رثاء الذكرى السنوية الثانية عشر للشهيد “عبد الباسط عودة”
بسم الله الرحمن الرحيم
”ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله
أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون“
صدق الله العظيم
الذكرى السنوية الثانية عشر
لاستشهاد البطل القسامي
عبد الباسط عودة
في العملية الإستشهادية
التي هزّت أركان
العدو الصهيوني
في ام خالد (نتانيا)
في فندق بارك
إليك .. يا عبد الباسط
ها نحن .. نحنُّ ونشتاق ..
ونلعن الفراق ونشتم الممات
اشتقنا إليك
واشتاقت عيوننا للقياك
ألم تكفك سنين على البعاد
ألم تشتق لهفتنا للعناق
بخلت علينا أن نراك طوال سنين
كنت كريماً .. حين اوصلت إلى السماء والأعناق
رفعت رؤوسنا عالياً ..
حين لحقت بالمصطفى والرفاق
نحنُّ إليك ونشتاق .. ألم تحنّ لنا ..
أم أن جنتك أنستك حضن أمك
وهزة كتفك من والدك
وخبزاً تقاسمته مع اخوتك
ألم تحنّ لنا ..
وقد عشنا هذه السنين
قلوب تعتصر ..
وصوت امك المنكسر
وذبحات صدر تشتعل
وزجاج دمع منتصر
ألم تحنّ لنا ..
ألم تكنك سنين
من تحت في وجهنا الحزين
فالزمن يرسم صورتك على جباهنا وغيّر كل شيء حتى ملامحنا وعيونك تسطر نفسها داخل عيوننا
وبسمة وجهك البستها لاخواتك وامك الحنونة
أم القلب القوي فكان من نصيب اي علّمك الرجولة
عطرك لا تدري كيف يعطرنا من غير أن يرش
من زجاجة مقفولة
تلك التي قلت عنها أنها لفت بشريط احمر
برائحة المسك معطر
كما قلت في سنتك الأولى
وسجادتك التي أصبحت غطاؤنا .. ووسادة دموعنا .. وماء وضوئك .. وكأنه مازال يملأ صنابير المياه .. وبه نغسل ذنوبنا ..
هل ترى كيف ظلمناك .. وقلنا أنك سافرت دون أن تودّعنا وأن نعتناك بأنك بخيل .. فقط لأن الجودَ هي من شيم الشهداء ..
وتطمع منك بالكثير ..
ولقاءك هو التاج لرؤوسنا ..
عبد الباسط كما كنا نناديك هنا .. لا ندري أن في الجنة تتغير الأسماء .. لتليق بساكنيها ..
لكنك ستبقى حاملاً اسم عبداً للباسط .. رب العالمين
لكننا قد تتغير أسماؤنا هناك ما عدا اسم المؤمنين
وأيضاً يكفينا أنك تشفع لنا .. والشفاعة بسبعين
وأنك تتزين هناك في أمان رب العالمين ..
وتعيش سعيداً بين الحور العين ..
ولن تكفينا زيارتك لنا في حلم الواهين ..
لنلتقي وكلنا شوق وحنين ..
وها هي الساعة تدق وتدق سنين ..
ولكي تشفع لنا مع الشافعين ..
أم هل تنتظر الساعة الكبرى لتدق ..
وانا قد اصبحنا منتظرين..
للقاء وجهك البهي في جنات النعيم ..
من امك كل الحب ..
من ابيك كل الرضى ..
من اخوانك كل الأماني في اللقاء ..
من اخواتك كل الأمل لتلفهن من حولك ..
من فلسطين رسالة بينك وبينها لا نعرف ما فحواها ..
من طولكرم نظرة رضى
وشكر يتبعه أمنية ودعاء
بأن تعود لبيت تربيت فيه
وتراب نسجت منه
ما زال يملأ الأجواء
وها نحن كلنا نحن ونشتاق
منا لك كل السلام
فنم قرير العين