تمكين النساء والشباب في الهيئات المحلية: بين العقبات والفرص
ضمن برنامج تمكين النساء الذي ينفذه المركز الفلسطيني لقضايا السلام والديمقراطية استضاف تلفزيون الفجر كل من مها أحمد، نائب رئيس مجلس قروي عصيرة القبلية و الناشطة الشبابية نعمة علاونة للحديث عن دور الشباب والنساء بالهيئات المحلية .
حيث تعد الهيئات المحلية في فلسطين عنصرًا أساسيًا في النظام السياسي والإداري، حيث تلعب دورًا مهمًا في تنظيم وتنسيق الخدمات المحلية وتنفيذ السياسات التنموية ومع ذلك، تظل مشاركة الشباب والنساء في هذه الهيئات محدودة، وفقًا للأرقام الأخيرة للانتخابات التي جرت في عامي 2021 و2022 حيث تشير الإحصاءات إلى أن نسبة مشاركة النساء في الهيئات المحلية تراوحت بين 15% و22%، وهي أقل من النسبة التي حددها قانون الانتخابات عند 20% وأدنى من قرار المجلس المركزي الذي أقر نسبة 30% كحد أدنى لتمثيل النساء.
أما بالنسبة للشباب، فقد بلغت نسبة مشاركتهم في الانتخابات ضمن الفئة العمرية 25-35 عامًا حوالي 20%، بينما ارتفعت نسب الفوز للأعمار الأكبر، حيث وصلت إلى 27% للفئة العمرية 36-45 عامًا، و52% لمن هم فوق 46 عامًا، مما يعكس ميول الناخبين لاختيار كبار السن.
تقول الأستاذة مها أحمد، نائب رئيس مجلس قروي عصيرة القبلية خلال حديثها لتلفزيون الفجر ، أنها واجهت صعوبات على المستويين الشخصي والمجتمعي، خاصة في المجتمعات الريفية التي لا تزال تتحفظ على وجود النساء في مواقع القرار.
وأضافت أن قرار الكوتا النسائية الصادر عام 1998 ساهم في تعزيز مشاركة النساء، لكنه لا يزال يواجه عقبات بسبب غياب القبول المجتمعي التام لهذه الفكرة.
وأكدت أحمد أن الهيئات المحلية تعتبر بمثابة حكومات مصغرة تدير شؤون التجمعات السكانية، مثل تنظيم المياه والكهرباء والشوارع، وتقديم خدمات ثقافية واجتماعية.
وأشارت إلى أن جائحة كورونا والحرب الأخيرة بعد 7 أكتوبر أبرزت أهمية هذه الهيئات في دعم المواطنين، حيث قدمت المساعدات العينية والمادية للأسر المتضررة ووفرت فرص تشغيل مؤقتة من خلال مشاريع تنموية.
في ذات السياق أوضحت الناشطة الشبابية نعمة علاونة أن العديد من النساء يتم إدراجهن ضمن القوائم الانتخابية فقط لتلبية متطلبات القانون، دون أن يكون لهن دور حقيقي وفعّال داخل الهيئات المحلية.
وأشارت إلى أن غياب التمكين الاقتصادي للنساء والشباب يمثل تحديًا كبيرًا، حيث تفتقر النساء للموارد التي تمكنهن من المشاركة السياسية.
وأضافت ان ضعف مشاركة الشباب والنساء أيضًا بالنظام الانتخابي القائم على العشائرية والحزبية، حيث يميل الناخبون إلى اختيار كبار السن أو قيادات العائلات. وترى علونة أن هذا النظام يقصي الشباب والنساء بشكل غير مباشر، ويحد من فرصهم للوصول إلى مواقع القرار.
وشددت على ضرورة تعزيز وعي الشباب والنساء بأهمية المشاركة في الهيئات المحلية، وإعادة النظر في النظم الانتخابية التي تعيق تمثيلهم مطالبه بزيادة التمكين الاقتصادي وتوفير فرص تدريبية للشباب والنساء، مما سيسهم في خلق أجيال قادرة على إدارة شؤون المجتمع بشكل أكثر فعالية.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.