لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

التراث الفلسطيني في غزة بين التدمير والصمود: دراسة علمية تسلط الضوء على معاناة الآثار



في ظل الحروب المتكررة والتدمير الممنهج الذي تتعرض له المواقع الأثرية في قطاع غزة، جاء بحث علمي بعنوان “التراث والصراع في غزة” ليسلط الضوء على المخاطر التي تواجه التراث الفلسطيني، ويقدم رسالة عاجلة للعالم حول أهمية حماية هذا الإرث الحضاري.

تتعرض المواقع الأثرية في قطاع غزة لخطر التدمير الممنهج، ما يهدد الهوية الثقافية الفلسطينية ويضع التراث الحضاري في مواجهة مباشرة مع محاولات الطمس. بحث علمي حديث بعنوان “التراث والصراع في غزة” ناقش بعمق التحديات التي تواجه الآثار التاريخية في القطاع، مقدمًا دعوة عاجلة لحمايتها باعتبارها جزءًا من التراث الإنساني العالمي.

أوضح الأستاذ الدكتور صلاح الهودلية، أستاذ الآثار في جامعة القدس لتلفزيون الفجر أن هذا البحث لم يقتصر على توثيق المعلومات، بل شكل نداءً للمؤسسات الدولية المعنية بالتراث الحضاري للقيام بدورها في حماية الآثار الفلسطينية.

وبيّن أن البحث تناول ثلاثة محاور رئيسية تتعلق بتاريخ الاستقرار البشري في غزة، استهداف المواقع الأثرية، وتحليل قانوني للانتهاكات التي تطال هذا التراث.

وأشار الهودلية إلى أن البحث جاء في وقت عصيب، حيث يتعرض قطاع غزة لحروب متواصلة تهدف إلى طمس هويته الثقافية والتاريخية.

وأضاف أن الفريق البحثي الذي ضم أكاديميين من جامعات القدس، النجاح الوطنية، والاستقلال، واجه تحديات كبيرة أثناء إعداد الدراسة، أبرزها صعوبة الوصول إلى القطاع بسبب الحصار، مما دفعهم للتواصل مع أكاديميين وشهود عيان داخل غزة للحصول على معلومات دقيقة وصور ووثائق توثق حجم الدمار الذي لحق بالمواقع الأثرية.

وتحدث الهودلية عن أبرز المواقع الأثرية التي استُهدفت خلال الحرب، مثل تل السكن وتل عجول وميناء أنثيدون الأثري والجامع العمري الكبير وكنيسة القديس بورفيروس.

وأوضح أن هذه المواقع تحمل تاريخًا عريقًا يمتد لآلاف السنين، حيث تعكس دور غزة كمحطة استراتيجية تربط بين آسيا وأفريقيا وأوروبا عبر العصور.

وأضاف أن الجامع العمري الكبير في غزة، الذي يُعتبر من أبرز المعالم المستهدفة، يعود تاريخه إلى أكثر من ثلاثة آلاف عام، مضيفًا كان هذا الموقع معبدًا وثنيًا في العصور القديمة، ثم تحول إلى كنيسة خلال الحقبة الرومانية، قبل أن يصبح مسجدًا في عهد الفتح الإسلامي، مما يجسد تعاقب الحضارات على هذه الأرض.

وبيّن الهودلية أن الشرارة الأولى لإعداد البحث جاءت من دعوة وجهتها محررة موسوعة “التراث والذاكرة”، التي طلبت توثيق المواقع الأثرية المتضررة في غزة.

وأشار إلى أن الفريق البحثي عمل على مدى 170 يومًا متواصلة لإنجاز الدراسة، مؤكدًا أن هذا الجهد يهدف إلى تسليط الضوء على الواقع الصعب الذي يعيشه التراث الفلسطيني في ظل الحرب المستمرة.

واختتم الهودلية حديثه بالتأكيد على أن التراث الفلسطيني هو جزء أصيل من التراث الإنساني، ويجب حمايته من محاولات الطمس والتدمير، مشددًا على أن غزة رغم الظروف القاسية، ستظل شاهدًا حيًا على حضارة ممتدة لأكثر من سبعة آلاف عام، وأن هذا الإرث الحضاري سيبقى رمزًا للصمود والهوية الفلسطينية.

الرابط المختصر:

مقالات ذات صلة