لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

“في زمن الإبادة: الدولة تُبنى بالمؤسسات وليس بالشعارات” بقلم: جورج كارلوس قنواتي



نعيش اليوم أخطر مرحلة تمرّ بها قضيتنا الوطنية منذ النكبة.
ما يجري في غزة ليس فقط حرباً، بل إبادة جماعية منهجية تستهدف الإنسان، والأرض، والهوية.
وفي الضفة الغربية، لا يختلف المشهد كثيراً: تصعيد استيطاني غير مسبوق، ومحاولات ترانسفير صامت، وهجمة منظمة لهدم ما تبقى من الحلم الفلسطيني.

الاحتلال لا يشن حرباً بالنار والحديد فقط، بل يخوض حرباً أخرى أكثر خطورة: حرباٌ على الوعي، ووحدة الأرض، وعلى مشروع الدولة الفلسطينية المستقلة.
تقسيم الجغرافيا، وتقطيع أوصال الضفة، ومحاصرة غزة، ليست مجرد خطوات عسكرية بل مخطط لهدم كل أمل بدولة فلسطينية قابلة للحياة.

وفي هذا المشهد الدموي، يعيش شعبنا أزمة اقتصادية خانقة: انهيار في فرص العمل، وتراجع في الخدمات، ومعاناة تمتد من رفح حتى جنين. كل ذلك وسط هجمة سياسية تُصوّر السلطة كعبء، بينما الحقيقة أن غياب المؤسسات يعني انتصار الفوضى.

ليس الوقت الآن لتسجيل مواقف، ولا لترف التنظير.
نحن في مواجهة شاملة، تتطلب إعلاماً مسؤولاً، ومؤسسات قوية، وأجهزة أمن تحفظ الأمن الداخلي وتحمي المشروع الوطني من التفكك. النقد ضرورة، نعم، لكن البناء أولى. ولا دولة بلا مؤسسات، ولا استقلال بلا سلطة، ولا مشروع وطني قابل للحياة بلا أدوات تحميه وتديره.

من هذا المنطلق، اخترتُ أن أكون في صف من يؤمن ببناء الداخل، لا تدميره. أن أكون صوتاً لا فقط في الأثير، بل في قلب المؤسسة، أُدافع عن حق شعبنا في الحياة، وأُسهم في تثبيت وجوده على أرضه.

قد نختلف في الأساليب، لكن ما يجب أن نتفق عليه جميعاً أن الصراع على فلسطين لن يُحسم بالشعارات، بل بالفعل الوطني المسؤول.

الرابط المختصر:

مقالات ذات صلة