رثاء الذكرى السنوية العاشرة للشهيد “صالح نصار”
في الذكرى
السنوية العاشرة لاستشهاد
المارد الفتحاوي الأصيل
الشهيد القائد الحاج
صالح نصار
(سيف الكتائب)
نقول قسماً
ان الصغير قد بكاك
والكبير يا رجلاً
اقسم على حب الارض
وبالقسم التزم
لطالما يا سيدي
ناديناك حيا
وها نحن نناديك شهيدا ً
بكتك السماء والارض والشجر والحجر
وقد مل من الصراخ القلم
سميح المدهون
يا سيد البندقية
يا صرخة مدوية
لقد شرفت الارض حين دفنت فيها
يا من في
استشهاده انظلم
دعني اختصر الدنيا
وما فيها لأجلك
لذا سأقول كلما واحدة
قسما قسما قسم أن لانهنئ بالحياة إلا وشبلا ً فينا قد انتقم
هي السنين إذا ً
سنين العمر تمضي بنا وأنت بسنين العمر تجري
فيا روحي بالحب لا تجهري
ها هي عشر أعوام تمضي وكأنها اللحظات لا لم ننسى صورتك نذكرك في سنابل القمح نسمعك في ضحكة الأطفال نشمك في عبير الورد نراك في حنين السافرين
نصافحك في غيرة الشرفاء نعانقك في حب رسول الله نرسمك في ملامح الفرسان
نقرؤك في يوم الكرامة معقود أنت
في نواصي الخيل
فهل تغيب وأنت في تفاصيل الحياة …
عزائي فيك الصمت
ولا شيء غير الصمت
ولما الدمع اذا ضمت
الأرض رمز الوفاء والعطاء
وما العزاء اذا فارق كريم من الكرماء لا تبكيك
فعادة العرب
لا تبكي النبلاء
لا تدفنوه فكيف يدفن وهو حي في قلبي
انا الذي أغمضت عيناك بعد الفراق ودموع عيناي لا تعرف طريقا ًَ للإنتهاء
أخي وقائدي وحبيبي صالح قرة وعيني ومليكي
فاضت العين بدمعها والقلب يعتصر
ألما ً وغصة
وتاهت الكلمات عن معانيها وصمت لساني
والقلم يخجل أن يكتب عنك وأورقي لا تحتوي اسمك على سطورها والصوت كله حزن وشجن فإني موقفا ً أقف اليوم وأنا اذكرك سيدي
عشر أيام مضت تمضي الساعات سريعة ولكن الفاجعة لا تزال
تسكن القلب
والبسمة غائبة عن شفاهنا لذكراك صالح
ما زال صوتك فينا ينادي
وبسمتك ووجهك الوضاء يشرق فينا كل صباح
أنت تخط فينا وجه المستقبل وترسخ الماضي الذي عرفناه معك
عشر أعوام مضت..
لكن شيئا لم يتغير…
ترفع عيناك إلى السماء بنظرة الراجي
بلقاء يسرة عند ربه
تدعوه أن يأخذك من دمك حتى يرضى وأن يختم لك هذه الحياة بمجد لا يكون لسواك
لم تكن الدنيا تعلم أن هذه آخر لحظات حياتك تمشي وينتظرك الموت على بعد بضع خطوات لكنه ليس كأي موت كانت خفافيش الليل ترسم المؤامرة والحاقدون يعدون وصاحبهم لاستقبالك وانت تبتسم في وجه الموت لتحيي بدمائك المسفوح ضمائر نسيت معنى الحياة…
لو صاغت أقلامنا عشرات الكلمات والمقالات لن تكتمل الصورة الجميلة للحالة الثورية التي عاشها شهيدنا والتي أشرقت بتلك النماذج المشرفة التي التصقت بالناس والبندقية
فكان سلما ً على أهله ومحبيه ونارا ً تحرق أعدائه
لقد عاش عزيزاً
ومات شهيدا ً
هو منارة العلم والثقافة والحضارة التي يهتدي إليها كل ضال
وأنت من علمنا الوفاء والانتماء
فكيف ننسى من زرع فينا حب الإنتقام اذ ظلمنا
نم قرير العين أخانا وحبيبنا صالح فقد تركت خلفك جيل من الأشبال المحبين والمخلصين لك وعهدا ً ووعدا ً أن نبقى على دربك ونهجك فاحيينا
فأنت باق فينا ما دامت الأرض والسماء
فلك الحمد
مهما استطال البلاء
ومهما استبد الظلم
أخوك المشتاق
من داخل قلاع الأسر
الأسير إياد نصر أبو صالح
وإخوانك وأهلك ومحبيك