“المبيدات الحشرية” تدمر إنتاج “عسل النحل” في دول غرب إفريقيا
تراجعت أعداد النحل في غرب إفريقيا إلى مستويات كبيرة بسبب استخدام المبيدات الحشرية، وهجمات الحشرات الآسيوية، إضافة إلى تغير المناخ وخاصة الجفاف الشديد الذي بات يؤثر سلبا على مناطق واسعة من غرب إفريقيا ابتداء من عام 2017.
ويجمع الخبراء على تعرض النحل لضربة قوية في منطقة غرب إفريقيا التي كانت موطنا رئيسيا له في القارة، ويؤكدون أنه يحتاج وقتا وجهودا مضنية من جميع الأطراف ليعود لوثيرة انتشاره وتواجده، فإن أكثر ما يهم المزارعين حاليا هو كيفية إعادة بعض أعداد النحل لحقولهم لضمان تلقيح جيد في مزارعهم ولو تطلب الأمر منهم استئجار خلايا النحل من مربي النحل، فهم موقنون أنه إذا لم يكن هناك نحل، فلن يكون هناك تلقيح، وبالتالي لن يحصلوا على الثمار الجيدة والغلة الكافية.
المبيدات تفقد النحل حواسه
فقد أدى تراجع اعداد النحل بغرب افريقيا الى تأثر المحاصيل الفلاحية واستبدال بعض الزراعات بأخرى أقل اعتمادا على التلقيح، حيث يلجأ بعض المزارعين الى تقليل المساحات المخصصة لزراعة أشجار الفواكه والمكسرات والخضروات واستبدالها بزراعة الأرز والذرة والبطاطس، مما تسبب في نقص بعض المنتجات وتأثر الأنظمة الغذائية.
ويتجاوز النحل في غرب افريقيا دوره في إنتاج العسل حيث ان الامر يتعلق بحماية جزء أساسي من النظم البيئية وضمان سبل العيش للمجتمعات الريفية، ورغم ذلك لا يزال هناك إصرار على المضي في الاتجاه الذي يهدد وجود باقي أسراب النحل، بسبب غياب الوعي والمراقبة حيث يتم تدمير الغابات وقطع الأشجار للحصول على الفحم واستعمال المبيدات الحشرية.
وحذرت الأمم المتحدة من تأثير الأنشطة البشرية على اسراب النحل، وأظهر إحصاءات حديثة أن معدلات انقراض الأنواع الحالية أعلى من المعدل الطبيعي بما يتراوح بين 100 إلى 1000 مرة بسبب التأثير البشري، حيث يواجه ما يقرب من 35% من الملقحات اللافقارية، وخاصة النحل والفراشات، خطر الانقراض العالمي.
وقالت الأمم المتحدة ان تغير المناخ والتلوث يعتبران السبب الرئيسي في تراجع اعداد النحل، واكدت ان تناقص اسراب النحل يهدد بتراجع إنتاج الغذاء ويزيد التكاليف ويفاقم ازمة انعدام الأمن الغذائي، لا سيما في المجتمعات الريفية.
وقالت الأمم المتحدة إن “ما يقرب من 90% من أنواع النباتات المزهرة البرية في العالم تعتمد، كلياً أو جزئياً، على التلقيح الحيواني، كما هو الحال بالنسبة لأكثر من 75% من المحاصيل الغذائية في العالم و35% من الأراضي الزراعية في العالم”.