
لقاء على شرف الأول من أيار جمع القيادات النقابية “شبابية ونسوية” من مختلف فصائل اليسار بعنوان ” الحركة النقابية الفلسطينية إلى أين “
افتتح اللقاء الأمين العام لإتحاد النقابات الجديدة السيد محمد بليدي مرحبا بالحضور الكرام مؤكدا على أهمية عقد هذا اللقاء للوقوف على تحديات وآمال الحركة النقابية وما الذي يجب فعله خاصة في ظل الأزمة التي تعصف بالشعب الفلسطيني بكل مكان ، ثم استعرض البليدي التاريخ النضالي والنقابي الفلسطيني ببعض المحطات الفاصلة منذ ما يقارب قرن من الزمن حتى الآن وتطرق خلال ذلك لأول عمل نقابي في فلسطين من خلال نقابيين سكة الحديد ثم إنشاء جمعية العمال العربي عام 1925 وكيف أفضى هذا لتوسع العمل النقابي في فلسطين ورفده بالعديد من قيادات تلك المرحلة ، إضافة لتأكيده على تلاحم العمل النقابي والوطني وعدم القدرة على الفصل بين هذا وذاك ، وكيف أن التطور الطبيعي للعمل الوطني الفلسطيني موازيا للعمل النقابي أفضى لتشكيل منظمة التحرير الفلسطينية التي مثلت الشعب الفلسطيني بكافة اماكن تواجده حيث كان الاتحاد العام لنقابات العمال في الضفة الغربية الذي قاده الشيوعيين في ذلك الوقت إلى الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني عام ٧٣ وبمحضر مسجل جرى التصويت عليه .. كان ذلك قبل اعتراف الجامعة العربية في المنظمة .. وكيف أن الصبغة القومية والوطنية لم تسقط خلال كل هذه المحطات .
مؤكدا في الختام على ضرورة تحديد بوصلة مشتركة لعمل الحركة العمالية الفلسطينية وضرورة إتحادها على وجهة واحدة وعمل مشترك .
بينما أشاد حكم طالب عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني خلال مداخلته بإتحاد النقابات الجديدة خلال السنوات السابقة مؤكدا على أهمية عقد هذا اللقاء لمراجعة الحالة العمالية في فلسطين وتقييم واقع الحركة النقابية وتحليل أسباب عدم النجاح حتى اللحظة بتوحيد الجهود العمالية والنقابية عازيا إحدى أسباب عدم توحيدها إلى غياب مفهوم الديمقراطية سواء داخل الاتحادات النقابية أو داخل الأحزاب السياسية التي تشكل منطلقا لهذه الاتحادات والنقابات إضافة للتأثيرات السلبية للانقسام الفلسطيني التي أوقفت نمو التطور النقابي والقانوني في فلسطين ، وطالب بفتح حوار مفتوح حول قانون العمل النقابي مختتما مداخلته بشرح مدى سوء وضع العامل الفلسطيني بشكل كبير حاليا والذي يعود على ضعف العمل النقابي العمالي .
بينما استعرض عمر زيدان أمين سر حزب فدا بطولكرم دور التنظيمات السياسية بتحويل العمل النقابي والنقابات إلى واجهات سياسية لها ولأهدافها وإلى دور رأس المال بمنع تحقيق قانون الضمان الاجتماعي مستعرضا كذلك سوء دور الحكومة الفلسطينية فيما يتعلق بموضوع العمال والحركة العمالية والأسوء من هذا على حد تعبيره هو صمت الحركات السياسية والنقابية على هذا الأداء السيء .
وابتدأ سهيل السلمان ممثل النقابة الوطنية للعمل الأهلي مداخلته بعنوان اللقاء الذي يعبر بطريقة غير مباشرة عن مدى تشوه الحركة العمالية في فلسطين ، مؤكدا على ضرورة فهم وتوضيح والفصل بين دور كل من الأحزاب السياسية والنقابات العمالية وكيف أن العمل السياسي والنقابي خطان لا يمكن الفصل بينهما ولكن ما يجب الفصل به هو التداخل غير المفهوم بين هدف الحزب السياسي الذي يسعى للوصول الى السلطة وهدف النقابات العمالية التي تهدف الى احداث تطور في علاقات العمل حيث ان اختلاف أهداف كل منهما لا يعني انفصالهما بل يعني التكامل كجناحي الطير حيث تمثل الحركة النقابية جناح وطريقتها السياسية .. الحزب السياسي .. الجناح الاخر ، إضافة لضرورة تحديد الموقع من وسائل الإنتاج لما لها من تأثيرات على سير ونزاهة العمل النقابي ، كما واستهجن السلمان خلال اللقاء بقبول الكثير من النقابيين أن يكونوا حجرا في لعبة سياسة أو أداة لتنفيذ أجندات سياسية لصالح أحزب سياسية ، وتطرق خلال مداخلته لأهمية الفرق بين العمل النقابي والجمعيات الخيرية وأن أهم ما يميز العمل النقابي هو تبنيه للفكر الثوري ، مختتما بضرورة توعية الطبقة العاملة بما لها وما عليها وتحويلها من طبقة في ذاتها لطبقة لذاتها .
وأكدت حنان السلمان مديرة جمعية المركز التنموي للمرأة الفلسطينية خلال اللقاء على أهمية الوقوف بشكل جدي وفعلي وفوري للوضع الحالي للعمال وكيف تدهور بشدة منذ ما يقارب عامين متسائلة عن مقدرة القيادات النقابية بطولكرم للسعي بتغيير الأوضاع عبر تمثيل نقطة انطلاق مختلفة تكون حجر أساس لتغيير الوضع القائم وتوحيد العمل النقابي .
وأشاد محمد علوش عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني بالنقابات الجديدة على عقد هذا اللقاء الهام وبأنه فرصة هامة لمراجعة الواقع العمالي بكافة مكوناته وخاصة في هذه الفترة الحرجة التي يمر بها شعبنا وحركته العمالية.. التي ربما تكون من أسوء المحطات التي تعبر عن الواقع العمالي ، واستهجن علوش هيمنة الأنظمة الحاكمة على الاتحادات العمالية بشكل عام مشيراً إلى أن واقع الحركة العمالية في فلسطين لم يتغير كثيراً عبر التاريخ لعدم حصوله على حريته التامة من كل ما يقيده ، كما وتطرق لنشأة إتحاد النقابات الجديدة وكيف مثلت هذه النشأة خطوة كبرى في المسار الصحيح ولكن يجب المراكمة عليها ورفدها بخطوات أخرى لتقوية وتحسين واقع هذا الإتحاد الذي يعبر عن تطلعات الحركة العمالية ، مستعرضا خلال مداخلته أبرز التحديات التي واجهت الحركة النقابية وعلى رأس هذه التحديات منظمة العمل الدولية لدورها بإفساد جوهر العمل النقابي وحرفه عن قيمه ومساره الصحيح مختتما بالتأكيد على أن وحدة الحركة العمالية الحقيقية هي جوهر قوتها لمواجهة كل التحديات التي من الممكن أن تعصف بها .















