لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

منخفض جوي قطبي في الطريق إلى فلسطين: استعدادات وإرشادات



تتوقع دائرة الأرصاد الجوية بأن تتأثر فلسطين يوم غد الخميس بمنخفض جوي قطبي يستمر لأكثر من خمسة أيام.

وبحسب الأرصاد، يتمركز المنخفض الجوي فوق شرق سوريا بكتله هوائية باردة جداً من أصل قطبي، حيث تسود أجواء باردة تتعمق خلال ساعات مساء السبت المقبل لتصبح شديدة البرودة، غائمة وماطرة على فترات، على معظم مناطق فلسطين وتكون الأمطار غزيرة أحيانا، ما يؤدي إلى تشكل السيول في الأودية والمناطق المنخفضة.

وقال مدير عام الأرصاد الجوية الفلسطينية عصام عيسى لـ”وفا” إنه اعتبارا من ساعات الليل المتأخرة يوم السبت وفجر الأحد المقبل يحتمل سقوط زخات ثلجية ممزوجة فوق فوق المرتفعات الجبلية التي تزيد على 900 متر مع هبات رياح قوية قد تصل سرعتها في بعض الهبات إلى 60 كم/ الساعة.

وأضاف أن يوم الأحد، تقل فرصة الهطولات الثلجية والمطرية خلال ساعات النهار، فيما تعاود هذه الهطولات المطرية والثلجية بشكل تدريجي اعتبارا من ساعات مساء الأحد والساعات الاولى من فجر يوم الاثنين. ويوم الاثنين يتوقع سقوط زخات من الثلوج فوق المرتفعات الجبلية المتوسطة والعالية (700 متر فأعلى) فيما تسقط زخات ممزوجة على المرتفعات التي تقل عن 700 متر (500-600 متر). وفي ساعات مساء الاثنين تخف هذه الهطولات فيما يبقى تأثير الكتلة شديدة البرودة بحيث تلامس درجات الحرارة الصفر المئوي أو ما دونها على المرتفات الجبلية مما يساعد زيادة حصول الإنجماد.

وأوضح عيسى بأن فترة تأثر فلسطين بالمنخفض الجوي حوالي 120 ساعة، حيث يستمر تأثيره حتى ساعات مساء الثلاثاء المقبل 25 شباط/ فبراير، وفي ساعات الليل يتوقع أن ينحسر المنخفض الجوي وتميل الأجواء إلى الاستقرار.

وأشار إلى أن دائرة الأرصاد الجوية تحذر بسبب الأمطار الغزيرة وفرصة تساقط الثلوج المرافقة لهذا المنخفض الجوي المتوسط الفعالية، من تشكّل السيول والفيضانات في الأودية والمناطق المنخفضة ومناطق تجمع المياه، إلى جانب سرعة الرياح والهبات القوية المرافقة لها، وخطر الانزلاق على الطرقات بسبب تساقط البرد وتساقط زخات ثلجية أحيانا، بالإضافة إلى خطر تدني مدى الرؤية الأفقية بسبب الضباب والغيوم الملامسة لسطح الأرض، وشدة البرودة وتدني درجات الحرارة، إلى جانب خطر تشكّل الصقيع والانجماد.

وتناشد الأرصاد الجوية المواطنين أخذ الحيطة والحذر وعدم الاقتراب من المناطق المنخفضة وأماكن تشكّل السيول وأماكن تجمع المياه، وأن يتابعوا التحديثات عن الحالة الجوية على موقع دائرة الأرصاد الجوية على شبكة الانترنت (www.pmd.ps)، أو على موقع التواصل الاجتماعي (FACEBOOK)، والاستماع إلى الارشادات والتحذيرات التي تصدرها الجهات المختصة وخاصة الدفاع المدني الفلسطيني وجهاز الشرطة خلال فترة المنخفض من أجل الحفاظ على سلامة الأرواح والممتلكات.

“الأشغال العامة” ترفع جاهزيتها

وأعلنت وزارة الأشغال العامة والإسكان، عن رفع حالة الاستعداد والجاهزية في جميع مديرياتها تحسبا لأي تداعيات سلبية قد تنجم عن المنخفض الجوي.

