تأثير الهباء الجوي للتبغ المُسخّن على صحة الفم الأقل مقابل دخان السجائر التقليدية
• التعرض لدخان السجائر التقليدية يلحق أضراراً أكبر بالأنسجة الداعمة للأسنان وفقاً لأبحاث جديدة
في دراسة أجريت حول تأثير كل من السجائر التقليدية والمنتجات البديلة على الأنسجة الداعمة للأسنان، ثبُت أن التدخين التقليدي يزيد من خطر الإصابة بالتهاب اللثة بنسبة 85%، كما أنه يعزز فقدان الأسنان لدى المرضى الذين يعانون من هذا المرض.
وبينت الدراسة أن هذا الخطر يعزى إلى أن التعرض لدخان السجائر يقلل من حيوية وتكاثر وهجرة خلايا الفم، فضلاً عن تقليل إنتاج المواد الالتهابية التي تعد استجابة طبيعية من الجسم للإصابات أو العدوى، وإيقاف دورة الخلية، وبالتالي البدء بتسريع عملية فقدان الأسنان. في المقابل، يُظهر التعرض لهباء التبغ المُسخّن تأثيراً أقل ضرراً مقارنة بالتعرض لدخان التبغ المحترق. ولكن، هل يعد فعلاً بديلاً أقل ضرراً للمدخنين؟
للتحقيق في تأثير كل من هذين النوعين على صحة الفم، أجريت الدراسة على يد فريق من الباحثين من كرواتيا من مركز مستشفى جامعة رييكا السريري، وكلية طب الأسنان بجامعة رييكا، وكلية الطب والصحة الفموية بجامعة أوسييك.
وجاءت النتائج التي نُشرت في مجلة “Dentistry Journal” لتثبت أن التعرض لدخان السجائر التقليدية يلحق أضراراً أكبر بالأنسجة الداعمة للأسنان مقارنة بهباء التبغ المُسخّن، حيث أن تسخين التبغ بدلاً عن حرقه يؤدي إلى إطلاق مكونات ضارة أقل.
ولأغراض هذه الدراسة الاستقصائية، شمل الباحثون 66 مشاركاً، جميعهم من مرضى عيادة رييكا لطب الأسنان في كرواتيا، تتراوح أعمارهم بين 26 و56 عاماً (بمتوسط عمر 38 سنة)، 64% منهم كانوا من النساء. ولتنفيذ الدراسة، قسّم الباحثون المشاركين إلى ثلاث مجموعات وفقاً للعمر والجنس: مجموعة مشاركين غير المدخنين، ومجموعة مشاركين من مدخني السجائر التقليدية، ومجموعة مشاركين من مستخدمي التبغ المُسخّن.
وأشار الباحثون في الدراسة إلى أنه لم تكن هناك فروقات كبيرة في بروتوكولات النظافة الفموية أو تكرار تنظيف الأسنان بالفرشاة بين المجموعات الثلاث، فقد استخدم جميع المشاركين فرشاة الأسنان للعناية بنظافة الفم، بينما استخدم 23 مشاركاً (35%) الخيط السني، و20 مشاركاً (30%) فرشاة ما بين الأسنان، و17 متطوعاً استخدموا غسول الفم. وقد كان معظم المشاركين ينظفون أسنانهم مرتين يومياً (73%) أو ثلاث مرات أو أكثر (18%).
وكان كل من العمق الجيبي اللثوي الذي يعبر عن المسافة بين حافة اللثة وقاع الجيب اللثوي المحيط بالأسنان PD، والذي يعكس مدى تضرر الأنسجة الداعمة بسبب التهابات أو أمراض اللثة، وفقدان الارتباط السريري CAL، الذي يعكس مدى الفقدان الفعلي للأنسجة التي تربط الأسنان بالعظام ومدى تضررها وتراجع صحة اللثة، هما المؤشران الرئيسان للدراسة.