بعد وقف إطلاق النار في غزة: الضفة تتحول إلى سجن كبير تحت الاحتلال
فرض الاحتلال الإسرائيلي حصارا خانقا على الضفة الغربية عبر نصب أكثر من 120 بوابة حديدية على مداخل مدنها وبلداتها، مما أدى إلى تقييد حركة الفلسطينيين بشكل كبير وتفاقم معاناتهم اليومية
هذه الحواجز العسكرية التي تم نصبها في مواقع استراتيجية تعيق بشكل ملموس الوصول إلى أماكن العمل والمدارس، مما يزيد من صعوبة الحياة اليومية للسكان ، و كما أن هذه الإجراءات تمثل جزءا من السياسة الإسرائيلية التي تهدف إلى تضييق الخناق على الفلسطينيين، مما يفاقم من معاناتهم ويعزز من تفاقم الأزمة الإنسانية في المنطقة
وجاء هذا التصعيد جزء من سياسات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، التي تهدف لإرضاء شركائه من أقصى اليمين، مثل وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، لضمان استقرار حكومته، و شملت هذه السياسات توسيع الاستيطان وفرض المزيد من التضييق
في هذا السياق، صرحت وسائل إعلام إسرائيلية أن إطلاق سراح نحو ألف أسير فلسطيني قد يؤدي إلى “موجة تصعيد كبيرة” تشمل هجمات ضد أهداف إسرائيلية، مما دفع الاحتلال إلى تعزيز إجراءاته الأمنية، بما في ذلك نصب المزيد من البوابات الحديدية ونشر وحدات عسكرية إضافية
وفي محافظة الخليل، نُصبت بوابات حديدية على مداخل العديد من القرى، مما أعاق حركة السكان وزاد من معاناتهم اليومية، وفي بيت لحم، نصب الاحتلال أكثر من 98 بوابة حديدية تحاصر مدنها وقراها، بما في ذلك بوابات عند مدخل بلدة الخضر وعقبة حسنة، كما نصبت قوات الاحتلال بوابات جديدة على طرق ترابية يستخدمها السكان لتجنب القيود
أما في رام الله ونابلس وسلفيت، نصبت قوات الاحتلال بوابات حديدية على مداخل العديد من القرى والبلدات، بينما أغلقت مداخل أخرى باستخدام السواتر الترابية والمكعبات الإسمنتية، مما جعل التنقل اليومي للسكان أكثر صعوبة
تزامن مع هذا التصعيد انتشار هجمات المستوطنين على الفلسطينيين، مما أسفر عن إصابات وإحراق ممتلكات، في ظل حماية جيش الاحتلال، و تعكس هذه الهجمات سياسة إسرائيلية تهدف إلى زيادة الضغط على الفلسطينيين وترويعهم
تحذر الأوساط الأمنية من أن هذه السياسات قد تؤدي إلى اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة، في ظل تصاعد الغضب الشعبي من هذه الإجراءات القمعية، في الوقت ذاته، تتواصل الاقتحامات والاعتقالات اليومية، مما يزيد من حالة التوتر في المنطقة
تتحكم قوات الاحتلال في فتح وإغلاق البوابات الحديدية بشكل تعسفي، مما يضطر الفلسطينيين إلى استخدام طرق بديلة طويلة وصعبة، هذه الإجراءات تكرس نظام الفصل العنصري وتعرقل الحياة اليومية، ورغم هذه الانتهاكات المستمرة، يبقى الصمت الدولي قائما، مما يزيد من معاناة ويجعل مستقبل المنطقة أكثر غموضا
ونشير أن تصعيد القيود الإسرائيلية في الضفة الغربية، بما في ذلك نصب المزيد من البوابات الحديدية، يعكس سياسة الاحتلال الهادفة إلى تكريس السيطرة وتعميق معاناة الفلسطينيين، مع تصاعد هجمات المستوطنين، وفي ظل الصمت الدولي حيال هذه الممارسات، تتفاقم معاناة الشعب الفلسطيني ويهدد استقرار المنطقة على المدى الطويل.