التنمية الاجتماعية: جهود متواصلة لإغاثة نازحي طولكرم ونور شمس
في ظل التصعيد العسكري المستمر على مدينة طولكرم ومخيميها، طولكرم ونور شمس، تتفاقم الأوضاع الإنسانية بشكل مأساوي، مما أدى إلى نزوح آلاف العائلات من منازلها بحثًا عن الأمان والمأوى، وأمام هذا المشهد المأساوي تواصل المؤسسات الرسمية والجمعيات الخيرية والأهالي جهودها الحثيثة لتوفير الاحتياجات الأساسية للنازحين، رغم التحديات الهائلة التي تواجههم.
تحدث مدير التنمية الاجتماعية في طولكرم، فواز حمزة لتلفزيون الفجر عن الدور الحيوي الذي تقوم به الوزارة منذ اللحظة الأولى لاستقبال النازحين.
أوضح حمزة أن الوزارة تعمل على مدار الساعة لمتابعة أوضاع النازحين، وقد تم توجيه مساعدات عاجلة إلى المناطق التي استقبلت العائلات المتضررة، حيث شملت هذه المساعدات توزيع طرود غذائية، وتوفير الفراش والأغطية وحليب الأطفال، بالإضافة إلى تقديم احتياجات طبية للمرضى وكبار السن.
وأوضح حمزة أن الجهود تتكامل مع التنسيق المستمر مع وزارات ومحافظات أخرى مثل نابلس وسلفيت وقلقيلية لتوفير مساعدات إضافية، مشددًا على أن حجم الأزمة يستدعي تدخلًا واسع النطاق من المؤسسات المحلية والدولية.
وأضاف أن الأزمة تفاقمت مع نزوح آلاف العائلات من مخيم نور شمس إلى بلدات عنبتا وكفر اللبد، مما فرض ضغطًا هائلًا على الموارد المتاحة، حيث تُقدّر الأعداد الأولية للنازحين بما يتراوح بين 15 إلى 20 ألف نازح.
وفي إطار جهود التكافل المجتمعي، شدّد حمزة على أهمية دور المبادرات الشبابية والجمعيات الخيرية في تنظيم حملات دعم وتبرعات لتلبية الاحتياجات العاجلة، موضحًا أن الوزارة فتحت مكاتب في مناطق مختلفة مثل الكفريات ووادي الشعير لتلقي المناشدات وتقديم المساعدات العاجلة، مع الحرص على دعم النازحين في مجالات التعليم والرعاية الصحية.
وتابع حمزة أن الوزارة تعمل على تحديث قاعدة بيانات النازحين لتحديد احتياجاتهم بدقة وتوجيه المساعدات بشكل أكثر فاعلية، مشيرًا إلى أن كل جهد يُبذل يمثل بصيص أمل يساهم في تخفيف معاناة الأسر المتضررة وإعادة الأمان والكرامة إلى حياتهم.
واختتم حديثه مشدداً على أن استمرار هذه الجهود يتطلب تضامنًا شاملاً من كافة الجهات المحلية والدولية، وأن التعاون المشترك سيكون العامل الأساسي لمواجهة تداعيات العدوان، وإعادة الحياة إلى سكان طولكرم ونور شمس الذين يعيشون ظروفًا صعبة وغير مسبوقة، ورغم الألم والمعاناة، يبقى الأمل معقودًا على تضافر جهود المجتمع بأسره لتوفير الدعم الكافي للأسر المتضررة وإعادة الأمل إلى قلوب النازحين.