وأوضحت الوزارة في بيان بأن طواقمها في حالة تأهب للتعامل مع أي حالات طارئة قد تنجم عن الهطول الغزير للأمطار أو تساقط الثلوج، وذلك وفقاً للتقديرات الجوية المتوقعة.

ودعت الوزارة المواطنين إلى توخي الحيطة والحذر أثناء المنخفض الجوي، محذرةً من خطر الانزلاق على الطرقات وتشكل السيول في الأودية والمناطق المنخفضة، كما حثّت المواطنين على التواصل مع أرقام الطوارئ الخاصة بالوزارة عند الضرورة.

ومنذ شهر أيلول/ سبتمبر الماضي، نفذت الوزارة ضمن استعداداتها السنوية لفصل الشتاء، أعمال تنظيف وصيانة، شملت تنظيف عبارات الطرق ومجاري الأودية، إضافة إلى صيانة بعض الطرق التي قد تتأثر بتجمع مياه الأمطار، وذلك لضمان انسيابية الحركة المرورية خلال الظروف الجوية الصعبة.

وبينت الوزارة أنها تتعاون مع جميع المؤسسات الشريكة وفقاً لتوجيهات مجلس الوزراء، مثل الدفاع المدني، الشرطة، والهلال الأحمر، بهدف توحيد الجهود وتسهيل مهام هذه الجهات خلال فترة الطوارئ.

كما أوضحت أن مديريات الأشغال تعدّ جزءا من مجالس الطوارئ في كل محافظة، حيث تضطلع بتنفيذ صلاحياتها على الطرق النافذة والرابطة، إضافة إلى التنسيق مع جميع الجهات المعنية للتعامل مع حالات الطوارئ خلال المنخفض، وذلك للتقليل من آثارها والخروج منها بأقل الخسائر الممكنة.

الدفاع المدني مستعد للاستجابة لأي طارئ

وأكد مدير العلاقات العامة والاعلام في الدفاع المدني الفلسطيني، العقيد نائل العزة، أن الدفاع المدني اتخذ مجموعة من الإجراءات والتعليمات فيما يتعلق برفع درجة الجهوزية لدى طواقمه.

وأشار إلى انعقاد اجتماع للمجلس الأعلى للدفاع المدني، برئاسة وزير الداخلية اللواء زياد هب الريح وبحضور المحافظين ومدير عام الدفاع المدني اللواء العبد إبراهيم خليل، وممثلي لجان الطوارئ في المحافظات، للوقوف على جاهزية الأعضاء في التعامل مع الطوارئ في ظل الظروف الراهنة، بما في ذلك المنخفض الجوي المحتمل، وبناء عليه اتخذت مجموعة من الإجراءات بمنع الإجازات واستدعاء المجازين وتفقد المعدات والآليات وفقا للطبيعة الجغرافية وبناء على المخاطر المحتملة.

ولفت إلى أن المجلس ناقش الأخطار المركبة في محافظات شمال الضفة والتي تعاني من اعتداءات مستمرة من قوات الاحتلال الإسرائيلي والتي نجم عنها تجريف واسع للبنية التحتية، وبالتالي عدم قدرتها على تصريف كميات الأمطار المتوقع هطولها، وتم وضع سيناريوهات مختلفة للاستجابة لأي طارئ.

وأشار إلى أن الخطورة التي يحملها هذا المنخفض القطبي تتمثل في فترة البرودة الشديدة التي تستمر إلى أكثر من 100 ساعة، حيث ستصل درجات الحرارة إلى صفر مئوي ودون الصفر المئوي في بعض المناطق، داعيا المواطنين إلى أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر والاستماع إلى الإرشادات من الدفاع المدني وجهات الاختصاص كافة للحفاظ على سلامتهم.

وأكد أن الدفاع المدني فعّل غرف الطوارئ المشتركة والتي تضم الشرطة والهلال الأحمر وشركات الكهرباء والبلديات، حتى تتمكن فرق الطوارئ من تقديم خدمات الاستجابة لمختلف الحوادث أو تقديم المساعدات الإغاثية لمن يطلبها من المواطنين في حالات الضرورة.

