لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

نور شمس: مخيم الذاكرة الفلسطينية



منذ بدء التصعيد الإسرائيلي العسكري على قطاع غزة، لم تفتأ إسرائيل في محاربة المقاومة الفلسطينية أينما وُجِدَت، فقامت بمحاصرة المخيمات الفلسطينية وقصفها ومحاولة تدميرها بُغيَةَ القضاء على ما أسمتهم المطلوبين.
والحقيقة ان المخيمات هي الدليل على التهجير والتشريد المستمر للفلسطينيين، وفي مخيم نور شمس، شنت قوات الاحتلال منذ السابع من أكتوبر وبشكل متواصل عمليات عسكرية شملت اقتحام المنازل وتفتيشها، وتدمير البنية التحتية، واعتقال العشرات من الشباب الفلسطيني، بالإضافة إلى فرض حصار خانق على المخيم ومنع دخول المواد الأساسية، مما زاد من معاناة السكان وأدى إلى تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل كبير.
يقول سليمان الزهيري أحد قيادات مخيم نور شمس لتلفزيون الفجر يتعرض مخيم نور شمس لتجربة قاسية وصعبة، لم يشهد لها مثيل منذ إنشائه عام 1952، فقد تعمد الاحتلال الفاشي إحداث ما يشبه الزلزال، بعد ارتكابه جرائم التدمير والتفجير والتجريف للممتلكات الخاصة والعامة، اذ قدر حجم الخسائر بهدم 70 منزلا بشكل جزئي او كلي، اضافة الى تجريف 80 منشأة تجارية، في مشاهد فظيعة تحاكي ما يحصل في غزة الآن، من تهجير قسري وتشريد وارتكاب جرائم العقوبات الجماعية وجرائم ضد الإنسانية، في سابقة تشي بنوايا تهجير مخططة فالاقتحامات والاجتياحات اليومية لم تتوقف وآثارها التدميرية في تصاعد.
ويضيف الزهيري باختصار شديد، مخيم نور شمس أصبح منطقة منكوبة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، ويحتاج إلى تجنيد إمكانيات مالية ومادية لإعادته إلى الحياة، كجزء من سعينا لتعزيز بقائه ودعم صموده. لذلك، نتوقع من الحكومة إعلانه منطقة منكوبة وهذا يتطلب توفير إغاثة طارئة وعاجلة تشمل توفير فرق مهنية من مختلف التخصصات، وتقديم كافة الإمكانيات والموارد لإصلاح وتجديد شبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي، وتأهيل الشوارع لتصبح قابلة للتنقل.
وتابع الزهيري خلال حديثه رغم الإغاثة العاجلة التي تقدمها البلديات والمؤسسات المحلية وفي مقدمتها بلدية طولكرم والتي تبذل قصارى جهدها لإعادة الحياة للمخيم، إلا أن حجم الدمار والتخريب فاق إمكانياتها وقدراتها، لذلك مطلوب تضافر كل الجهود الرسمية والوطنية لتقديم العون والإغاثة، خاصة في مجال الإيواء لمن فقد منزله، وكذلك في مجال إعادة تأهيل الطرق والشوارع المدمرة
وأشار إلى أنه يتوقع من الجهات الرسمية ذات العلاقة سرعة الاستجابة لنداءات الاستغاثة، حتى يتم تخفيف الأعباء المعيشية عن كاهل المواطن الذي يعاني من آثار الاعتداءات المدمرة والمتكررة لتعزيز صموده وثباته في المخيم.
وأكد الزهيري عدم استغرابه أبدا ارتكاب المزيد من المجازر ضد أبناء شعبنا، فهو من واقع حقده، يرى في الطفل الفلسطيني وأمه وأخته وأخيه تهديداً وجودياً وشيكاً لكيانه فما يحصل اليوم من جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية وتطهير عرقي، ما هي إلا محاولات يائسة للاقتلاع والتهجير، وما هي إلا صفة ملازمة للعقلية الصهيونية التوسعية الحاقدة.
هذا واختتم الزهيري حديثه برسالة لأهل مخيم نور شمس، لن نخذلكم، ولن نتخلى عن واجبنا، وسنبقى معكم نساندكم ونؤازركم وندعمكم، حتى نعيد المخيم إلى الصورة التي نتمناها جميعاً.

بقلم : مرام كنعان وهناء خلايفة.

الرابط المختصر:

مقالات ذات صلة