ممثل فرنسي : سينما المغرب بلا هوية وهوليود سخرت من العرب
انتقد الممثل العالمي الفرنسي المغربي الأصل سعيد التغماوي السينما المغربية، وقال إنها تنقصها هويتها الخاصة، والاهتمام بمواضيع إنسانية عامة حتى تصل إلى مستوى العالمية .
وقال سعيد التغماوي الممثل الفرنسي المغربي الأصل -في مقابلة مع رويترز بمناسبة تكريمه في مهرجان مراكش الدولي للفيلم- “السينما المغربية تنقصها هوية خاصة بها.. هي سينما لا تزال فتية يجب أن تشتغل على مواضيع تهم المغاربة وباقي العالم لتصل إلى العالمية”.
وأضاف قائلا -على هامش مهرجان مراكش الدولي للفيلم الذي يسدل الستار عليه يوم السبت 12 ديسمبر/كانون الأول- “ما ينقص السينما المغربية لكي تسافر إلى كان أو إلى الأوسكار هو أن تشتغل على مواضيع تهم الإنسان في مفهومه المجرد، وتبتعد عن المواضيع المحلية الضيقة”.
واعتبر أن مشكلة السينما في المغرب والعالم العربي “ليست قضية إمكانيات مادية أو رصد ميزانيات ضخمة؛ لأننا لا نتوفر على اقتصاد السينما كما هو الشأن بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، فالأمر لا يعدو أن يكون قصة جيدة وفريق عمل وإخراج جيدين”.
ومضى التغماوي -الذي مثل في العديد من الأفلام العالمية إلى جانب ممثلين ومخرجين عالميين- قائلا “الأمريكيون يشتغلون على التأثيرات الخاصة، ولهم اقتصاد سينما قوي وثقافة مختلفة. نحن بحاجة إلى قصة سينمائية مغربية جيدة لها بعد إنساني؛ لتتخطى الحدود”.
وقال التغماوي، الذي مثل في فيلم سينمائي مغربي وحيد حاز على العديد من الجوائز العربية والدولية هو “علي زاوا”، “نحن ليست لدينا ثقافة الخيال العلمي كما في أمريكا؛ لذلك يجب أن نركز على ثقافتنا المتنوعة ونوظفها في السينما”.
وأعطى مثالا بأفلام مغربية مثل “علي زاوا”، و”البحث عن زوج امرأتي”، و”كازانيغرا”، قال إنها لقيت نجاحا كبيرا لدى الجمهور المغربي، وحددت ماذا يريد الجمهور المغربي من السينما.
صورة العرب في هوليود
وحول قصية الصورة السلبية للعرب في أفلام هوليود، وقال التغماوي “أحداث الحادي عشر من سبتمبر ليست هي التي كرست الصورة السيئة والنمطية عن العرب والمسلمين في السينما الأمريكية والغربية عامة”.
وأضاف “قبل الحادي عشر من سبتمبر أنجزت هوليود عديدا من الأفلام سخرت من العرب، كما لم تعرف هوليود سوى ممثل عربي وحيد شارك في أعمال سينمائية عالمية هو الممثل المصري عمر الشريف”.
وتابع صحيح بعد الحادي عشر من سبتمبر ساءت الأمور أكثر، وأصبح الأمر يتعلق بحملة تتواصل إلى اليوم ضد الإسلام والمسلمين؛ من بينها منع الحجاب والبرقع والمآذن والمساجد. وقال “هذه نقاشات مغرضة من ورائها أحقاد عنصرية، والحادي عشر من سبتمبر لم يعمل سوى على إذكائها”.
والتغماوي -37 عاما- ولد لأبوين مغربيين في فرنسا، ومثل في عديد من الأفلام العالمية، خاصة في هوليود؛ إذ شارك في 57 فيلما من بينها 31 لعب فيها أدوار البطولة.
وبدأ مشواره الفني بفيلم “الحقد” لماتيو كاسوفيتس الحائز على جائزة أحسن إخراج في مهرجان كان عام 1995، كما مثل في فيلم “مراكش إكسبريس” للمخرج غيليس ماكينون في 1997 مع الممثلة كيت وينسلت. ومثل مع جورج كلوني في فيلم “ملوك الصحراء”، كما التحق بالسلسلة الأمريكية الشهيرة “لوست” في موسمها الخامس.
ويتواصل مهرجان مراكش، الذي تميز حسب النقاد بضعف الحضور العربي بالمقارنة مع الدورات السابقة، حتى يوم السبت، حيث سيرفع الستار عن الفيلم الفائز بالجائزة الأولى من بين 15 فيلما مشاركة في المسابقة الرسمية؛ من بينها الفيلم المصري “هليوبوليس” لأحمد عبد الله والفيلم المغربي “الرجل الذي باع العالم” للمخرجين الأخوين سهيل وعماد نوري.
وتنتمي الأفلام الثلاثة عشر الأخرى التي تتنافس في المسابقة الرسمية للمهرجان إلى دول في أوروبا وأسيا وأمريكا.
وتميزت الدورة الحالية بتكريم السينما الكورية التي وصفها منظمو المهرجان بأنها “الأكثر حيوية في العالم”. وبالإضافة الى التغماوي تكرم الدورة أيضا الممثل البريطاني السير بن كينجسلي والمخرج البوسني أمير كوستوريكا والممثل الأمريكي كريستوفر والكن.