طفولة تحت الحصار: معاناة أطفال غزة بين القصف والجوع والحرمان
مرام كنعان – تلفزيون الفجر| بين ركام المنازل وصدى الانفجارات، يعيش أطفال غزة حياةً تخلو من ملامح الطفولة هنا، لا مكان للأحلام، ولا وقت للألعاب، فالحرب فرضت واقعًا قاسيًا جعل من الطفولة عبئًا لا حقًا طبيعيًا وفي ظل القصف المتواصل والحصار المشدد، يُحرم الأطفال في غزة من أبسط حقوقهم، ويكافحون يوميًا من أجل البقاء وسط دمار لا ينتهي طفولتهم باتت مشهدًا حزينًا، حيث يسلب العنف براءتهم ويزرع في قلوبهم خوفًا دائمًا، ليبقى العالم شاهدًا صامتًا على معاناة جيل كامل من الأطفال.
يقول الصحفي حمزة حماد، خلال حديثه لتلفزيون الفجر ،إن الأطفال في غزة يعيشون وضعًا مأساويًا تحت القصف والعدوان المستمرين، واصفًا طفولتهم بأنها “محكوم عليها بالموت”.
وأوضح حماد أن مقاله جاء كمحاولة لنقل صورة حقيقية عن المعاناة التي يواجهها الأطفال في قطاع غزة، حيث يعانون من القتل، والتجويع، والنزوح القسري، والحرمان من أبسط حقوقهم الأساسية.
وأضاف أن المجتمع الدولي لم ينجح في حماية الأطفال الفلسطينيين من الاعتداءات والانتهاكات التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي، موضحًا أن الأوضاع الإنسانية للأطفال في القطاع باتت مرعبة في ظل التواطؤ الدولي الصامت.
وأفاد حماد باستشهاد أكثر من 17 ألف طفل منذ بدء العدوان الإسرائيلي، بالإضافة إلى آلاف الحالات الأخرى التي تعاني من أمراض ناتجة عن نقص الغذاء والمياه النظيفة، مثل أمراض سوء التغذية والعديد من الأمراض الجلدية المعدية التي انتشرت بشكل واسع بين النازحين في المخيمات.
وأشار أن هناك أكثر من 40 ألف طفل محاصر في شمال قطاع غزة، يفتقدون الطعام والدواء، ويعيشون في بيئة مدمرة غير صالحة للسكن بفعل القصف والدمار.
وبين حماد أن المناطق الشمالية في قطاع غزة أصبحت منكوبة وغير صالحة للسكن، حيث يواجه الأطفال في تلك المناطق عمليات قصف مستمرة، ويعيشون تحت حصار شامل يمنع دخول أي مساعدات إنسانية، بما في ذلك الغذاء، والدواء، والحليب، والوقود الذي يشغل محطات التحلية ويؤمن المياه الصالحة للشرب إضافة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يتعمد جعل حياة الأطفال صعبة وقاسية، حيث يمنع توفير التطعيمات الأساسية لهم، ويعرقل كل محاولات الدعم الإنساني.
وأكد حماد أن العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة يهدف إلى حرمان الأطفال من أبسط حقوقهم، مثل الحق في الحياة، والأمن، والصحة، والتعليم. وقال إن هذا الحصار والحرب خلّفا آثارًا نفسية واجتماعية مدمرة على الأطفال، إذ يعانون من اضطرابات نفسية وصدمة عاطفية بسبب مشاهد القتل والدمار المستمرة.
وأفاد بأن هناك حالات كبيرة وصلت إلى مستشفيات قطاع غزة، حيث يعاني الأطفال من سوء التغذية والانهيار النفسي، مشيرًا إلى أن الحرب المستمرة منذ أكثر من أربعين يومًا تسببت في وفاة عشرات الأطفال نتيجة نقص الغذاء وسوء التغذية.
وأشار حماد إلى أن الأطفال في غزة لا يملكون بيئة آمنة يعيشون فيها أو يتعلمون فيها، مؤكدًا أن العام الدراسي الثاني بدأ وهؤلاء الأطفال ما زالوا بلا مدارس وبلا بيئة تعليمية، في ظل قصف الاحتلال للمؤسسات التعليمية ومنع إنشاء مدارس مؤقتة. وذكر أنه حتى عندما كانت هناك محاولات لإقامة مدارس جديدة وتوفير برامج تعليمية بديلة لهؤلاء الأطفال، رفض الاحتلال الإسرائيلي السماح بتنفيذ هذه الخطط، وأكد أن الاحتلال يتعمد إبقاء هؤلاء الأطفال في دائرة العنف والتجهيل.
وشدد حماد على أن تأثير هذه الأوضاع على الأطفال في غزة سيكون مدمرًا على المدى الطويل، حيث حُرموا من الطفولة الطبيعية وأصبحوا عرضة لأمراض نفسية وجسدية قد تستمر معهم مدى الحياة وأن مئات الأطفال فقدوا آباءهم وأمهاتهم في القصف، وأصبحوا يعيشون في حالة يُتم وتشرد، بينما يبقى المجتمع الدولي عاجزًا عن حمايتهم.
وناشد حمادالمجتمع الدولي للتحرك الفوري لحماية الأطفال الفلسطينيين في غزة، وتوفير بيئة آمنة وصحية لهم تمكنهم من العيش بكرامة، داعيًا المنظمات الدولية إلى الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف الاعتداءات، والتأكيد على أن الأطفال في غزة يستحقون حقهم في الحياة والتعليم والصحة مثل أي طفل آخر في العالم.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.