مخيمات طولكرم ونور شمس تحت وطأة العدوان الإسرائيلي: دمار مستمر وأزمة إنسانية حادة
مرام كنعان – تلفزيون الفجر| تعيش مخيمات طولكرم ونور شمس تحت وطأة عدوان إسرائيلي متواصل، حيث أصبح الدمار جزءًا لا يتجزأ من حياة سكانها الحصار والتدمير الذي يعصف بمنازلهم وسبل عيشهم، يطاردهم بشكل يومي، مما يجعلهم يعيشون في خوف دائم من الغدهذه المخيمات، التي كانت يوماً ملاذًا للاجئين، أصبحت اليوم مكانًا لذكريات الحروب والدمار، حيث تختلط أصوات الانفجارات والنيران مع صرخات الأطفال الذين فقدوا الأمان.
يقول مراسل تلفزيون الفجر يزن حمايل خلال حديثه لبرنامج طلة فجر أن العدوان الإسرائيلي الأخير على مخيمي طول كرم ونور شمس أسفر عن دمار واسع وأزمة إنسانية خانقة.
وأوضح حمايل إن الاقتحام كان عنيفاً ومدروساً، حيث شهد دخولاً كثيفاً للقوات الإسرائيلية مدعومة بآليات ثقيلة وجرافات، مما أدى إلى تخريب الطرق والمرافق العامة، وتدمير شامل للبنية التحتية، بما فيها شبكات المياه والكهرباء. وأضاف أن الهجوم تسبب بحالة من الذعر بين الأهالي، خاصة الأطفال، الذين هرعوا من منازلهم وسط إطلاق النار والانفجارات.
وأشار حمايل إلى أن الاقتحام لم يكن مجرد حملة عسكرية عابرة، بل كان استعراضاً للقوة هدفه تخويف السكان وإرهابهم، حيث شملت العمليات استهداف الطرقات والمباني بشكل ممنهج، الأمر الذي أدى إلى عزل المخيمين عن محيطهما وعرقلة وصول خدمات الإسعاف والدفاع المدني. وأوضح أن الهجوم وقع في وقت مبكر من اليوم، ما تزامن مع خروج الأطفال إلى المدارس والأهالي إلى أعمالهم، متسبباً بحالة من الفوضى والخوف.
من جانبه، قال فيصل سلامه، رئيس لجنة خدمات مخيم طولكرم، إن الوضع الحالي لا يمكن وصفه إلا بـ الكارثي”. وأضاف أن العدوان استهدف بشكل أساسي المحال التجارية والمنازل، في محاولة لضرب الاقتصاد المحلي وتهجير السكان.
وأوضح سلامه أن الاحتلال دمّر العديد من المحلات التجارية الحيوية، مثل محلات البقالة والسوبر ماركت، والتي يعتمد عليها الأهالي في تأمين احتياجاتهم اليومية. وتابع بأن الجرافات الثقيلة قد هدمت بعض المتاجر، بينما أُضرمت النيران في محال أخرى، ما أدى إلى إحراق بعضها بالكامل.
وأشار سلامة إلى أن العديد من الأُسر باتت بلا مأوى بسبب تهدم أجزاء كبيرة من بيوتهم، مؤكداً على صعوبة توفير المواد اللازمة لترميمها مع اقتراب الشتاء وإن الأبواب والنوافذ تحطمت، ولا تتوفر لدى السكان السيولة المالية الكافية لإعادة ترميم منازلهم، لافتًا إلى غياب أي دعم مالي من المؤسسات الوطنية أو الدولية حتى الآن للمساعدة في إعادة البناء.
وفي ذات السياق، أعرب رئيس قسم الطوارئ في بلدية طولكرم، السيد حكيم أبو صفية، عن حجم المعاناة التي تواجه فرق الطوارئ في التعامل مع الأضرار التي خلفها العدوان الإسرائيلي على مخيمي طولكرم ونور شمس. وأوضح أبو صفية أن الاحتلال استهدف البنية التحتية بشكل ممنهج، مع تركيزه على شبكات المياه والصرف الصحي، الأمر الذي فاقم الأزمة الإنسانية داخل المخيمات. وقال: “تعرضت شبكات المياه لدمار شامل، مما أدى إلى انقطاع طويل للمياه في عدة مناطق، واضطرت الفرق للقيام بأعمال ترميم مؤقتة تضمن على الأقل توفير بعض المياه للأهالي، لكن الوضع ما زال بعيداً عن الطبيعي”.
وأشار إلى أن هناك صعوبات كبيرة تواجه فرق الطوارئ في الوصول إلى المناطق المتضررة بسبب الطرقات المدمرة التي تعيق حركة المعدات والفرق العاملة، موضحاً أن فرق البلدية تعمل على مدار الساعة لمحاولة إيجاد حلول مؤقتة وفتح طرق بديلة للتخفيف من معاناة المواطنين.
و بيّن أبوصفية أن التنسيق جارٍ مع وزارة الأشغال العامة والإسكان، لكن حجم الأضرار يفوق بكثير الإمكانيات المتاحة محلياً وان الوضع الحالي يتطلب دعمًا دوليًا كبيرًا، خاصة أن الدمار ليس مؤقتًا، بل هو نهج ممنهج يهدف إلى تدمير الحياة داخل المخيمين”.
وأشار أبوصفية إلى أن عمليات الإصلاح قد تستغرق شهوراً نظراً لحجم الأضرار الهائل مؤكداً على ضرورة الإسراع في توفير دعم عاجل لسكان المخيمين، مشيراً إلى أن الوضع يتطلب تدخلًا سريعًا وشاملًا لإعادة الحياة إلى طبيعتها داخل المخيمات، وتخفيف وطأة الأزمة الإنسانية المتفاقمة التي يعيشها الأهالي.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.