ودعا الدفاع المدني المواطنين، إلى تنظيف أسطح المنازل والساحات والحدائق حول المنازل من النفايات والأعشاب أو أي معيقات، وتثبيت ما هو غير ثابت على أسطح المنازل مثل ألواح الإسبست ولواقط التلفاز وخزانات المياه، وعدم تخزين مواد قابلة للاشتعال (مشتقات البترول) بكميات كبيرة داخل المنازل، وتنظيف مجاري الصرف الصحي ومجاري مياه الأمطار بشكل مستمر، وعمل صيانة لأجهزة التدفئة الكهربائية والتي تعمل بمشتقات البترول من قبل فنيين مختصين، والعمل على فتح مسالك لتسريب مياه الأمطار للحد من تجمعها أمام المنازل وخاصة القاطنين بالقرب من الأدوية والمناطق المنخفضة، وعدم ترك الأطفال يلعبون بالقرب من الأودية وتجمعات مياه الأمطار، وتوفير جهاز إطفاء يدوي داخل المنزل وصندوق إسعاف أولي لمواجهة أي طارئ، وفصل التيار الكهربائي عن التلفاز والهاتف واللاقط قبل النوم تحسباً لحدوث الصواعق، والاتصال على الدفاع المدني هاتف الطوارئ 102 للتبليغ عن الحوادث أو لطلب المساعدة.

وبخصوص التدفئة، ناشد الدفاع المدني بعدم ترك الأطفال وحدهم قرب المدفأة، وعدم تزويد المدفأة بالوقود أو إشعالها داخل المنزل، وعدم وضع المدفأة قرب الستائر والفراش وعدم تجفيف الملابس والطهي عليها ووضع جسم عازل للحرارة أسفل المدفأة، ويجب إطفاء المدفأة عند النوم أو الخروج من المنزل وضرورة توفير التهوية الجيدة للغرف التي فيها تدفئة، وضرورة تفقد الوصلات الكهربائية والأمانات للمدفأة التي تعمل على الكهرباء. وفي حال استخدام مدفأة الغاز يجب مراعاة تفقد الوصلات والخرطوم خوفا من تسرب الغاز وفحص الأسطوانة بالصابون بعد التركيب.

كما ناشد السائقين، السير بحذر أثناء القيادة وخاصة أثناء الضباب والانجماد والصقيع، وتفادي التوقف الفجائي، وإشعال مصابيح المركبة أثناء القيادة خاصة في الضباب، وعدم السير أثناء العواصف والمنخفضات الجوية العميقة، وتفقد كوابح المركبة والإطارات والمصابيح الأمامية والخلفية والتأكد من عمل مساحات الزجاج.

إرشادات للمزارعين

القطاع الزراعي كغيره من القطاعات يتأثر بشكل مباشر بالمنخفضات الجوية والأمطار والثلوج، وعليه فإن على المزارع أن يتبع العديد من الإجراءات لمنع تأثر نشاطه الزراعي، سواء في الزراعة أو ما يتعلق بالثروة الحيوانية.

وفي هذا السياق، قالت مديرة دائرة الإعلام الزراعي في الإدارة العامة للإرشاد في وزارة الزراعة ضحى عابدي، إن الإدارة بدأت بتوجيه العديد من الرسائل الإرشادية إلى 35 ألف مزارع فلسطيني عبر هواتفهم، بما يتعلق بأهم الإجراءات التي يجب أن يتخذوها قبل المنخفض الجوي، وأنه سيتم توجيه الإرشادات بشكل متواصل خلال المنخفض الجوي.

