إيقاف «الراقصة» حتى إشعار آخر
تلفزيون الفجر الجديد- لم تكد الحلقة الأولى من برنامج «الراقصة» تبدأ على قناة «القاهرة والناس»، حتى أعلنت إدارة القناة أخيراً عن إيقافها البرنامج حتى إشعار آخر، وذلك بعد اشتعال مواقع التواصل الاجتماعي بآراء عدة قسمت الجمهور بين مؤيد ومعارض، والتي لم تظل حبيسة العالم الافتراضي، لتحط في أروقة الأزهر الشريف ومكتب النائب العام المصري، بعد مطالبات عدة بضرورة إيقاف البرنامج الذي رأى فيه معارضوه «إساءة بالغة» لصورة مصر، ليصدر القرار النهائي من أروقة «القاهرة والناس» عبر بيان رسمي أصدرته أخيراً، تؤكد فيه ايقاف البرنامج الذي تشغل فيه الراقصة دينا رئيساً للجنة تحكيمه التي تضم أيضاً السيناريست تامر حبيب والممثلة فريال يوسف.
«القاهرة والناس» التي قامت بحملة ترويجية ضخمة للبرنامج، استندت إلى حادثة استشهاد الجنود المصريين في منطقة رفح شمالي سيناء، كمبرر لإيقاف البرنامج، والذي قالت القناة إنها ستعيد «النظر في عرض البرنامج الترفيهي الذي حرصت على أن يكون مصدراً للبهجة الراقية، وتأكيداً لفن مصري أصيل يشاركنا أفراحنا وكل مناسباتنا الطيبة، فناً يتلهف إليه العالم ويفتح له مدارس وأكاديميات، والتزاماً من هذه المبادئ، ترجئ إدارة القناة إذاعة برنامج الراقصة، كما أرجأته من قبل».
«هذا البرنامج قد يفهمه البعض أنه يأتي في إطار حملة تهدف إلى هدم المنظومة الاخلاقية للشعب المصري»، بهذا التعبير قدمت دار الافتاء المصرية رؤيتها للبرنامج في بيان أصدرته أخيراً، وذكرت فيه أن «الظرف الدقيق الذي تمر به مصر حالياً، يحتم على الجميع أن يلتفتوا إلى قضايا البناء والتنمية، والأخذ بأسباب التقدم والرقي، في معالجة التحديات الكبرى، التي تواجه الوطن، مثل الأمية والبطالة والمرض والتطرف والإرهاب».
الإعلام المصري لم يتمكن من الوقوف في المنطقة المحايدة التي تفصل بين مؤيدي البرنامج ومعارضيه، ففي الوقت الذي أعطى فيه أسامة كمال مقدم برنامج «القاهرة 360»، وهالة سرحان في برنامجها «آن الاوان» لجنة تحكيم البرنامج الفرصة للدفاع عن أنفسهم، هاجم تامر أمين في برنامجه اليومي «من الاخر» برنامج «الراقصة»، وقال انه «يجب وقف البرنامج، فبدلاً من اكتشاف رجال اقتصاد وأطباء ومخترعين، تهتم «القاهرة والناس» باكتشاف الراقصات»، فيما نشرت الصحف والمواقع المصرية مقالات عدة تهاجم فيها البرنامج بعد مرور ساعات على عرض الحلقة الأولى.
انتقاد البرنامج لم يتوقف عند حدود الاعلام والجمهور، وحسب، وإنما جاء على لسان العاملات في مجال الرقص، حيث وجهت الراقصة نجوى فؤاد في مقابلة أجريت معها أخيراً، انتقاداً واضحاً للبرنامج ولجنة تحكيمه، مبدية استغرابها من تواجد السيناريست تامر حبيب ضمن اللجنة، وقالت انه لم «يؤلف كتاباً عن الرقص من قبل، ولم يقدم فيلماً استعراضياً ليتم الاستعانة به كعضو لجنة تحكيم في مسابقة رقص شرقي»، وطال انتقادها أيضاً فريال يوسف والتي قالت عنها إنها «لا تصنف راقصة استعراضية، بل هي ممثلة تليفزيونية وسينمائية».
تجربة أولى
يُعدّ «الراقصة» البرنامج الأوّل من نوعه في مصر، وكانت سبقته تجربة «هزّي يا نواعم» التي أشرف عليها المخرج سيمون أسمر، وعرضتها «أل بي سي آي» قبل سنوات. والبرنامج هو عبارة عن مسابقة دولية في الرقص الشرقي تتنافس فيها 27 راقصة من دول عدة منها مصر ولبنان والجزائر وفرنسا والأرجنتين وأميركا وروسيا وأستراليا واليابان ودول أخرى.