لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

سنجدهم في غرف نومنا..



رامي مهداوي
ما حدث في بلدة حوارة سيحدث مرة أخرى وفي قرى فلسطينية أيضاً للأسف، هذا الأمر ليس بحاجة الى دلالات أو براهين لتأكيد ذلك، فتصاعد الأعمال الإرهابية من قبل المستوطنين الإسرائيليين بتزايد وبأشكال عنيفة أكثر من قبل، وبحماية ليس فقط من جيش الإحتلال وإنما من الدولة ذاتها التي تنادي بمحو بلدة حوارة بأصوات عدد من أعضاء حكومتها.
المراقب للأحداث يجد أن المستوطن أصبح يستبيح جميع مكونات الحياة الفلسطينية، وتأثيراته على حياتنا كشعب تحت الإحتلال تتزايد ووصلت مرحلة جديدة سيكون لها تأثير على شكل مستقبلنا وصراعنا معهم وأدواته المختلفة التي نجهل التعامل معه ونكتفي فقط بالتصريحات!!
حتى تصريحات المسؤولين والقيادات بمختلف الوانهم لم ترتقي الى مستوى الحدث الإجرامي كأنه حدث عابر وإنتهى، هنا أقول إن ما حدث في حوارة مأسس لعمليات أخرى سيتم تنفيذها من قطعان المستوطنين ستكون نتائجها الكثير من الضحايا، فالرد الفلسطيني كان فاتر وحتى على الصعيد العالمي كان خجولا ليس أكثر.
قطعان المستوطنين أصبح لديهم قدرة الهجوم على القرى الفلسطينية وإغلاق الطرق، فهم الآن ليسوا مجرد قطعان على هامش دولة الإحتلال بل هم ميليشيات منظمة؛ ما فعله المستوطنين في حوارة سيتكرر في مناطق أخرى، في مساعٍ واضحة لتهجير الناس وإرهابهم بالمجازر والاعتداءات المتنوعة الواسعة، وهو ما يعيد إلى الأذهان أسلوب عصابات الإجرام الصهيونية “الأرجون والهاجاناة” في افتعال المجازر لتهجير الفلسطيني والإستيلاء على أرضه.
برأيي أن محرقة حوارة كانت منظمة جيدًا، خلفها يقف الوزيرين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير ونوابًا من حزبيهما (الصهيونية الدينية والقوة اليهودية)، بدعم مثيري الشغب اليهود في حوارة والدفع نحو مزيد من العنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية.
أحداث حوارة وفلتان المستوطنين في القرى الفلسطينية، أيضاً لا يعني فوضى ناجمة عن فوضوية حكومة الإحتلال، لأن الاستيطان بات محلّ إجماع داخل الخريطة السياسية الصهيونية، رغم خلاف قواها وأحزابها على هوية نظام الدولة القائم حاليا. بالتالي نحن نواجه إحتلال وليس حكومة أو أشخاص كما يروج الآن في أغلب وسائل الإعلام!!
ما بعد ليلة المحرقة يجب أن يكون ليس كما قبلها، فالقادم أصبح واضحاً على الرغم أننا كنا نعلم بأنه سيحدث، وكالعادة يترك الفلسطيني وحده ليصمد أمام العدوان الصهيوني، لهذا إن لم يكن هناك إستراتيجية وطنية من الكل الفلسطيني للمواجهة والصمود في وجه ميليشيات المستوطنين والإكتفاء بالتصريحات والإستغاثة والنداءات سنجدهم قريباً في غرف نومنا.

الرابط المختصر:

مقالات ذات صلة