وأوضحت عابدي أن القطاع الزراعي يتأثر بشكل عام بالمنخفض الجوي في عدة مجالات، منها تأثير الرياح الشديدة على البيوت المحمية، حيث من الممكن أن تتسبب بتطاير البلاستيك وبالتالي دخول الأمطار للمحاصيل الزراعية داخلها، والذي يؤثر سلبا بتراكم كميات الأمطار داخل البيوت المحمية، بالإضافة إلى أن الرياح الشديدة من الممكن أن تؤدي إلى تطاير أسقف “بركسات” الثروة الحيوانية، وأيضا عملية إزعاج للدواجن البياضة في “البركسات”، ما يؤثر على طاقة إنتاجها بسبب الإزعاج والخوف.

وبينت أن الانخفاض الشديد لدرجات الحرارة يؤثر في الثروة الحيوانية خاصة المواليد الحديثة، حيث إن تعرضها لتيارات هوائية باردة يمكن أن يؤدي إلى نفوقها في بعض الحالات.

وأشارت عابدي إلى أن قطاع النحل متكيف مع انخفاض وارتفاع درجات الحرارة، مع مراعاة توفير التغذية اللازمة خلال فترة المنخفض، حتى يتمكن النحل من عملية تغذية وتدفئة نفسه، لأن جوع النحل داخل الخلايا يمكن أن يؤدي لفقد جزء كبير من النحل، والذي من الممكن أن يتسبب في توقف الملكة عن وضع البيض خلال هذه الفترة، بالإضافة إلى ضغط النحل من خلال مساحة معينة لتحرك النحل ما يعمل على تدفئته.

ووجهت عابدي رسالة إلى المزارعين بضرورة التأكد من وجود قنوات تصريف للمياه لمنع تراكمها داخل المزارع، والتأكد من تثبيت “البركسات” والبيوت المحمية، والتأكد من قنوات التصريف على الأسطح لمنع تراكم الأمطار أو الثلوج لمنع التسبب بالضغط على هياكل البيوت و”البركسات”، والذي من الممكن أن يؤدي إلى انهيارها، مشددة على أهمية التدفئة سواء للثروة الحيوانية أو الإنتاج النباتي حسب الإمكانيات بالوسائل الآمنة، مع مراعاة التهوية المناسبة.

وفي الإطار ذاته، أشارت عابدي إلى خطر تشكل الصقيع بعد المنخفض الجوي، مؤكدة أهمية التدفئة في التغلب على الصقيع في البيوت المحمية، بالإضافة إلى استخدام الأغطية البلاستيكية التي تقلل من تأثير الصقيع على المحاصيل الزراعية، وتأجيل رش المبيدات إلى ما بعد المنخفض الجوي.

وأكدت، أهمية التأكد من مراعاة التهوية من الفتحات العلوية لكي تكون بعيدة عن المواليد فيما يتعلق بالثروة الحيوانية، وتخزين الأعلاف بعيدا عن المياه، والتأكد من تخزين كميات كافية خلال فترة المنخفض، مع ضرورة الحفاظ على درجة حرارة المياه في الخزانات من خلال تغطيتها، وتقديم العلائق المحتوية للحيوانات والطيور، إلى جانب الحفاظ على جفاف الأرضية بفرد نشارة الخشب في الأرضيات بسمك 8-10 سم للدواجن والأغنام بسمك لا يقل عن 35 سم، مع ضرورة تثبيت جوانب “بركسات” الدواجن البياضة نظرا لتأثير الإزعاج على إنتاجها.

وشددت عابدي على أهمية التهوية لـ”بركسات” الثروة الحيوانية، لمنع تشكل غازات أول أوكسيد الكربون والأمونيا بسبب الضغط وروث الحيوانات وارتفاع الرطوبة، حيث يؤثر أول أوكسيد الكربون على المزارع نفسه، والأمونيا تؤثر على الحيوانات والطيور بشكل مباشر.

وبخصوص مزارع السمك، أكدت عابدي ضرورة العمل على تدفئة المياه خلال المنخفض، من خلال رفع منسوب المياه خلال ساعات الليل، واستخدام مياه الآبار لأنها تكون أكثر دفئا، بالإضافة إلى تقليل التغذية، لأن زيادة التغذية في برك تربية الأسماك يرفع نسب الأمونيا ما يؤدي لنفوق الأسماك داخل البرك.

الرابط المختصر:

مقالات ذات صلة