لبنان: “ما زلت حياً”.. تطبيق للناجين فقط!
تلفزيون الفجر الجديد- يقع الانفجار، تتأخر الشاشات قليلاً لنقل الخبر. إن كنت تتصفح حسابك على "فايسبوك" أو على "تويتر" قد تقرأ: "سماع دويّ انفجار ضخم". ترتبك، تقلق، تمسك بهاتفك وتبدأ بالاتصال بأفراد عائلتك، وأصدقائك، وأحبائك! لكن للأسف، الخطوط تعطلت! تبدأ بالتفكير بأهلك وأصحابك.. هل أصابهم أي خطر؟ تنتظر عودة الخطوط الهاتفية إلى طبيعتها لتطمئن عليهم وتطمئنهم. قد يدفعك الخوف إلى التفكير في التوجه سريعاً إلى مكان الانفجار.. لكن هناك احتمالا كبيرا لوقوع انفجار آخر في المكان نفسه.. ماذا تفعل؟ تتسمّر في مكانك مجدداً.. وتنتظر!
لم نعد بعد اليوم مجبرين على عيش هذه الدوّامة، بفضل تطبيق "ما زلت حياً" الذي يمكن تنزيله بسهولة على الهواتف الذكيّة العاملة بنظام أندرويد. وعند وقوع أي انفجار، وبعيداً عن أزمة شبكات الاتصال، يمكن عبر ذلك التطبيق "الثوري"، إرسال تغريدة لمتابعيك على "تويتر"، بعبارة "ما زلت على قيد الحياة"، مرفقةً بوسمي "لبنان" و"التفجير الأخير".
مصممة التطبيق طالبة لبنانيّة، مقيمة في باريس، تتحدّث لـ"السفير" عن ابتكارها الذي شغل الإعلام خلال اليومين الماضيين. "لم يكن التطبيق جدياً في البداية، بل كان مجرد ردّة فعل سريعة بعد انفجار حارة حريك الثلاثاء الماضي، دفعتني لتصميم التطبيق كتعبير عن الواقع المضحك المبكي الذي بتنا نعيشه يوماً بعد يوم". بات بإمكان حسن الاطمئنان على أهلها في لبنان سريعاً بعد وقوع أي انفجار، لكنها لا تنكر أن ابتكارها للتطبيق، كان طريقة لانتقاد الواقع المأساوي الذي نعيشه. "تهافت الناس السريع إلى تنزيل التطبيق على هواتفهم، وضعني أمام الحقيقة المرّة، وجعلني أدرك أن وجود تطبيق كهذا هو أمر عمليّ وضروريّ في ظل ما نعيشه من قلق، خصوصاً حين تتعطل الهواتف بسبب الضغط الهائل على الشبكة بعد كل انفجار".
تتمنى حسن ألا يضطر اللبنانيون لاستخدام تطبيقها في الأيّام المقبلة. لكنّها تعمل في الوقت نفسه على تحسينه وتوسيع مجالات استخدامه، كوصله بجدران "فايسبوك" أيضاً، أو تحويله إلى خدمة رسالة سريعة.
لا تتوفر حتى الآن أرقام عن عدد الأشخاص الذين قاموا بتنزيل "ما زلت حياً" على هواتفهم، لكنّ حسن تقول إنّ عددهم كبير، وذلك ما شجعها على تطوير التطبيق.
وفي محاولة منها للسخرية من تهافت السياسيين لإطلاق تصريحات الاستنكار بعد كل تفجير، تعمل حسن على تصميم تطبيق سيصبح متوافراً قريباً، يتيح للسياسيين اللبنانيين تغريد بيانات استنكار معدة مسبقاً. "يكررون الخطاب ذاته بعد كل انفجار، لنوفر عليهم الوقت، استنكاراتهم ستكون جاهزة، وليس المطلوب منهم إلا الضغط على زرّ لتغريدها"، تختم حسن بسخرية.