبينت النتائج أن السلطة الفلسطينية لها دور إلى حد ما بالإفراج عن جثامين الشهداء، وأكثر الأساليب التي تتبعها السلطة الفلسطينية هي (تسيير مظاهرات واحتجاجات محلية للإفراج عن الجثامين) .
11- كما أوضحت الدراسة أن السلطة الفلسطينية تخص أسر الشهداء الأسرى بمزايا ومساعدات عن باقي الأسر الفلسطينية، ومن أهم هذه المساعدات(مساعدات مادية بشكل راتب شهري).
12- أوضحت نتائج الدراسة أن المنظمات الأهلية والمجتمع المدني لها دور في الإفراج عن جثامين الشهداء، وأكثر هذه الأدوار هي (تسيير مظاهرات واحتجاجات محلية للإفراج عن الجثامين) .
13- بينت نتائج الدراسة أن الأحزاب السياسية ليس لها دور بالإفراج عن جثامين الشهداء وتقديم المساعدات إلى أسر الشهداء .
المصدر : زمن برس