سقوط العروش الرقمية..كيف تهز حملات إزالة المتابعة عروش الشهرة وتجبر المشاهير على الانحناء أمام إرادة الجمهور؟
في عصر التكنولوجيا الرقمية، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي ساحة للمشاهير لعرض أنفسهم وبناء شهرتهم.
لكن مع انتشار حملات إزالة المتابعة، يبدو أن عروش الشهرة تزعزعت تحت أقدام أصحابها .
فما هي تلك الحملات وكيف تؤثر على عالم المشاهير؟
حملات إزالة المتابعة، أو ما يُعرف بـ “المقاطعة الرقمية”، تتمثل فكرتها في دعوة الجمهور إلى إلغاء متابعتهم لحسابات المشاهير على منصات التواصل الاجتماعي، كردِ فعلٍ على سلوكياتهم أو مواقفهم التي يرونها غير مقبولة.
تقف حملات إزالة المتابعة كدليل على القوة الهائلة التي يمتلكها الجمهور عبر الإنترنت.
فلم يعد الجمهور يكتفي بالمشاهدة، بل يمتلك الضغط الذي يُمكنه من تصحيح مسار المُؤثر الذي يتابعه لقضيةٍ ما.
وهذا ما يجعل هذه الحملات أداة فعّالة للضغط على المشاهير وتحفيزهم على تغيير سلوكياتهم.
لتأتي حملات إزالة المتابعة بتحذير واضح للمشاهير، إن لم تحترموا مشاعر الجمهور المتابع لكم ومن كان سبباً في إظهاركم وشهرتكم وتدعموا قضاياهم، يأتي الرد بجُملة من الإجراءات للتعبير عن رفضهم وعدم رغبتهم في دعمكم.
فمن خلال خسارة المتابعين، يفقد المشاهير ليس فقط الأرقام، بل يفقدون أيضًا جزءًا كبيرًا من الثقة والتأييد الذي كانوا يتمتعون به.
على الرغم من أن بعض المشاهير قد ينظرون إلى حملات إزالة المتابعة بانزعاج، إلا أنها في النهاية تعكس قوة الجمهور وتأثيرهم في توجيه السلوكيات.
وهذا يمكن أن يكون إشارة للمشاهير بأن الشهرة ليست فقط مسألة من الأرقام، بل هي أيضًا مسؤولية تجاه الجمهور وتبني القضايا الاجتماعية.
في النهاية، تظل حملات إزالة المتابعة تذكيرًا قويًا بأن الجمهور ليسوا مجرد مشاهدين بل هم أيضًا مشاركون في بناء وتشكيل عالم السوشال ميديا.
وبما أنهم يمتلكون القوة لتغيير مسار الشهرة، فإنه من الضروري على المشاهير تبني مواقف أخلاقية ودعم قضايا العدالة الاجتماعية لتحظى بدعمهم وتأييدهم.
بقلم : يسري السرغلي