لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

دولة صغيرة بأميركا.. حاربت مع مصر وسوريا ضد إسرائيل



عاشت جزيرة كوبا خلال خمسينات القرن الماضي على وقع ثورة دامية استمرت لسنوات وانتهت بالإطاحة بنظام الرئيس فولخينسيو باتيستا الذي تزعّم البلاد وأحكم قبضته عليها منذ العام 1952.

ومع نجاح الثورة الكوبية وحصول فيدل كاسترو على مقاليد السلطة عام 1959، أزيح نظام باتيستا لتشهد بذلك كوبا تغييرا جذريا في سياستها الخارجية، فعقب عقود من التعاون مع الأميركيين انقلبت البلاد في خضم الحرب الباردة لتتحول لشريك هام للاتحاد السوفيتي تزامناً مع اعتمادها لنظام شيوعي.


التغيير السياسي بكوبا
وطيلة السنوات التالية، تبنت كوبا قضايا الاتحاد السوفيتي في مواجهة المعسكر الغربي. وإضافة لأزمة الصواريخ الكوبية التي كادت أن تتحول لحرب عالمية ثالثة بالستينات، لم تتردد كوبا في إرسال قواتها، إضافة لمتطوعين، لدعم النفوذ السوفيتي بالعالم حيث شارك الكوبيون بمعارك عديدة بأفريقيا بكل من الكونغو وأنغولا إضافة لفيتنام.

في الأثناء، لم تقتصر الإسهامات الكوبية على هذه المناطق فقط. فخلال الحروب العربية الإسرائيلية، اتجهت كوبا لدعم كل من سوريا ومصر واتجهت بأكثر من مناسبة، على رغم قلة إمكانياتها، لإرسال العتاد والمؤن والخبراء العسكريين للمشاركة بالحروب ضد إسرائيل.

وقبل قدوم نظام فيدل كاسترو، ساندت كوبا عام 1919، عقب الحرب العالمية الأولى، فكرة إنشاء دولة لليهود كما أدانت الإبادة الألمانية بحقهم أثناء فترة حكم أدولف هتلر.

إلا أنه ورغم ذلك، مثلت كوبا الدولة الوحيدة بالقارة الأميركية التي صوتت عام 1947 ضد قرار تقسيم فلسطين الصادر عن هيئة الأمم المتحدة. من جهة ثانية، أقامت علاقات دبلوماسية مع إسرائيل خلال الخمسينات وقد تواصلت هذه العلاقات بين الدولتين لحين حصول فيدل كاسترو على مقاليد الحكم.


دعم كوبا للدول العربية ضد إسرائيل
ومع استلامه للسلطة، عيّن كاسترو سنة 1961 الدبلوماسي ريكاردو وولف سفيراً لكوبا بإسرائيل. وخلال الستينات، باشر باعتماد سياسة جديدة تميزت بتقارب غير مسبوق بين هافانا وإسرائيل.

في خضم حرب الستة أيام عام 1967، فضلت كوبا الحفاظ على علاقتها الدبلوماسية مع إسرائيل قبل أن تبدأ تدريجيا في التراجع عن ذلك.

وأثناء حرب الاستنزاف، قدمت كوبا مساعدات عسكرية لمصر، اقتصرت أساسا على إرسال الخبراء العسكريين، لمساعدتها في استرجاع سيناء. وأثناء مؤتمر دول عدم الانحياز المنعقد بالجزائر خلال شهر أيلول/سبتمبر 1973، اتخذت كوبا قرارا بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل.


إرسال عتاد عسكري
بحلول شهر أكتوبر/تشرين الأول 1973، لم تتردد كوبا في إرسال بعض العتاد العسكري والمقاتلين لمساعدة كل من مصر وسوريا بالحرب التي اندلعت بهجوم مفاجئ قادته القوات المصرية والسورية على مواقع الإسرائيليين بسيناء والجولان.

ومع نهاية الحرب، ظلت العلاقات الدبلوماسية الكوبية الإسرائيلية مقطوعة لسنوات عديدة. فضلا عن ذلك، ومنذ العام 1992، مثلت الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل الدولتين الوحيدتين اللتين صوتتا سنويا لصالح قرار الحصار المفروض على جزيرة كوبا.


مع انهيار الاتحاد السوفيتي، عادت العلاقات الدبلوماسية بين كوبا وإسرائيل بشكل تدريجي على الرغم من تواصل العداء بين البلدين. وعقب جملة من اللقاءات بين ممثلي البلدين، تحسنت العلاقات الإسرائيلية الكوبية منذ مطلع العام 2000.

الرابط المختصر:

مقالات ذات صلة