لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

الذكرى الـ 26 لاستشهاد أسطورة الصمود ابراهيم الراعي



تلفزيون الفجر الجديد | يصادف يوم الجمعة الحادي عشر من نيسان، الذكرى الـ26 لاستشهاد إبراهيم الراعي، في أقبية تحقيق السجون الإسرائيلية عام 1988.

انتمى الشهيد الراعي إلى الجبهة الشعبية عام 1978، وكان قبل ذلك قد انخرط في النضال الوطني لسنتين من خلال النشاط الوطني العفوي، ومن ثم النشاط الوطني المنظم ليواصل مسيرة نضاله العفوية حتى قاده حسه الوطني إلى الجبهة الشعبية.

واعتقل الراعي في آب 1978 وحكم عليه بالسجن لمدة خمس سنوات، وانصقلت شخصيته داخل الأسر ككادر جبهاوي يتمتع بروح كفاحية عالية وصلابة عود وجرأة وشجاعة، وسلوك حياتي مفعم بحب الرفاق والمناضلين والشعب.

بعد أن أمضى الشهيد أربعة أعوام من مدة محكوميته أفرج عنه ضمن حملة إفراجات واسعة أجرتها سلطات الاحتلال الإسرائيلية بالتنسيق مع روابط القرى آنذاك، إلا أن الشهيد تمسك بمبادئه فرفض الصفقة، وقال للملأ في حفل إطلاق سراح الأسرى آنذاك 'إن هؤلاء لا يمثلون إلا أنفسهم وإن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني'، فما كان من سلطات الاحتلال إلا أن أعادته للسجن، ليكمل فترة محكوميته.

واعتقل الراعي مرة ثانية في كانون الثاني عام 1986، بتهمة نشاطاته الوطنية النوعية، وانتمائه للجبهة وأطرها الجماهيرية والطلابية، وصلتها المباشرة بمجموعة اتهمت بقتل جنود إسرائيليين، فخاض تجربة التحقيق الثانية بإرادة أقوى، ليعجز جهاز المخابرات الإسرائيلي كما المرة الأولى في انتزاع أي اعتراف منه، فعزل في زنازين الاحتلال لمدة 9 أشهر حسبما أورد مركز المعلومات الفلسطيني.

وصمد الراعي 58 يوما في زنازين التحقيق في سجن جنين حيث عذب بطريقة وحشية، وحكم بالسجن الفعلي لمدة سبع سنوات ونصف، ثم نقل إلى زنازين التحقيق في سجن نابلس القديم، ومنها إلى التحقيق في المسكوبية، كما تم نقله بين زنازين رام الله والمسكوبية خلال فترة التحقيق، وبقي قابعا في زنازين التحقيق لغاية 29/11/1987، مع العلم أن الشهيد كان مضربا عن الطعام طيلة فترة وجوده في المسكوبية ما عرض حياته للخطر.

ونقل الأسير إلى سجن الرملة بعد قرار المحكمة العليا الإسرائيلية وضعه في السجن الانفرادي لفترة غير محددة زمنيا، لأن وجوده خارج الانفرادي يشكل خطرا على 'أمن' إسرائيل، حسب ادعائهم، وخرج لأول مرة من أقبية التحقيق بعد قضاء 8 أشهر ومن قبلها أربعة أشهر أخرى، ولم يسمح له بتبديل ملابسه أو الاستحمام أو الحلاقة خلال فترة وجوده في السجن الانفرادي، حيث مكث هناك حتى تاريخ استشهاده 11/4/1988، وخلال تلك الفترة كتب رسالتين لأهله.

وقال المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر عوني فروانة عن الراعي في الذكرى الـ26 لاستشهاده "الراعي هو بمثابة دعوة لشحن الهمم وتعزيز ثقافة الصمود، فضَّل الموت والاستشهاد على الاعتراف وتقديم المعلومات المجانية عن المقاومة والبقاء على قيد الحياة، ذاك الشهيد الذي حفر كلماته الأخيرة على جدران زنزانته قائلاً " رفاقي ، قد يشنقوني وهذا ممكن وإن شنقوني فلن ينهي حياتي، وسأبقى حياً أتحداهم، وتذكروني سأبقى حياً وفي قلوبكم نبضات".

واضاف فروانة "لم يكن الشهيد الأسير " ابراهيم الراعي " يصل إلى هذه المكانة وأن يسطر تلك التجربة وأن يضحي بحياته من أجل الآخرين ، لولا تسلحه بقضيةٍ عادلة ، ومبادئٍ راسخة وقناعةٍ بحتمية الانتصار وإلمامه الكامل بكل أساليب التحقيق التي يمكن أن يتعرض لها وأن تمارس ضده".

رحل إبراهيم جسداً وبقىَّ حياً في قلوبنا ولم يَمت، ونموذجاً يُحتذى لكل الثوار الأحرار في الصمود الأسطوري والنضال المتواصل فعاش مناضلاً عنيداً معطاء، أسيراً شامخاً صامداً، منتصراً في كل المعارك التي خاضها، ومات كالأشجار وقوفاً".

عقب استشهاده فرضت سلطات الاحتلال منع التجول، ولم تسمح سوى لخمسة عشر شخصا فقط من أهله بالمشاركة في جنازته أو الصلاة على جثمانه.

الرابط المختصر: