
مليون شيقل وأكثر لاحتضان نازحي المخيمات.. ملحمة إنسانية عنبتاوية في زمن الأزمات
مع مرور شهرين على تشكيل لجنة طوارئ عنبتا لإغاثة النازحين من مخيمي طولكرم ونورشمس، والتي انطلقت من دافع انساني وطني مشارك لآلام أبناء شعبه وأزماته لا تزال تواصل جهدها وعملها بمشاركة الكل العنبتاوي المقيم والمغترب.
حيث بدأت اللجنة أعمالها منذ اللحظة الأولى لنزوح المواطنين من مخيم نور شمس تجاه بلدة عنبتا، ملبيةً نداء الاحتضان وتأمين المسكن ولوازمه والغذاء والأدوية وكل المستلزمات المطلوبة.
حيث وضّح رئيس لجنة الطوارئ م.ثابت اعمر بأن عدد النازحين في عنبتا وصل إلى 1000 شخص موزعين على مراكز إيواء تم تجهيزها من قبل لجنة الطوارئ وهي: مقر المحكمة سابقاً، مركز عنبتا الثقافي، جمعية عنبتا الخيرية النسائية، ديوان آل اعمر، ديوان الفقهاء” “ديوان ال ملحم” الذي تم استخدامه كمستودع للجنة الطوارئ إضافة إلى الشقق السكنية لدى المواطنين في عنبتا. مؤكداً بأن اللجنة العليا للطوارئ شملت لجان فرعية “تحضيرية، مالية، توزيع، أرشفة” الامر الذي ساهم جلياً في نجاح العمل وتحقيق الهدف الأسمى وهو “الاحتضان الآمن والأسمى واللائق بأبناء شعبنا”.
وعن الجانب المالي، أشار م.اعمر بأن قيمة ما تم انفاقه حتى تاريخ الخامس من نيسان 2025 بلغ 1.105.802 شيقلاً شملت خدمات تجهيز مراكز الايواء من فرشات واغطية وكهرباء ومياه، خدمات صحية كالادوية والمختبرات والفحوصات الطبية، الوجبات الغذائية الجاهزة والطرود التموينية، فعاليات ترفيهية واجتماعية. مؤكداً بأن كل الخدمات السابقة قد ساهمت بتوفيرها للجنة جملة من المؤسسات العنبتاوية “البلدية، الهلال الأحمر الفلسطيني، مستودعات لجنة الطوارئ، مركز واصل، جمعية دار الكوثر لرعاية المسنين، المطبخ العالمي، شركة عزيزا، لجنة زكاة عنبتا، جمعية عنبتا النسائية الخيرية، الجمعية الزراعية، جمعية المنفعة العامة، نادي عنبتا الرياضي” إضافة إلى مؤسسات ووزارات حكومية مثل وزارة التنمية الاجتماعية، ومتبرعين وأصحاب خير ومحال تجارية من داخل عنبتا وخارجها.
اجتماعياً ووطنياً، أشار منسق لجنة الطوارئ السيد علاء أديب فقها بأن عنبتا استطاعت ولا تزال منذ بداية الازمة تشكيل نموذج وطني فلسطيني موحد ملتف حول قضية اللاجئين والمخيمات، على الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الشعب الفلسطيني فلقد قدم الكثير من أبناء عنبتا الدعم المادي والذي تم توظيفه في إدارة المصاريف التشغيلية اللازمة لاستمرارية عمل اللجنة تجاه أهدافها السامية بحق النازحين. فقد قدموا كل ما يمكن تقديمه مبادرين بكل حب وعطاء لا ينتهي، وأكد بأنه بمجرد اطلاق اللجنة سارع الكل العنبتاوي المغترب للتواصل ومد يد العون. مشيراً إلى جانب مهم وهو التطوع حيث بيّن أن الشباب قدموا شكلاً هاماً من أشكال التطوع سواء في الاعداد والتخطيط أو التوزيع.
ختاماً أعربت اللجنة ممثلة برئيسها وأعضائها كامل شكرها لكل من كان جزءاً في دعم اللجنة مادياً ومعنوياً أفراداً ومؤسسات كون عنبتا رسمت لوحة فلسطينية وطنية هامة خلال الأزمة خاصة وأنها واجهت العديد من التحديات والمشكلات لكنها استطاعات تحقيق هدفها في تأمين الأساسيات والضروريات لأبناء مخيمي طولكرم ونور شمس.
داعية اللجنة كافة الجهات الرسمية إلى ضرورة الاهتمام بتحديات اللجان المختصة بالطوارئ حتى يتسنى لها الاستمرارية في ظل استمرار نزوح السكان من المخيمات ومواصلة الاحتلال باجتياحه لطولكرم ومخيماتها.
واعدةً اللجنة النازحين والمواطنين أن تواصل جهدها بكل همة وجدية كما بدأت وفق الأصول وستواصل مسيرتها الوطنية والإنسانية حتى نهاية أزمة النزوح في طولكرم.