قرية جالود في مرمى الاعتداءات: صراع من أجل الأرض والبقاء
في قلب الضفة الغربية، جنوب مدينة نابلس، تقع قرية جالود، التي باتت تواجه تصاعدًا في الاعتداءات من قبل المستوطنين الإسرائيليين. هذه الاعتداءات تتكرر بشكل خاص خلال موسم قطف الزيتون، وتستهدف الأراضي الزراعية والمنازل، بهدف تهجير الأهالي والسيطرة على المزيد من الأراضي.
قال رائد الحج محمد، رئيس مجلس قروي جالود، لتلفزيون الفجر: “خلال الأسبوع الماضي، كانت هناك أربعة اعتداءات من قبل مجموعات كبيرة من المستوطنين، في الهجوم الأخير شارك ما يزيد عن مئة مستوطن مسلح، وقاموا بالاعتداء على المزارعين أثناء عملهم في قطف الزيتون، وهو موسم حيوي بالنسبة لنا، حيث تعتمد القرية بشكل كبير على محصول الزيتون كمصدر رئيسي للدخل، قاموا بحرق ما لا يقل عن أربعين دونمًا من أراضي الزيتون وطردوا المزارعين بالقوة.”
الوضع الأمني المتدهور في جالود
وأكد الحج محمد أن الاعتداءات على القرية ليست بالأمر الجديد، لكنها تفاقمت بشكل غير مسبوق في الأسبوع الأخير.
وأوضح: “الهجمات ليست فقط على الأراضي، بل طالت منازل الأهالي أيضًا. المستوطنون يسعون بشكل واضح إلى تهجيرنا من أراضينا ومن منازلنا، لكننا لن نتخلى عن أرضنا مهما كانت الضغوطات.”
الصراع على الأرض والتهجير القسري
وأشار الحج محمد إلى أن المستوطنين يستهدفون قرية جالود بسبب مساحاتها الزراعية الشاسعة، ومحاولاتهم المستمرة للسيطرة على المزيد منها “تم الاستيلاء على 17 ألف دونم من أراضينا لصالح المستوطنات، ونحن محاصرون من ثلاث جهات، هذا الحصار يعيق وصولنا إلى أراضينا ويزيد من معاناتنا اليومية.”
التحديات اليومية في ظل الحصار
وبيّن الحج محمد أن الحصار المفروض على القرية يجعل حياة السكان أكثر صعوبة، حيث أصبح التنقل داخل وخارج القرية تحديًا كبيرًا، مضيفًا “حتى الوصول إلى محاصيل الزيتون أصبح أمرًا مستحيلًا، إذ فقدنا القدرة على الوصول إلى 80% من الأراضي الزراعية العام الماضي، ونواجه نفس التحدي هذا العام.”
رمزية شجرة الزيتون
يرى رائد الحج محمد أن شجرة الزيتون ليست مجرد مصدر للرزق، بل هي رمز للصمود والمقاومة الفلسطينية، “شجرة الزيتون تمثل ثباتنا وتجذرنا في هذه الأرض، المستوطنون يعرفون ذلك، ولذلك يحاربوننا من خلال تدمير هذه الشجرة وحرق حقولنا هم يدركون أن الزيتون هو جزء من هويتنا وثقافتنا، ولذلك يسعون بكل جهدهم لاقتلاعنا من جذورنا، ولكن رغم كل هذا، نحن متشبثون بأرضنا وسنستمر في الدفاع عنها بكل ما نملك.”
الحياة تحت الخطر المستمر
وأكد الحج محمد أن الاعتداءات المستمرة تمثل خطرًا كبيرًا على حياة سكان جالود، قائلاً: “حرق المنازل المأهولة بالسكان هو تطور خطير، هذه الاعتداءات لم تعد تستهدف الأراضي فحسب، بل بدأت تمس بيوتنا مباشرةً، والمستوطنون يسعون إلى بث الرعب بين الأهالي وإجبارهم على ترك بيوتهم، ولكننا نؤكد أننا لن نرحل، نحن هنا لنبقى مهما كانت الضغوطات.”
نداء لدعم دولي ومحلي
وفي ختام حديثه، وجه الحج محمد نداءً إلى المجتمع الدولي والمحلي لدعم صمود القرية في مواجهة هذه التحديات، قائلاً: “نحن بحاجة إلى وقوف المجتمع المحلي والدولي إلى جانبنا، الاعتداءات التي نتعرض لها ليست فقط هجومًا على جالود، بل هي هجوم على الهوية الفلسطينية بأكملها، يجب على الجميع التحرك لوقف هذه الانتهاكات المستمرة، وتوفير الحماية للمزارعين الذين يواجهون خطرًا يوميًا أثناء عملهم في أراضيهم.”
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.